|
ومضات قدرية بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
|
10:36 PM Jul, 07 2015 سودانيز اون لاين حسن العاصي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
1 أوصدتْ الأحلامُ أبوابها فتساقطتْ أهدابُ العمرِ تدوسها النسماتُ الحزينةُ
2 مِنْ الكُوَّةِ الصَّغيرةِ أَسترقُ النظرَ إلى طائراتِ الورقِ وهيَ تحلِّقُ بِعينينِ تُكبِّلهُما القُضبانُ
3 أَحفظُها عَنْ ظَهرِ مَطرٍ وجَسدٍ .. غابةُ المَوتى
4 لأَنَّ تلكَ المواسمَ كانتْ عاريةً والبساتينُ أوراقٌ صفراء تساقطتْ أمعاءُ المدينةِ 5 كيفَ لي أنْ أُدثِّرَ ذكراهمْ وأُظلِّلُ قبورهمْ بجُرحي ومنجلُ السلطانِ لايرى سِوى الشُّجيراتِ المطلِّةِ مِنْ وريدي
6 يتآكلُ الضَّوءُ منْ أَطرافنا كمْ أَخشى أنْ يَنتهي الحزنُ قبلَ أنْ أُحلِّقَ كَهمسِ الحكاياتِ وأَغفو مطراً بأهدابِ النوارسِ 7 يا وطناً يَنتعلُ الدماءُ ويَقطفُ رعشَ الضوءِ كيفَ نقبِّلُ تُرابكَ يا وطناً بلا ضفائرَ كيفَ نعشقُ ظِلالكَ أيها الوطنُ الكفيفُ كيفَ نراكَ ؟ وأجفاننا تمضغُ الملحَ وملامحكَ تقاطيعٌ عمياء 8 على بُعدِ وشمٍ من النَّبضِ العتيقِ عثرتُ على يَقظتي وَضعتُ يَدي على قارعةِ الرَّمادِ أُلوِّحُ بالماءِ كيْ يسيل صَدى الحزنِ وأَتلاشى مثلَ أجنحةِ المطرِ 9 اصعدْ لا تلتفتْ خلفكَ البحرُ يحتضرُ وكلُ الجهاتِ رماحٌ تنامُ في عينِ الذاكرةِ انجَ بنفسكَ قبلَ أنْ تغتالكَ عورةُ الحروفِ 10 تَتعَّرى المدينةُ مرغمةً للفيالقِ المنهزمةِ فهاجتْ الغيلانُ البليدةَ في هزعِ الليلِ يقيمُ السلطانُ طقوسهُ فيحبسُ اللهُ المطرَ في الفجرِ تلملمُ المدينةُ جسدها المنهكَ ودروبَها المنكوبةُ وتمضغُ لحمَها
11 قدْ بلغَ الظمأُ الإنشطارَ والجوعُ المكلومُ في اشتدادٍ يا أُمِّي الألمُ ليفٌ كبريتيٌ يمتدُّ حبلاً حولَ عنقي والعقبانُ السوداءَ تنهشُ عينايْ يا أُمِّي قالوا أنَّ الكفنَ الأبيض نورٌ همْ كاذبونَ يا أُمِّي كاذبونْ 12 يا أُمِّي الموتُ يسيرُ في المدينةِ بلا خُفَّينِ كعصفورٍ مبللٍ بالخوفِ يرتعشُ غُباري... يا أُمِّي يضيقُ الماءُ عندَ كُوَّةِ الحياةِ ويمتدُ غصنُ الزيزفونِ فوقَ جسدي كفناً دخلتُ قبري فرأيتُ قلبي في قعرِ الضوءِ ينبضُ حياً بعدَ الموتِ 13 يعوي الرَّمادُ الأخضرُ حينَ يتعرَّى الوطنُ وتغفو الغابةُ قربَ الموجةِ السوداءِ كانَ الدربُ بارداً... وصُرَّةُ القمحِ تذبحُ النسوةَ سرقتُ كفِّي من حديقةِ الموتِ لأخبىءَ طريقُ الملحِ 14 فوقَ قيدِ المدى ترسمُ الريحُ فوضى تسقطُ الظلالُ على المرايا الذاكرةُ مرثيةٌ زرقاءُ وفراشاتُ القلبِ تحترقُ... على أطرافِ العزلةِ هذهِ الأجسادُ مقيّدةٌ فوقَ الغبارِ والحزنُ وقتٌ يهبطُ ويضيقُ بينَ أنيابِ الرّحى المغمومْ
15 يعبثُ القدرُ بالوقتِ الرَّاقدِ نساءُ الفاجعةِ يتناسلنَ فراشاتٌ والخيولُ تلدُ غصَّاتاً ودموعاً سكينةٌ برائحةِ الموتِ تتسلَّلُ كالضجيجِ... تعالوا .. لَوْ مرةً واحدةً كَيْ توقظُ ظلالكمْ طيورُ الفجرِ
أحدث المقالات
- الجنرال البشير، وعبء صخرة سيزيف الأبدي/ بقلم:الصادق حمدين 07-06-15, 09:40 PM, الصادق حمدين
- الإستهبال الديني و بيت "الجالوص" بقلم بشير عبدالقادر 07-06-15, 09:38 PM, بشير عبدالقادر
- ماذا يعني.. إفلاس الدولة؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-06-15, 09:37 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- لماذا خاف صاحب القصر من بيت الجالوص؟! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-06-15, 09:35 PM, فيصل الدابي المحامي
- هواتف ذكية في أيدٍ سودانية بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 07-06-15, 09:34 PM, مصطفى عبد العزيز البطل
- الناشفين من شقا: صلاح أحمد إبراهيم بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-06-15, 09:31 PM, عبدالله علي إبراهيم
- رسالة عالمية لخدمة الإنسانية بقلم نورالدين مدني 07-05-15, 10:42 PM, نور الدين مدني
- ذكريات رمضانية.. 3 ... !! قريمانيات .. بقلم .. الطيب رحمه قريمان .. بريطانيا... !! 07-05-15, 10:40 PM, الطيب رحمه قريمان
- لو كنت المسؤول ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-05-15, 10:35 PM, عبدالباقي الظافر
- انتبهوا أيها السادة.. نغرق!! بقلم عثمان ميرغني 07-05-15, 10:33 PM, عثمان ميرغني
- إنقلاب حميد ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-05-15, 10:23 PM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|