لأن سياسة السودان الخارجيه تعمل بنظرية رزق اليوم باليوم وليست لها ثوابت منذ إستلام هذا النظام للسلطه ,فقد شهدت الأيام الأولي تلك الكوميديا عندما كان الدكتور أبو صالح وزيرا للخارجيه وحديث يونس محمود السياسي وقيل أن الوزير قد قال إنه يبني شهورا وفي ثواني يدمر يونس محمود مابناه وزير الخارجيه !!! ولهذا ظل وسيبقي الناتج صفرا كبيرا. فالمشروع الحضارى منذ بدايته كان يبشر بالدوله التي ترفع شرع الله وتطبقه علي الحاكم والمحكوم ورفعوا شعار هي لله لا للسلطه ولا للجاه ورفع منشدهم عقيرته أن أمريكا روسيا قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها وأعلنوا الجهاد الفريضه الغائبه وتوالت الأحداث الخارجيه المؤثره كحرب الخليج والحرب علي الأرهاب وسرعان مابدأنا التخبط فأصبحت العلاقات الخارجيه تارة بفقه الضروره وتارة أخري بفقه التقيه وثالثه لتمكين النظام حتي يشتد ساعده فخفضنا النبره وبدأنا المناوره والمساومه حتي دخلنا في الحصار عندما حاولنا إستخدام عصي الضغط علي الغرب بتجميع شراذم الجهاديين حتي أتت المفاصله كما يقولون وبدأ النظام نهجا جديدا وبلغنا علي ذمة صحيفة آخر لحظة أن يقول الرئيس أن حضورة القمة الأمريكيه العربيه بالرياض ولقاء ترامب نقله !!!!!!!!!! من ضرابها لحبابها !!!!!!!!!! شهدت العلاقات مع مصر شدا وجذبا بلغ ذروته بمحاولة إغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك وتلك بداية مساومة المصريين للنظام بحلايب وإحتلالها ولم تشهد العلاقات تحسنا إلا بإستلام الأخوان للسلطه في عهد مرسي وقد بدأت تلوح تباشير التوحد والتنسيق بطرح إمكانية توطين مليونين من المزارعين المصريين وسبق أن كرمنا لاعبي المنتخب القومي المصري بواسطة رئيس الجمهوريه وقطعان من الأبقار كهدايا ولكن عندما انقلب السيسي علي مرسي سرعان ماتغيرت النقمه ودون حياء قالوا نحن ضد الإنقلاب وكأنهم جاؤا للسلطه عبر صناديق الإنتخاب وليس الذخيره !!!حتي سد النهضه لم يكن موقفنا فيه إلا مكايده سياسيه مع أو ضد !؟!؟ خسرنا دول الخليج عامه وارتمينا في حضن إيران ووصلت بوارجها البحر الأحمر ورست علي ميناء بورسودان!؟!؟وتكرر المشهد وقالوا هي الأقرب إلي أهل السودان فهي أقرب للصوفيه كعامة أهل السودان !!تبرير !؟!؟ووصلت علاقاتنا مع الخليج الحضيض فقد تم رفض عبور طائرة الرئيس للأجواء السعوديه في طريقها لإيران !!!تلك العلاقة التي ضمرت عضلاتها منذ حرب العراق !!أصبح النظام في عزلة تامة والحصار الأمريكي وقائمة الأرهاب والجنائيه الدوليه كل تلك جعلت النظام كمن يبحث عن إبره في كومة زبالة !!!وكان من الممكن أن يجتمع الفريق القيادي ويضع خارطة طريق واضحة المعالم تضع مصلحة البلاد والعباد كهدف إستراتيجي ويسقط كل إلتزام آخر ولكنهم لم يرعووا ورغم ضعف الرابط بين النظام وتنظيم الأخوان إلا أن الأخير بذكاء رأى تأرجح النظام وفقدانة لبوصلة المسير فسعي للأبقاء عليه ببعض الهبات والعطايا وبعض الودائع نظير خدمات لجهات ذات علاقه بالأخوان في دول الجوار !!!والعالم من حولنا يراقب ويرى والنظام يظن بأنه ذكي ولا أحد يراه!!! وعندما إندلعت عاصفة الحزم في اليمن واستدعي الملك سلمان الرئيس في ليلة واحده أصبحنا في قلب الحدث ودخلنا الحرب بقرار آحادي لابرلمان ولامجلس وزراء !!قلنا دفاعا عن الكعبه والحرمين (حته واحده) وجد الرسول (ص) قال إن للبيت رب يحميه !!!!هذه الخطوه تطلبت قطع العلاقات مع إيران حليف الأمس ولنا معها ملفات عديده !!وخطوه كهذه في ظني تتطلب ترتيبات علي مستويات عديده وعاليه حتي لاتتضرر بعض مصالحنا !!؟؟بعض مصالحنا فقط. عدنا لحضن الخليج وعالمنا العربي وحمدا لله بسلامة العوده فلساننا عربي وديننا الإسلام ولكن دخولنا في الحرب كان يجب أن يكون وفق رؤية واضحه فالمصرى الذى يضحكون عليه ويتندرون إستوعب الدرس من حرب اليمن الماضيه في عهد عبد الناصر ولم يلتزم بأن تطأ أقدام جنده تلك الأرض !!!لماذا هل لدية قلة في عدد الرجال ؟؟كلا فقدراته البشريه تفوقنا أضعافا مضاعفه ولكنه يعمل عقله ويستفيد من دروس الماضي !! اليوم يطبل بعض أزلام النظام بأنه خير من يقود مبادرة أو يخطو نحو رأب الصدع الخليجي ليصلح بين الأخوه !!!؟؟وهنا نسأل هؤلاء هل إستوعب عقل النظام الدبلوماسي تلك المعادله ليخطو خطوه تجاه الأصلاح ؟؟والمعادله هي ..إن الدوحه مستودع أسراره وخيراته لاتخفي علاقتها بإيران وحزب الله والشيعه عامه !!والنظام يقطع علاقته بإيران ويظل موقفه ممن يشايعها بنفس القدر !؟!؟!علما بأن إيران هي الداعم لبشار الأسد في سوريا وتركيا الأب الروحي لقطر تسعي لهدم عرين الأسد علنا !؟!؟ وقطر تجمع بين النقيضين بإرادتها أم بأيعاز لايهمنا المهم هو الثقه بالنفس واللعب بالبيضه والحجر !؟!؟ هذا الموقف المتناقض ليس عبثا ولكنه ينبع من عقول تدبر وتدير أمورها في الخفاء بخبث وذكاء أم غباء لايهمنا المهم هو هل تستطيع سياسة السودان الخارجيه إستيعاب مايجرى حتي ترى مصالحها ومصالح شعبها قبل أن تقدم خطوة علي المصالحه أو الوساطة !!؟هذا إن لم نفترض إن دول الخليج طالبتها أو تطالبها بموقف واضح من الدوحه !؟!؟! وأخذوا يبررون موقف الدوحه بمفردة (التناسب العكسي) ولنفترض جدلا بصحة المبدأ ولكن هل نحن قادرون علي السير بخطي ثابته علي هذا المبدأ وعقولنا تستوعبه حقا ؟؟!؟ مازالت عورة النظام مكشوفة بتعامله مع قطر وقد تؤجل هذه المقاطعه رفع العقوبات فللخصوم ملفات ضد قطر يعرضونها علي الكاوبوي ترامب وهذا الرجل يعمل بعقلية تجارية بحته ينظر لميزان الربح والخساره ويبتعد عن التعابير الدبلوماسيه .بربكم في ظل هذه التناقضات هل يصلح السودان كوسيط ؟؟ هو لم يخرج من دائرة الإتهام حتي الآن فكيف يكون وسيطا .؟؟؟؟!!! والمؤسف أن منظراتية النظام يراهنون علي الحياد ومنهم من يشمت علي مصر ولكن الموقف المصرى واضح ومن ضحك أخيرا ضحك كثيرا.فهل ماتقوم به وزراة الخارجيه هو عمل دبلوماسي بالمعايير الدبلوماسيه أم أن الأمر لايعدو أن يذهب أحدهم لست الودع أو أو بله الغائب حتي يشير إليهم بماينبغي أن يصرحوا به أو مايقولونه !!! وقد دخل القصر الشق الآخر للنظام أو مايسمي بالشعبي وبهذا يكون السرب قد ضم بوم ونسور وجماعات من (ود أبرق) ولاوجود لمفردة التغريد خارج السرب بل التحليق خارج السرب والقادمون أعلنوها صراحة لن نرضي بقطر ولو قطرتنا لمواقع الخطر !؟!؟ الله أكبر !!! بدأ الشد والجذب !!بأختصار شديد إذا طلبت المملكه العربيه السعوديه منا موقفا واضحا من مقاطعة قطر فماذا نحن قائلون؟؟ ولو أن قطر طلبت منا الوقوف بجانبها فماذا نحن فاعلون !؟؟؟! وبسرعة يقول أحدهم لماذا لايكون موقفنا كالكويت ؟؟نقول للكويت مايغنيها عن الضغوط التي تمارس وراء الأبواب المغلقه وهي ليست من الباحثين عن الودائع !!وليس لها فى اليمن غير الموافقه بإيماءه يفسرها كل علي هواه ولكن نحن المتورطون مع كل الأطراف ماهو موقفنا؟؟؟ إن ست الودع في هذا الظرف هي خير من يكون وزيرا للخارجيه وبله الغائب وزير دوله.فهذا الموقف الذى نحن فيه اليوم قد يصعب علي الجن الأحمر أن يجد لنا منه مخرجا وقد يكون سببا فى تأجيل رفع العقوبات فهنالك ملفات تعرض لأثبات تورط قطر وحتما كما قالت عاشة الفلاتيه رحمها الله ّ أنا والكاشف أخوي وهنا قطر ستقول أنا والسودان أخوي كمان!!! إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة