|
نقطة واحدة بقلم كمال الهِدي
|
تأمُلات
mailto:[email protected]@hotmail.com
· بدأت مباراة الأمس بضغط أهلاوي على مرمى الهلال بغية تسجيل هدف سريع. · وبعد دقائق تمكن لاعبو الهلال من فك الحصار على مرماهم لينتشروا في الملعب ويتقدموا للأمام مهددين مرمى الأهلي شندي! · مش المعلق قال" لاعبو الأهلي شندي يتراجعون للدفاع عند فقدان الكرة، ويتقدمون للأمام عندما يحصلون عليها!! · شوفتوا العلم ده كيف!! · معلق المباراة الإذاعي كان بقول درر!! · أها الهلال فعل ذات الشيء. · أي تحرك لاعبوه للأمام بعد فك حصار الدقائق الأولى على مرماهم. · انتهت المباراة بتعادل الفريقين رغم التفوق الهلالي الواضح. · شن الهلال هجمات متتالية على مرمى أهلي شندي، لكن الحظ لم يحالف مهاجميه في تسجيل هدف. · وبدورهم سعى مهاجمو أهلي شندي للتسجيل في مرمى مكسيم، لكن يقظته و رعونتهم لم تسعفهم في ذلك. · أضاع بشة هدفين محققين كان بالإمكان أن يحسما المباراة لصالح الأزرق، ليسكت بعض الشمات الذين تعاملوا مع تعادل الأمس وكأنه هزيمة ساحقة لحقت بالهلال. · ما سبق وصف مقتضب لمباراة لم يشاهدها كاتب هذه السطور، لكنني أردت فقط أن أذكركم بعينات لكتابات تصف أشياء لم تقع عليها العين. · فلا تتعاملوا بجدية مع أي سطر مما سبق، فهو فقط للتنويه والتذكير بأن ما لا نراه بأعيينا لا يمكن أن نصفه لغيرنا. · لكن تعالوا للجد الما هزل. · أسال الشُمات: يعني دايرين ناس الأهلي شندي والخرطوم وغيرهما ينفقون الأموال في اللاعبين والمدربين الأجانب.. · وينظمون المعسكرات الخارجية.. · ويلعبون المباريات التجريبية.. · وحين يبدأ الموسم ينهزموا في ملاعبهم! · فما الفائدة إذاً؟! · وأي فهم بالله عليكم نتعامل به مع الكرة في البلد! · يعني إما أن يفوز الهلال على الأهلي في عقر داره وفي أول مباراة في الدوري، وإلا يكون الأزرق قد ظفر بـ (المواسير) وفشل في تنظيم معسكر جاد ومنضبط؟! · كثيراً ما تستفزني مقالات بعض الإعلاميين المشجعين الذين لا هم له سوى إرضاء جماهير النادي الذي يناصرونه. · بالأمس وصلتني رسائل من بعض الأصدقاء المريخاب عبروا فيها عن فرح هستيري بتعادل الهلال مع الأهلي. · وقد استغربت لفرحتهم غير المبررة في نظري. · لكن بعد أن طالعت اليوم مقالات بعض الزملاء عذرت أولئك الأصدقاء. · فهم في النهاية مجرد مشجعين وليسوا كتاب رأي. · وطالما أن ما تابعته اليوم هو حال بعض كتاب الرأي فمن حق المشجعين العاديين أن يهللوا ويقيموا الأفراح لتعادل الهلال مع أهلي شندي. · المثير للاشمئزاز أن بعضنا يتحدث في يوم عن جهودهم الكبيرة من أجل المساهمة في تطوير الكرة في البلد.. · ويقول الواحد منهم أن تخصيص المزيد من الأموال لمختلف أندية الممتاز من شأنه أن يدفع عملية التطوير هذه. · ويوم أن يخسر الهلال أو المريخ بعض النقاط أمام واحد من الأندية التي صرفت الكثير من أجل تعزيز قدراتها تجدهم يحتفلون ويبتهجون، لأنهم يكونوا قد رجعوا لأصلهم كمشجعين. · طبيعي ألا يظفر الهلال بكل نقاط مباراته أمام الأهلي. · والخاسر الحقيقي بالأمس هو أهلي شندي لأنه فرط في الثلاث نقاط بملعبه. · ومن يفقد في ملعبه يصعب عليه أن يكسب في ملعب الغير. · خاصة عندما يكون هذا الغير هو الهلال بجماهيره الكبيرة. · فبدلاً من (التريقة) على الهلال، يفترض أن نتساءل لماذا لم يتمكن أهلي شندي من تحقيق الفوز على الهلال رغم استعداده الجيد لنسخة هذا الموسم من الدوري الممتاز؟! · واستغرب اكثر لبعض جماهير الهلال التي قبلت بعملية تغيير الجلد قبل بداية الموسم، وبعد أول مباراة لم يحتملوا العودة من شندي بنقطة واحدة. · كيف تتوقعون من فريق غير جلده كاملاً أن يبدأ في تحقيق الانتصارات من المباراة الأولى؟! · لماذا بصمتم بالعشرة على قرار الاستغناء عن الثلاثي يومذاك، وأراكم اليوم غير راضين عن نتيجة التعادل مع أهلي شندي؟! · لن نستعجل الأحكام سوى على المدرب أو اللاعبين الجدد. · الصبر طيب. · صحيح أن هناك بعض المؤشرات السالبة في حالات بعض اللاعبين، وهو ما أشرنا له حتى قبل أن يصل بعض هؤلاء اللاعبين للبلد. · لكن ليس هناك مشكلة في أن ننتظر لبعض المباريات قبل أن نقول رأياً نهائياً في هذا اللاعب أو ذاك. · لا ضير من التنبيه لبعض أوجه القصور في آداء اللاعبين. · لكن الأحكام النهائية لم يحن وقتها بعد. · المهم في الأمر أن ينتبه الجهاز الفني لأخطاء لاعبيه ويدرك أوجه القصور قبل بدء التنافس القاري. · لا أصدق أي شيء مما يقوله المعلقون عبر الإذاعات. · وما لم أر بعيني لا أستطيع القول أن هذا اللاعب أضاع هدفاً مضموناً. · أو أن ذاك لم يؤد بشكل جيد. · لكن ما أعرفه هو أن الهلال لم يسجل في مباراة الأمس. · كما أن مرماه لم يتلق أي أهداف. · ومثلما أن الأخيرة محمدة ومؤشر على أن الدفاع والحارس أدوا بيقظة، فإن الأولى تستوجب وقفة. · لماذا لم يسجل الهلال ولا هدف في المباراة؟ هذا ما يجب أن يجيب عليه مدرب الفريق. · وهو قد تابع بلا شك مهاجميه جيداً وعرف نقاط ضعفهم وقوتهم خلال اللقاء. · نعيد ونكرر أن أنديتنا في حاجة ماسة لمعالجين نفسيين. · فصحافتنا وجمهورنا وحتى بعض إداريينا يشكلون ضغطاً نفسياً هائلاً على لاعبين إمكانياتهم محدودة. · ولاعبنا السوداني على وجه الخصوص يتسم بالهشاشة الشديدة في التعامل مع الإطراء والنقد. · وبعضهم صغار جداً في أعمارهم وتجاربهم ( وليد علاء الدين نموذجاً). · وما لم يجدوا معالجين نفسيين مؤهلين يقدمون لهم النصح اللازم في التعامل مع هذه الضغوط، سوف نخسر في البطولات القارية. · دورينا الممتاز ليس هاجساً بالنسبة لي على الأقل. · وإن ظفر به هذا الفريق أو ذاك فهذا لا يهم كثيراً. · فالمهم حقيقة هو أن يصبح لنا وضعاً وسط الآخرين. · وهذا لن يتأتى ما لم نرتق بفهمنا وحسنا وتناولنا للشأن الكروي في البلد. · أما إن استمرينا في هذا التناول العاطفي والمناكفات التي ينطبق فيها علينا قول ( أب سنينة يضحك على أب سنينتين).. · وظللنا نحدد بطل الدوري والوصيف منذ المباراة الثانية في الموسم، فعلى دنيا كورتنا السلام. · تنويه: · صححني أكثر من قارئ بالأمس بقولهم أنه لا توجد قناة اسمها الجزيرة الرياضية، وأن هناك قنوات بي إن سبورتس، وقال أحدهم أنه لن يقرأ المقال طالما أنه يتحدث عن قنوات غير موجودة... وأشكرهم جميعاً لكنني عارف والله يا جماعة الخير، يعني ما معقول أكون بفتح تلفزيوني كل يوم لمتابعة المباريات وما عندي خبر أنهم تعاقدوا مع شركة جديدة فغيرت الإسم، لكنني وجدت نفسي أميل للاسم القديم في كتابة المقال لأنه الأكثر شيوعاً.. وبالمناسبة فكرة ذلك المقال لم تكن رفضاً للمنتخبات العربية من جانبي ولا انحيازاً لطرف على حساب الآخر، لكنني قصدت المهنية فقط لا غير.. والقارئ الفطن لابد أنه انتبه إلى قولي أنني كنت أتابع مباراة تونس!! إذاً المشكلة ليست فيمن نشجع أو لانشجع، بل في أن المعلق يختلف عن المشاهد العادي لأنه يقدم خدمة للجميع بمختلف ميولهم. تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي
|
|
|
|
|
|