17 نوفمبر 1958م: نعي الديمقراطية الأول بقلم عبد الله علي إبراهيم

17 نوفمبر 1958م: نعي الديمقراطية الأول بقلم عبد الله علي إبراهيم


11-20-2016, 06:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1479664101&rn=0


Post: #1
Title: 17 نوفمبر 1958م: نعي الديمقراطية الأول بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 11-20-2016, 06:48 PM

05:48 PM November, 20 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





ذكرى تسلُّم طغمة 17 نوفمبر 1958م للحكم هي يوم الشؤم العظيم لبلدنا. فعصابة نوفمبر، في لغة التصوير، هي "النجتيف-العفريتة" التي طبعنا منها نُظُم الطُّغَم التي توالت علينا. فقد صادر الانقلاب الحوار الوطني الذي دار حول منهج الحكم آنذاك، وعرض المعونة الأمريكية لنا في ملابسات الحرب الباردة. ولم تقبل دوائر واسعة منا بهذه المعونة. وقد تحالفت تلك الدوائر في موكب 21 أكتوبر 1958م الذي اقتحمه السفير الأمريكي آنذاك لسبب غامض ما يزال. وصوَّر المنقلبون هذا الحوار بأنه قلاقل استحقت القمع والوصاية. وقد ردَّ اتحاد طلاب جامعة الخرطوم على هذا المنطق بمذكّرتهم للطُّغمة النوفمبرية في سبتمبر 1959م قائلين: "وكنا نرى منذ البداية أنه في ظل الديمقراطية، لا في غيبتها، يتدرَّب الشعب على الحكم النيابي والاستمساك به". وهكذا فرَّط الانقلاب في عادة الديمقراطية، وأرسى عادة الاستبداد. وقد فشت العادة في الحكومة والمعارضة معاً، وتأبَّطت الطُّغَم شرَّ السلاح وشرهه، وأفرغوا السياسة من الشعب مصدر السلطات.
لقد أخذت الطُّغَم اللاحقة قسماتها الدميمة كلها من نطفة نوفمبر الأولى. فقد أصدرت حكومة 17 نوفمبر قانون دفاع السودان (1958م) الذي أساء للعدل بسنة المحاكم العسكرية للمدنيين والاعتقال التحفُّظي. وتعدَّت على حرية التنظيم بإلغاء قوانين العمل النقابي بأخرى موسوسة مثل قانون نقابات العمال 1960م، والقانون رقم (9) لاتحاد طلبة جامعة الخرطوم، وقانون المجلس المركزي؛ الذي كان رئيس القضاة وقتها قيِّماً على اللجنة التي وضعت مُسَوَّدته الظالمة. وصادرت استقلال الجامعة حتى ضمَّتها للتربية والتعليم في 1963م. وأرادت تأميم الصحافة واكتفت بصحيفة لسان الحال: "البرش بقرش". وضيَّقت على الصحف تضييقاً جعل الكتابة مستحيلة. وشملت قائمة المحرمات: "الكتابة عن كيشو ولجنة نادي الهلال"، و"التعرُّض بالنقد للإذاعة ومراقبها التاج حمد".
وبدأت الطغمة حرب الجنوب الثقافية باستخدام الأسلمة والتعريب كأدوات حكومية. فقد هدفت "البلدوية"، المنسوية إلى علي بلدو، مدير مديرية الاستوائية على أيامها، عكس مجرى السياسة الاستعمارية بنشر الإسلام والعربية، بدلاً عن الإنجليزية والمسيحية. واحتجَّ الجنوب على ذلك حتى توَّج ذلك بتأسيس حركة أنانيا. وعلَّقت دولة نوفمبر رفاق السلاح المعارضين على المشانق، وقتلت الأنصار في المولد، ورحَّلت جماعة النوبة التاريخية من موضعها بغير استئذان. وقد مشت الطُّغَم اللاحقة على دربها.
انتهت طغمة نوفمبر إلى شيء من القبول عند بعض العامة والخاصة. وقد يصدُق عليهم قولنا إن الكلب يحب خانقو.. الأول. ويثني البعض عليها بزعم أنها استسلمت للإرادة الشعبية بغير ملاواة مع أنها أزهقت في أكتوبر أربعين نفساً في مدن البلاد المختلفة. ولم يكن بوُسع الطُّغْمة البقاء لأكثر مما بقيت. فقد حانت ساعة أزمتها الثورية. وهي أزمة يكون بها النظام المُقوَّض ليس قادراً على الحكم وحسب، بل لا يعود الناس يطيقون البقاء في ظله لأطول مما فعلوا. وقد صوَّر ذلك استاذنا عبدالخالق محجوب بقوله إن نظام نوفمبر رأى الدولة نفسها، دعك عن المجتمع المدني، تنفصل عنه بالكلية بالإضراب السياسي العام وتتركه عارياً من الغطاء.
غفر كثيرون منا لطُغمة نوفمبر بسبب فساد منهج معارضي الطُّغَم اللاحقة. فقد تبنَّوا في تهافتهم على السلطان فكرة أن الطُغمة المكتوين بها في يومهم نظام لم يقع لنا من قبل و"ورّانا جديد ما كان على بال". ولهذا غابت عن وعينا شفرة نوفمبر التي هي في صميم كل الطُّغَم. ومن الجهة الأخرى ركَّزت المعارضة على الاحتفال بثورة أكتوبر كأداة مجرَّدة لتغيير النُّظُم وليس كحدث تاريخي لا يستقيم فهمه بغير تحليل نظام نوفمبر. وهكذا دعا حسن الترابي مرة الطلاب إلى القيام بثورة أكتوبر، كأنها يمكن أن تقع لمجرَّد أن شيخنا قد ترك طغمته مغاضباً.





أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 20 نوفمبر 2016

اخبار و بيانات

  • الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لا تتاجر بصحة رعاياها ولا بقوتهم
  • وزير الثقافة وسفير الاتحاد الأوروبي يفتتحان مهرجان الفلم الاوربي في السودان
  • بالصور: المؤتمر العام للجبهة الوطنية العريضة بلندن
  • كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في المؤتمر الصحفي الذي عقده الحزب في الخرطوم بعنوا
  • العدل والمساواة .. ما يجري في القطينة ارهاب دولة ضد شعب أعزل
  • جهاز الأمن حقق مع الصحفي بصحيفة (بورتسودان مديني) (أمين سنادة)
  • حوار مع د.عبدالرحيم احمد ابنعوف/ رئيس جركة تغيير السودان ورئيس دوري تحالف قوي التغيير السودانية حول
  • السودان يشيد بنتائج المؤتمر العربي للاستثمار العقاري بالامارات
  • نجاة مُقيمين سودانيين مُحاصرين في قنفودة مائتا سوداني في قنفودة الليبية
  • وزير النقل: سودانير ستتسلم طائرتين
  • خبراء يدعون لإدراج سوق العملة ضمن الأنشطة الإرهابية
  • نتحار ثلاثة أشقاء عجزت أسرتهم عن توفير الأدوية لهم عشرات الصيدليات بالخرطوم تغلق أبوابها إحتجاجاً و
  • كاركاتير اليوم الموافق 20 نوفمبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن فقراء السودان

    اراء و مقالات

  • في ذكرى الاستقلال دخول أمريكا في المسألة السودانية: 1951-1953 (3 بقلم فيصل عبدالرحمن علي طه
  • الرئيس الأمريكي المنتخب أقوى مما يُظـَن وأضعف مما يَظـُن بقلم الإمام الصادق المهدي
  • الدعم أم الدبغ ؟ بقلم د . الصادق محمد سلمان
  • ترامب .. تسلم الايادي .. بقلم طه أحمد أبوالقاسم
  • حُكم بإعدام الشعب السوداني!8 بقلم عثمان ميرغني
  • غضب الكسالى ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • حينما تشرب البيرة مجاناً بقلم عبدالباقي الظافر
  • قول واحد (1) بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • ثقالة وعبط!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الغنوشي، رغم عظمته، هل نأخذ ديننا منه؟! (1) بقلم الطيب مصطفى
  • السوريون بالخرطوم بقلم عواطف عبداللطيف
  • رد الاعتبار للجنيه السودانى وليس تدميره افضل حل للازمة الاقتصادية الحلقة -2- بقلم النعمان حسن
  • الجمهوريون : الإنعزال والإنتظار ، والإستبدال!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله
  • فى أى بلدٍ نعيش بقلم عمر الشريف
  • تداعيات خروج أمريكا من الملعب (1) النظام العالمي الجديد بقلم: سعيد محمد عدنان – لندن – المملكة الم
  • خارطة طريق هي البداية لميلاد اذمة جديدة بقلم محمد كاس
  • الأب عثمان نحن نعطر الجو بالعبير تمهيدا لحرية التعبير! بقلم عبير المجمر(سويكت)
  • المحقق الصرخي .. يا دواعش العصر من معاني الايام في القران أيام الله و الناس و ال بقلم احمد الخالدي
  • للمهاجرين وللراغبين للهجرة. بقلم محمد كاس
  • رسالة المواطن أنور محمود
  • السودان الفيدرالي بقلم محمد كاس
  • أدى واجبه على واحده و نُص ... !! - بقلم هيثم الفضل
  • البشير يقاتل الشعب من أجل العروبة لا دين لا دولة بقلم محمد كاس
  • ( لموا الكراسي ) بقلم الطاهر ساتي
  • لماذا فشلنا فى السودان والعالم العربى فى فن الحوار وقبول الآخر ! بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر ا
  • انتهاك حقوق الانسان في ايران وضرورة اتخاذ خطوة عملية! بقلم عبدالرحمن مهابادي(*)

    المنبر العام

  • مظاهرة نسائية في الخرطوم وعدد كبير من قوات الامن تتصدي لها بالضرب(صور)
  • حاكم الشارقة يفتتح معارض لكوكبة من الفنانيين السودانيين
  • هل هؤلاء يشعرون ؟!!
  • لا..لا.. للغلاء..
  • للمعارضين والمنتمين للاحزاب - إستفسار.؟
  • ديل أجمل بنات بلدى....(صور بس)
  • صناديق لدعم المرضى في كل مدن وقرى واحياء السودان.
  • صيدليات علياء.. هل ابتلعت الآخرين..؟!
  • الجنيه المصري يتكبد أكبر خسائر أمام الدولار منذ التعويم
  • تصفية قيادات ميدانية بحركة عبد الواحد محمد نور
  • العصيان المدنى لا هاشتاق بنفع ،لاشارع بنفع لو ادوناالدواء الليله ناس السعوديه ولا قطر بكرا ما بدون
  • لأجي من أبناء دارفور يتزوج أسرائيلية مع صور مبروك يا أخي موسي
  • البوردابي حسن فرح صدرت منه إيحاءات عنصرية مقيتة ..
  • دغمسة الفريق طه عثمان مع هوما عابدين سكرتيرة هيلاري
  • الفوضى تضرب أسواق الدواء في الخرطوم
  • امتناع إدارة مستشفى الشعب عن صرف العلاج المجاني للمرضى بقسم الطوارئ -تحقيق
  • قصة زريبة مهاجري .............................. (7)
  • ثلاثة صقور لإدارة وزارة العدل والأمن القومي والـ«سي آي إيه»
  • للمرة الواحد خمسين في المنبر ندعوكم للعصيان المدني لاسقاط النظام
  • انتحار ثلاثة اشقاء عجزت اسرتهم عن توفير الدواء لهم(وثيقة)
  • .. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر .. فليترك سيرة البنغالي والصحافية .. وكل ما يصرف عن أمر الوطن ...
  • النّفسُ السّابِعةُ
  • مباهِجُ الشّاعِر
  • هندي يُشطّف رجلي أمّه ويشرب الماء ويتوضأ به
  • لعنة الله على البشير وحزبه - صور
  • سيناريو متوقع !!
  • قناة سودانية 24.. قناة الرجل الواحد.
  • ضياء الدين بلال.. التمهيد للرحيل من جمال الوالي إلى وجدي ميرغني(النيل الأزرق)..
  • هل تصدق؟..هم اعضاء في سودانيز اونلاين..!!
  • كرار التهامى والتوقعات العظيمة!!
  • بئس الوصف ياعمر!!!
  • طلب مساعدة
  • صيدلية سودانيز اون لاين الخيرية
  • هم(أهل السودان)لايريدون إسقاط النظام ولا تغييره،بل ترقيعه بالإجراءات الدستوريةليستمر!

  • Post: #2
    Title: Re: 17 نوفمبر 1958م: نعي الديمقراطية الأول بقلم �
    Author: بكـري عبـد الحميـد
    Date: 11-21-2016, 06:49 AM
    Parent: #1

    الأستاذ / عبد الله علي إبراهيم
    التحيات لكم
    العلة الكامنة في الأقلام السودانية أن أصحابها ينطلقون دائما من النوازع الذاتية ولا ينطلقون من الحقائق التي تفيد القارئ ،، وهم يتعمدون في بتر وإخفاء المعلومات الأساسية الهامة بقصد أو بدون قصد .. وأنت هنا تتناول عيوب انقلاب 17 نوفمبر 1958 .. والقارئ إذا كان من أجيال ما بعد ذلك الانقلاب بسنوات وسنوات سوف يجاريك في حروفك على أساس أن ذلك الانقلاب كان منفرداَ من كيد العسكر والجيش السوداني .. ولكن أنت تعلم وأنا أعلم أن الديمقراطية الأولى التي أنت تنعي وتلوم عليها طغمة 17 نوفمبر ما ضاعت بكيد تلك الطغمة العسكرية .. ولكنها ضاعت بكيد الأحزاب السودانية التي تفترض فيها الدفاع عن الديمقراطية .. ومع الأسف الشديد أن الكثيرين من أصحاب الأقلام يحاولون طمس تلك الحقيقة القاسية بعدم التطرق إليها إطلاقا .. وكأن الفريق عبود هو الذي اجتهد وقاد الانقلاب بمخطط مسبق .. وكل السودانيين يدركون ويعرفون جيداَ أن الخلافات بين الحزبين الكبيرين في ذلك الوقت أدت إلى قيام عبد الله خليل بتسليم السلطة للجيش من تلقاء نفسه .. إذن المسئول الأول والأخير عن دفن الديمقراطية الأولى ليست طغمة 17 نوفمبر بل هي الأحزاب السودانية .. وعند تلك النقطة بالذات لا يتفق معكم المنطق حين تلوم العسكر على قتل الديمقراطية الأولى .. وكان الأجدر بكم أن تكونوا أمناء في قول الحقائق وتلوموا الأحزاب السودانية بأنها هي التي فرطت في الديمقراطية الأولى متعمدة من تلقاء نفسها .. أما سرد تلك الممارسات الخاطئة التي تنافي الديمقراطية في ظلال حكم 17 نوفمبر 1958 فيدخل في خانة تحصيل حاصل .. وطفل الروضة يمكن أن يقول لكم : ( إذا تهربت الأحزاب التي تفترض فيها مراعاة وحماية الديمقراطية عن واجبها ومسئولياتها فمن باب أولى أن يفرض فيها العساكر ) .. فمثلك هنا مثل ذلك الإنسان الذي يجتهد لطعن ظلال الأفيال بالسهام والأفيال المسئولة أمامه موجودة .