كان محمد بن د. نافع علي نافع يستجم في منتجعه بمصيف ( 5 نجوم) في شرق السودان عند وقوع الانقلاب الفاشل في تركيا.. و سطر مكنونَ فرحِه بفشل الانقلاب على صفحة ( سائحون) بالفيس بوك و نقلت صحيفة الراكوبة الاليكترونية بتاريخ 17/7/2016 ما قاله هكذا :-
" قال محمد نافع إبن القيادي الإنقاذي المعروف الدكتور "نافع على نافع" إنهم يؤيدون انقلاب 30 يونيو الذي جاء بالإنقاذ ليأخذ السودان من الظلمات الى النور، و نفتخر بها ما حيينا.. و لكن نعارض و بشدة انقلاب السيسي في مصر و انقلاب تركيا اليوم و أي انقلاب....."
و أظهرت الصحيفة صورة الما نافع بن الدكتور الما نافع.. و هو في المنتجع وسط زملائه المنتجعين من أكلة السحت المرتاحين على حساب الشعب المغلوب على أمره و كأنهم أبناء مليارديرات أمريكا يصطافون في كوباكوبانا و أكابولكو في أميركا اللاتينية..
نعمة..! و لكنها مسروقة من عرق الشعب المغلوب على أمره بالانقلابات الناجحة منها في تعذيبه و الفاشلة منها! و كثيرة هي الانقلابات و محاولات الانقلابات في السودان و في تركيا.. لكن الروابط التاريخية الرابطة بين الانقلاب التركي في يوم 15/7/2016 و بين انقلاب هاشم العطا في 19/7/1971 و تغيير البشير لرئاسة أركانه في يوم 14/7/2016 خوفاً من حدوث انقلاب، كلها رابطة مترابطة بسلسلة تاريخية غريبة..
نشرت صحيفة حريات الاليكترونية مقالاً بتاريخ 15/7/2016 عن خوف نظام البشير من انقلاب محتمل بسبب غضب يعتمل في الصدور داخل القوات المسلحة جاء في المقال:-
" أصدر عمر البشير أمس- 14 يوليو 2016- عدداً من القرارات غيّر بموجبها رئاسة أركان الجيش ، مما يؤكد تنامى مخاوف المجموعة الحاكمة من انحياز الجيش للشعب.. وبحسب العرف الساري.. فان هيئة القيادة تستمر ما لا يقل عن العامين . وتؤكد التعديلات المتلاحقة والاحالات المستمرة السخط المتزايد فى صفوف القوات المسلحة . بعد أقل من ستة أشهر على قراره السابق بتعيين قيادة جديدة للقوات المسلحة." هذا، و يفصل يوم واحد فقط بين تاريخ قرار البشير أعلاه و بين الحركة الانقلابية التركية الأخيرة.. فالبشير كان خائفاً، و لا يزال.. و مصير أردوغان كان في كف عفريت لولا بسالة الشعب التركي، بما في ذلك معارضي أردوغان، دفاعاً عن الديمقراطية على علاتها في تركيا.. يوم واحد يفصل بين قرار البشير و أربعة أيام فقط تفصل بين انقلاب الجنرال المتقاعد ترك 15/7/2016 في تركيا و بين انقلاب هاشم العطا يوم 19 / 7 /1971 في السودان..
و الملاحظ هو أن الشعب السوداني خرج في يوم 22/7/1971 ضد انقلاب هاشم العطا ليحمي نظام النميري، ليس حباً فيه بل كرهاً في حكم الشيوعيين باعتبارهم ( ملحدين إباحيين) كما أشاع عنهم الأخوان المتأسلمون.. بينما خرج الشعب التركي في يوم 15/7/2016 ضد انقلاب تُرك، قائد القوات الجوية، لأن الأتراك ذاقوا الأمَرَّين خلال حكم العسكر في الأعوام 1969 و 1971 و 1980..
مازالت أحداث 22/ يوليو عالقة بالأذهان.. بكل فصولها المضحكة و المبكية.. و التقلبات المصاحبة للمشاهد من حال إلى حال إلى حال.. و أجواء الحماقات و فش الغبائن.. و البحث عن كباش فداء لذبحها على محراب التشفي.. و كسر شوكة بعض الأحزاب المناوئة.. نفس الشيئ يحدث في تركيا أثناء قراءتك هذا المقال.. نفس الشيئ.. نفس الغضب و تجريم غير المجرم في تركيا..
أما في السودان، فكانت ثمة أصوات تجهر بالانتقام في الشوارع و الأزقة بعد 22/7 /1971:- ( الموت لطلاب الجامعة!) و ما المعنيون بذلك سوى طلاب جامعة الخرطوم.. دون أن تكون هناك أي صلة بين طلاب جامعة الخرطوم و حركة هاشم العطا.. اللهم إلا استياء الطلبة من تصرفات النميري التي بدأت تطفو على السطح.. و توجهاته المريبة تجاه الجامعة..
بدأ نميري يستفز طلاب الجامعة بدءً بخطبة له في احتفال بمدرسة حنتوب الثانوية.. و ظل يشير إلى داخليات الجامعة متهكماً ( فنادق جامعة الخرطوم) باعتبارها فنادق فخيمة في بلد فقير.. كما ظل يظهر امتعاضه من الحرية المتاحة بالجامعة و ما ينتج عنها من نقد لنظامه.. فانتهج سياسة التدخل غير المباشر للجم الرأي المعارض له داخل الجامعة.. و من ثم انتحى ناحية التدخل المباشر عبر الحرس الجامعي الأمر الذي أثار حفيظة الطلبة، فأعلنوا الاضراب، و تحصنوا داخل أسوار الجامعة..
أتى الرائد / أبو القاسم محمد ابراهيم بدباباته.. و هدد باقتحام أسوار الجامعة، فانبرى له أحد الطلبة الساخرين متحدياً:- " الجامعة ما بدخلوها بالدبابات.. لكن بدخلوها بالشهادات!".. و عدَّد الطالب الدرجات المطلوبة في الشهادات لدخول الجامعة.. في استفزاز واضح للرائد أبي القاسم..
حاول البروفيسير/ مصطفى حسن اسحق، مدير جامعة الخرطوم وقتها، إثناء الرائد أبي القاسم عن محاولة اقتحام الدبابات للجامعة، دون جدوى، حينها قال له:- " عليك أن تعرف يا أبو القاسم.. إنو كل طالب من الطلاب المتواجدين داخل أسوار الجامعة دي بيمثل قرية أو أسرة في جميع أنحاء السودان.. يعني السودان كلو داخل الجامعة دي.. و أنا سوف أنضم إلى الطلاب و أحَمِّلك مسئولية ما سيترتب عن اقتحامك الجامعة من نتائج!".. قالها البروف/ مصطفى، و قفز من على السور إلى الداخل.. فقد كانت الأبواب جميعها مغلقة.. كان البروف مصطفى نوعاً من مدراء جامعة الخرطوم الحافظين على مسئولياتهم عن طلابهم أمام الله و العلم و الوطن.. مدراء غير الذين يسمحون للحكومة أن تقتل من تشاء و تسجن من تشاء من الطلاب.. مدراء غير الذين تأتي بهم حكومة الانقاذ ليؤيدوها في كل مخططاتها دون وازع..
ماتت الضمائر.. و انقلاب البشير ما زال يقتل في الناس.. و الضمائر..
إن انقلاب الحبيس و الرئيس في 30 من يونيو كان انقلاباً مأفوناً منذ بدأ بمشروع ( التمكين).. و ( التزكية) و توهم ( حنفوق العالم أجمع!)..
و هدم نظام الانقاذ أفضل ما في السودان.. و بنى ما بناه على أنقاضه وفق أسس من الأوهام أدت إلى أن يتذيل السودان قائمة الدول في كل شيئ نبيل... و قتل الأمل في نفوس الشباب.. و زرع اليأس في تلك النفوس.. دعك عن جرائم القتل و الاغتصاب.. و الجرائم ضد الإنسانية..
إن شوارع و بيوتات السودان تموج بالمرارات!
الانقلاب العسكري هو انقلاب على الديمقراطية مهما كانت شائهة.. و انقلاب البشير كان انقلاباً على الديمقراطية دون شك.. لكن تخيلوا انقلابا وقع اليوم ضد نظام البشير.. و تخيلوا صوت البشير ينطلق عبر الأثير.. و ليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ( تويتر) أو ( فيس بوك) أو ( واتساب) لأنه لا يمتلك أي حساب فيها حتى الآن.. و يفكر حالياً في فتح حساب في بعضها في أغسطس القادم، كما صرحت صحفه و وكالات أنبائه متباهيةً، و كأن البشير قد اخترع العجلة و يود الاعلان عن اختراعه في ذلك اليوم من أغسطس!
إذن، تخيلوا أن انقلاباً وقع بعد ذلك ( الأغسطس) و انبرى البشير عبر وسائل التواصل ( المستجدة) مستنفراً الشعب السوداني للدفاع عن ( ثورته) و عن ( الديمقراطية).. هل يستجيب الشعب إيجاباً لنداء البشير؟!
أؤكد لكم أن الشعب سوف يصفق لصالح أي انقلاب يطيح بالبشير.. و سوف يرقص على أنغام " أصبح الصبح فلا السجن و لا السجان باقٍ!" هذا إذا اقتنع بأن المنقلبين على انقلاب البشير سيسلمون السلطة للشعب بعد فترة ( محددة).. و ذلك ما يستحيل حدوثه من الانقلابيين بعد الجلوس على كرسي البشير الوثير.. فيكون ذلك أشبه باستبدال طاغية يتوكأ على عكازة، بطاغية يمارس رياضة الركض فوق رؤوس الشعب..
و مع ذلك، لن يأتي نظام دكتاتوري أكثر استبداداً و فساداً من نظام احتكر السرقة و القتل و الكذب و النفاق.. و ماتت عند عتبات داره النفسُ اللَّوامة..!
• الشعب السوداني يرغب في شراء حكومة كاملة لدولة السودان بالمواصفات التالية . • أن تكون الحكومة خالية كليا من عناصر سودانية مائة في المائة . • أن يكون رئيس الحكومة غير سوداني الجنسية . • أن يكون رئيس الحكومة لديه سابق خبرة في الملكية أو الإمارة أو السلطنة . • أن يكون الرئيس من عائلة ملكية أو أميرية أو عائلة عالمية غنية . • أن لا يكون الرئيس من أصول فقيرة تقشفية . • أن يفرق الرئيس المطلوب بين الكوع والبوع . • كما أنه مطلوب وزراء لحكومة السودان بالمواصفات التالية : • أن يكون الوزير غير سوداني الجنسية إطلاقاَ . • أن يكون الوزير غنيا بدرجة أنه يمول خزينة الدولة ولا يسرق من خزينة الدولة . • أن لا يكون الوزير المطلوب ( كلب أبن كلب ) . • كما أنه مطلوب ولاة لولايات السودان بالمواصفات التالية . • أن يكون الوالي ابن ناس وليس من أبناء المقاطيع الشحاذين . • أن يكون الوالي ذلك العفيف الذي يتقي الله في ولايته . • أن يكون الوالي هو ذلك الموظف الحكومي الذي يزيل النفايات بكفائة عاليــة . • أن يكون الوالي هو ذلك الحريص الذي يبكي حين يشاهد أحوال الناس في الشوارع . • ولذلك فإن الشعب السوداني يرفض الانتفاضات لجلب المزيد من أبناء الوطن التعساء . • الشعب السوداني يعلن بأنه لا أحزاب ولا عساكر مطلوب لحكم السودان بعد اليوم . • وفي حالة عدم توفر المواصفات المطلوبة أعلاه المطلوب الآتي . • نرجو من الدول التي تملك فائض من الحكومات أن تسلفنا حكومة مؤقتة . • أو أن تسلفنا ملكا أو أميرا أو سلطاناَ لحين تجهيز بديل سوداني لهم . • ومليون ملعون أبوك يا يلد !!! رغيفان بحجز الكعكة بمبلغ واحد جنيه . • وفي ذلك نقول : ( إنشاء الله لا تشم رائحة الجنة يا بشيـر ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة