لقد تحدد يوم 24 /9/2016 موعد لقاء الاطراف المتنازعة في السودان الذهاب إلى مفاوضات ملحقية للمرة الثانية بعد توقيع خارطة الطرق في نفس العاصمة الاثيوبية اديس ابابا 8 اغسطس 2016م حيث كان يعتقد أن خارطة الطريق هي الخطوة الاخيرة التي سيتم بموجبها أنهاء الصراعات بين كل اطراف النزاع في السودان وارساء قواعد الأمن واحلال السلام ( ولكن هي لعبة المؤتمر الوطني ) ولقد اعقب ذلك التوقيع عقد جولتين من المفاوضات حسب المتفق عليه في أن يتم التفاوض مع المجموعات المسلحة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وحركتين من دارفور بينما تتنحي كل الكتل السياسة الاخرى مفصولة عن بالجبهة الثورية وتتهيأ للذهاب إلى الخرطوم ولكن الجولتين فشلت بفعل تعند حكومة المؤتمر الوطني وتمسكها بسقوف مطالبها مع الضغط على المجمواعات المسلحة للتنازل عن مطالبها إلى الصفر . وكالعادة استمرت نظام المؤتمر الوطني في عرقلة الجهود المبذولة من الالية الافريقية والوسطاء للتوصل إلى اتفاق مع الحركات المسلحة ونظام المؤتمر الوطني تعمد افشال المفاوضات بعد أن قدمت الحركة الشعبية تنازلات بنسبة كبيرة عن مطالبها في مسئلة إدخال المساعدات الانسانية عن طريق دول الجوار حيث تدني في ذلك نسبة الحركة إلى 20% ويدخل عن طريق الحكومة 80% وهذا تنازل كبير جدا من قبل الحركة الشعبية ولكن الحكومة تتوهم إلى الصفر اعتقد ذلك لن يحدث . ثم الملف الأمني الترتيبات الامنية هو من اهم الملفات الضرورية وعماد السلام لتحقيق أمن المواطن في كل ربوع السودان لأن عصابة المؤتمر الوطني بعدما استولت على الحكم في الخرطوم وارتكبت الفظائع من الجرائم ضد الشعب السوداني استدركت مبكرا وجود الجيش السوداني القوي المتماسك الذي يمكن ان ينقلب عليها وينهي وجودها فشرعت العصابة في تفكيك المؤسسة العسكرية الجيش والشرطة وتسريح الضباط والكفاءات العسكرية فيها بحجة الصالح العام ثم اتت بالموالين لها وما تبقى من الجيش السوداني ( تأكل عيش ) مدعومة بالمليشيات ليكونوا جيش غير وطني جيش غير نظامي جيش تابع لحزب المؤتمر الوطني وليس جيش سوداني فهو يدافع عن وجود المؤتمر الوطني في السلطة ولقد حنث افراده عن القسم الذي يلزمهم الدفاع عن الوطن وحماية الشعب السوداني وعندما فشلت تلك القوة العسكرية والمليشيات في القضاء على الحركات المسلحة في وقت وجيز كما خططت العصابة وشعر قيادت النظام بالخطر استدعى المليشيات إلى الخرطوم لتهديد وقمع الشعب السوداني بها وفي نفس الوقت يكبل حرية المواطنين فجعلهم في وضعية الاسرى دروع بشيرية لحماية نظامه . بهذا تكون اولى خطوات الأمن والسلام هي وجود جيش نظامي حر جيش سوداني يدافع عن الوطن والمواطن جيش غير الذي يصوب بندقيته على صدر المواطن جيش يدافع عن عرض المواطن وأرضه ويحميه لا يغتصب نسائه ويذبح أبنائه ويهجر مواطنه لذلك يصبح تفكيك المليشيات والمنظومة العسكرية التابعة لعصابة المؤتمر الوطني واطلاق سراح الاسرى وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات أمر ضروري وملح قبل توقيع اي اتفاق مع النظام من أجل السلام وأمن المواطن والدولة لأن عصابة المؤتمر الوطني درجت على على التعامل مع الخصوم بسياسة الاستدراج وهضمهم الحقوق . يعلم المؤتمر الوطني قبل غيره ان افراد الجيش الشعبي الذين حملوا السلاح كان ذلك بسبب الدفاع عن وجودهم كبشر وحماية أهلهم بعد ان تم استهدافهم من قبل جيش الحكومة لتجريدهم من سلاحهم بالقوة لعد فشل الانتخابات الولائية في 6/6/2011م وقبل نفاذ اتفاقية السلام الشامل الأمر الذي يترتب عليه وجود دولة حرة ذات سيادة تعترف بحقوق مواطنيها في الحصول على كافة مطالبهم المشروعة على ارضهم وانهاء كل اوجه انتهاكات والاسباب التي قادت الناس إلى حمل السلاح والحرب فأن اصرار المؤتمر الوطني على تجريد الجيش الشعبي من سلاحه قبل إزالة الاسباب وحصول المطالب أمر مرفوض لأنه يستهين بدماء الشهداء والقيمة الانسانية لشعوب الهامش . نظام المؤتمر الوطني يرسل وفوده إلى طاولة المفاوضات غير مفوضين وللتسلية وتضييع الوقت وهذا يشير إلى تظاهر وفد التفاوض الحكومي بالثقة بنفسه ولكن في نفس الوقت ليس هناك ما يجعل الحركات المسلحة تستسلم وتعطي المزيد من التنازلات لأنها مازلت تتمتع بالقوة اللازمة لردع قوة المؤتمر الوطني وأفشال مخططاته وتستطيع تلك الحركات توريط النظام بخارطة طريق لأنها وثيقة خداعية ولعلمها أن كل ما جرى لا يعدوا أن تكون مسرحية أعادة انتاج الماضي لحساب مجموعة من قادة سياسيين ( الصادق المهدي ومجموعاته والرصة معروفة والأهداف ). الحكومة تستخدم موقفها المدعوم بالمجموعة التي تنادي بالسقوط السلس للالتفاف حول ثورة الشعب واغمادها وهو الشعار البديل لأسقاط النظام فأن شعار اسقاط النظام كانت تردده المجموعات المسلحة والمجموعات النشطة من الجيل الصاعد داخل السودان مثل قرفنا والتغيير وغيرهم الان حزب المؤتمر الوطني يستخدمه لأسقاط الحركات المسلحة واعدامها باخماد ثورتها بعد أن تمكن من أحتواء المجموعات المناويئة له بالداخل وحصارهم بالقوى الأمنية القمعية ولكن اعتقد ان الوضع يختلف مع المجموعات المسلحة لأن تلك المجموعات حملت السلاح وتعرف طريقها ولا تخدعها قيادة ولا حكومة . من المؤسف جدا ان تستسلم بعض الأحزب السياسية لحزب المؤتمر الوطني يستخدمها في سياساته الخبيثة في الاستمرار بهضم حقوق الشعوب التي حملت السلاح من أجل قضاياهم العادلة واستشهد منهم الكثير وبقى منهم من يحمل الامانة إلى اجله فمثلا الصادق المهدي والمجموعة التي من حوله من نداء السودان إلى خارطة الطريق قادوا عملية انشقاق الاحزاب السياسية بهدف تثبيت النظام ونسمع صوتها من خلال تصريحات زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عندما يقول فيها لا نسمح باسقاط النظام بالقوة أي بقوة السلاح وهو اول من استخدم المرتزقة بقيادة العميد محمد نور سعد لتغيير حكم المشير الراحل جعفر نميري في 2 يوليو 1976م من ليبيا عندما كان الصادق رئيسا للجبهة الوطنية . نرى في هذا هناك تغيير في الخطاب السياسي وتبدل في المواقف لصالح نظام المؤتمر الوطني مما يجعلنا كشعب نفقد الثقة فيما يسمى معارضة بعض الاحزاب السياسية لنظام المؤتمر بل نعتقد الذين يرفضون اسقاط هذا النظام وإزالته هم شريك في المسآة التي يتعرض لها الشعب السوداني إجمالا على يد هذا النظام من قتل وتشريد وغيره وهم موافقون على برنامجه العنصري الاقصائي والحرب الابادية المستعرة في المناطق الثلاثة وبالتالي ليس هناك ما يسمى بالمعارضة ضد النظام طالما اسقط شعار اسقاط النظام من أدبيات خطاب المقاومة والنضال وبدل بالتعاون مع النظام عن طريق خارطة الطريق وبل بالاندماج فيه والانصهار في بوتقته مما يعني خنوع وطاعة عمياء من بعض الاحزاب لحزب المؤتمر الوطني ولا ندري كم هو الثمن المدفوع لشراء زمم قادة الاحزاب السياسية في دولة الفساد ونعتبر ما تقوم به بعض الاحزاب السياسية بارتمائها في حضن المؤتمر الوطني خيانة عظمى للشعب السوداني والوطن واجهاض لثورته ضد الظلم والاضطهاد وأنه لأمر محزن جدا سيعيش الشعب السودان زمن طويل في معناته وهذا إذا بقى في السودان شعبه. فأن الفشل الذي يصاحب جولات المفاوضات بين الحركات المسلحة والحكومة أمر مقصود وذلك بالطبع يخدم الحكومة في استراتيجتها الرامية إلى القضاء على شعب جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور في الحرب الابادية المغطاة بالدفاع عن الشرعية الزائفة من حكومة حزب المؤتمر الوطني وهي التي اغتصيت السلطة بفوهة البندقية في العام 1989م من الصادق المهدي كرئيس منتخب والذي اصبح الان العميل السري للنظام يخطط لأجهاض كل محاولات التخلص من هذا النظام الدكتاتوري العنصري الدموي كلما طلعت روح النظام ينفخ فيها ليستمر . نعتقد في هذا المرة إذا فشلت المفاوضات المزمع قيامها في اوخر سبتمبر الجاري ولم تسفر عن نتائج ايجابية مرضية تلبي طموحات شعوب الهامش فعلى المجموعات المسلحة الاقتناع بعدم جدوى نظام الخرطوم في التوصل إلى سلام وانه عازم المضي قدما في تنفيذ برامجه التخريبيية لتدمير السودان حتى لو مات كل الشعب السوداني ولم يبقى منهم غيرهم فلن يكون امام المجموعات المسلحة إلا إعادة ترتيب اوضاعها ومواجهة عصابة المؤتمر الوطني عسكريا باعتبارها عصابة ثلة من الانتهازيين وفئة محتلة للوطن بحجة الحكم وهى تستخدمه لمصالحها الخاصة وتستاثر بخيراته . السؤال ما الجديد الذي ينتظره الشعب السوداني من المفاوضات القادمة ؟ في اعتقادي الشخصي لا جديد أنما بداية اخرى لتمديد امد الحروب ومواصلة اذلال الشعب السوداني بالقتل والتهجير والافقار والتخلف فالنظام يتوثب للحرب ويعد العدة للصيف القادم ولا يابى لمعاناة الشعب السوداني نظل نصر على اسقاط نظام حزب الكيزان لاسترداد الوطن من يد المحتلين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة