|
هذا بلاغ للناس المتبقرط وحكمة ضياء!!/ أبوبكر يوسف إبراهيم
|
هذا بلاغ للناس المتبقرط وحكمة ضياء!! لقد أعاب أحد المتبقرطين علي اختلاطي بالفقراء والبسطاء والحديث معهم واعتمادهم مصادر مهمة للكثير من احداث واحوال الشارع ، ويعتقد هذا المتبقرط أن رأي المواطن العادي لا قيمة له، والأكثر أهمية منه أراء النخب والشخصيات المتنفذة وأصحاب الكروش المنتفخة، والجيوب العامرة والألسن التي لا تكف عن حديث النفاق وعن رفاهية الشعب والمنجزات التي لا تنتهي، والجاهزية التي لم تجهز، ولا شبيه لهم إلا بعض الاعلام الذي لايرى ولايسمع، لكن لا يكف عن الكلام وعن الطبل والزمر على مدار الساعة!!. أعترف أنني كثيراً ما أتعجب لعدم سعي المسئولين للبحث عن البدائل الناجعة، وكان يسعدني لو سمعت أن الوزارة المعنية بالنقل، قد نشَّطتْ المطارات واستوردت الحديث من الطائرات " الامبرير " من البرازيل مثلاً، بدلاً من التباكي على عدم الحصول على قطع البوينج من أمريكا، ويتوسع لنا د. الخضر والي الخرطوم بالباصات ذات الطابقين لنتخيل انفسنا في رحلة اسطورية في شوارع لندن ونمارس هوايتنا داخل هذه الباصات للحديث والجدال عن كل القضايا حتى نحولها إلى هايدبارك حقيقي، نطرح فيها معضلاتنا بروح متسامحة لا تتوفر بين رموز الأحزاب التي لا هم لها غير مهاجمة بعضها البعض. ولعل مصدري الاخر الذي استطلع من خلاله كل صباح أحوال الصحافة السودانية ونسب الاطلاع (التوزيع)،واستطلاع آراء الناس وليس منظري القضايا العالقة، والاستماع والاستمتاع بتعليقاتهم العفوية دون نفاق، هؤلاء هم الغلابى بائعي الصحف في الاشارات، وما زلت ومنذ مدة أدمن الدردشة مع هذه الشريحة من الشباب المكافح الذي ينتشر في الشوارع، وكثيرهم ذكي ولمّاح ويقرأ المخفي من الافكار بين سطور الاعمدة المنشورة، وفي مقدمتهم (ضياء صحافة) كما يحب هو ان نسميه، وآخر تعليق سمعته منه وهو يطلق ابتسامات ساخرة لم ينجح عباقرة الكاريكاتير في الوصول لقوتها التعبيرية (نحن نريد انعقاد مؤتمر كل يوم في الخرطوم ، لأنه يوفر لعمدان الشوارع الكهرباء) !! هذا التعليق يعد عينة لآراء الناس البسطاء، فهم يدركون الاهمية القصوى لفعالية سياسية كبيرة مثل مؤتمر يُعقد، ولكن عليهم ادراك أهمية التوازن ما بين متطلبات وإحتياجات الناس ومتطلبات السياسة والدبلوماسية الخارجية!!، ولعل في ذلك نظرية خطيرة الأهمية ورؤية استراتيجية استوعبها ضياء بحسه الشعبي العفوي، ولم يتوصل إليها ساسة كبار سقط توازنهم حين اختلّت عندهم الموازنة، ونقص الاتزان السياسي. وكنت أتمنى لو سألوا ضياء وأمثاله من بسطاء الشعب لوجدوا عندهم حلولا ناجحة أكثر حكمة من "ورجغة " بعض أصحاب الإجازات العلمية، وبعض البرلمانيين الخاملين والمسيسين!! . اسألوا أمثال ضياء، وتعلموا منهم،لأن الشعب هو مصدر الحكمة والارادة، وليس جيوش المستشارين الذين تنقصهم العفوية والمصداقية عند تقديم المشورة، والفالح منهم أقل من أصابع اليد الواحدة، التي لا تستطيع ان تصفق، وإذا حدث ذلك فإن طبول المزمرين والمنافقين لا تترك للمسؤول فرصة الاصغاء لمستشار أمين لا يراهن أو يداهن، ولو كنت من أصحاب المعالي لجعلت من بائعي الصحف في إشارات المرور برلمان مصغر، يروي لنا كل يوم حكايات نستطلع من خلالها أوضاع الناس، حينها سنكتشف أن هناك أعداداً كبيرة من الصحف الوهمية ورؤساء التحرير التي لا يتجاوز توزيع صحفهم بضع مئات من النسخ، قد توزع بالمجان على المعلنين والممولين، وبرغم ذلك تراهم متصدرين جلسات المؤتمرات الصحفية، وليس بمقدورهم توجيه سؤال أو تدبيج مقال. !!...و سلامتكم...
|
|
|
|
|
|