نبكي على وطن في سوق الاوطان يباع وبنيه سرحى بين التشريد والوجود والضياع منهم من اشترى نفسه ومنهم من باع ومنهم من حارت به السبل وضاع وبح صوتنا صراخا عن وطن يباع وطن نبكيه شرفاً لدم يخالطه المداد والتراب واليراع كل يوم تتبددت الأحلام والأمال تغور في بحر الضياع بيدي الرعاة من الذئاب والسباع أما صحوة للأسود إذا ثارت تهد القلاع ويهج من واديها كل غاصب خداع. المحطة الثالثة : وزارة إعلام السودانية وهي جهة خاصة بالمؤتمر الوطني ونسميها بهذا لأن كل العاملين فيها يخضعون للتصفية إذا تجاوزوا توجيهات النظام لا يستطيعوا الخروج من سياسيات المؤتمر الوطني الأعلامية في تبيض وجوهه الاسود في عيون العالم والاعلام سلاح ناعم ولكنه مدمر اكثر من الصواريخ عابرات القارات او حتى الاسلحة الكيميائية المحرمة دوليا لأنه يعمل بمفعول السحر في العقل البشري ، لقد احتل نظام المؤتمر الوطني مساحة الاعلام بالكامل ووظفها لصالحه كآداة تنقل عنه الخبر وتنشر وتعمل على جعل العالم يصدق اكاذيبه وتطرحها للناس حقيقة لا شك فيها تؤكد معناها ومضامينها صورة وقراةً ومنطوقاً ، إعلام المؤتمر الوطني حقق العنصرية الممنهجة في سلوكه حيث تكوينه وإدائه المنعزل عن وجدان الشعب السودان بحيث انه يمثل فئة محدودة ويعكس صورة للسودان الذي يريدها النظام ان تصل للعالم ويصدقها ولقد سرت هذا النسخة المسخ على الكثيرين من المطبلين والمغييبين عن الحقائق على الأرض التي تتمثل في مكونات الشعب السوداني من التنوع الاثني والثقافي واللوني والديني . الإعلام الموجه سياسيا يعكس للعالم صورة مغلوطة عن السودان ولا تمثل حقيقة لأنها خادعة للنظر والعقل بدرجة صادمة ولكنه نجح في إقصاء غالبية السودانيين عن ساحاته وركز على تظهير الوجه الابيض من ذوي البشرة الفاتحة كنوع من التسويق لعروبة السودان وينتفي بذلك بأن يدعي احدا بان السودان دولة إفريقية هذه الحالة اخطر من حروب الابادة ذاتها لأنها وبشكل مباشر ولدت شعور ايجابي مقنع لكثير من الاجيال الناشيئة بأن الصورة التي تظهر لهم خلال أجهزة الاعلام هي حقيقة السودان لأنهم لا يروا غيرها من الصور ولقد رسخت هذه الصورة النمطية مفهوم التواجد للاقوى وباتت هذه الصورة التي يعكسها الاعلام السوداني الخاص بالمؤتمر لوطني مقنعة للكثيرين الذين يشاهدون المفضائيات السودانية بأن هذا هو السودان ما عدا ذلك ليس من السودان. بذلك يكون الإعلام السودان نجح في خداع العالم وإخفاء صورة السودان الحقيقية لتندثر وتقديم صورة مشوهة باهتة للعالم يسوق بها للعروبة التي فقدت معناه ومضمونها في وطن غالبية سكانه أفارقة حتى ولو فيهم قلة من ذوي البشرة الفاتحة وهذه القلة من ذوي البشرة الفاتحة هم ايضا ليس عرب لأنهم خليط مولد من أفارقة وعلى ارض افريقية هي المحتوى بالمعني الجغرافي والتاريخي والفهم السياسي ولكن الحالة ليست بغريبة على الفكر العربي فالعرب دائما يعتبرون انفسهم انهم الوحيدون الذين يجب ان يسيطروا على غيرهم كلما سنحت لهم الظروف ويسعوا بشتى السبل لإقصاء الاخرين بل لإزالة بقية خلق الله هم يعتقدون بان الله جل شأنه اخطأ في خلق أناس اخرين على الكورة الارضية لذلك عليهم تصحيح ذلك والعياذ بالله انظرو إلى تلفزيونات الدول العربية كلها حول السودان لا تجدوا فيها عناصر ذوي البشرة السمراء او السوداء مصر فيها النوبيين عدد كبير جدا والسعودية فيها سود كثر وكذلك الكويت والبحرين وعمان والتونس والاردن والعراق وليبيا والمغرب ليس في قنواتهم واجهزتهم الإعلامية فرص لذوي البشرة السمرا أوالسوداء أن يظهروا على الجمهور ولا حتى مراسلي تقارير اخبارية فهم محجوبون خلف البياض البشري بحكم العنصرية وفوبيا عمي الالوان وبهذا المعني نعلم أن العروبية نقيض للإنسانية لانها لا تقبل الأخر ولا ترضى التعايش مع المختلفين عنها في الفكر أو الفعل اللون وإذا قبلوا بك فلن ترتقي إلى مرتبة المساواة معهم باي حال من الاحوال لذلك وزارة إعلام المؤتمر الوطني في السودان تسلك نفس النهج الاقصائي العنصري. من هنا يكون الاعلام السوداني الذي تخلى عن مهنيته واستسلم لإنياب نظام المؤتمر الوطني ليوظفه لصالحه مشئول مسئولية مباشرة عن دوره في تعميق العنصرية في المجتمع السوداني بتبنيه حرفيا السياسيات التي تؤكل إليه من قبل نظام السلطة في السودان بدون حياد وهو بذلك ظل يعطي جرعات مركزة من فهم النظام في تكوين الدولة ذات الصبغة البيضاء اللون والثقافة العروبية الأحادية التوجه ليتغذى فهم للنشء والجيل الحاضر عليها اقتناعاً . هذه المحطات الثلاثة وردناها مختصرة لنؤكد أن العقول التي تقود نظام الحكم في السودان ومنذ رحيل الاستعمار في 1956م هي عقول مريضة خلقيا وتعاني من فوبيا عمى الالوان والتنوع بأشكاليه المختلفة فهي عقول ضليعة في التفكير الإجرامي المدمر لقيم الآدمية . نسبة لإستمرار المؤامرة على الشعب السوداني تستمرعصابة المؤتمر الوطني في تطبيق اهم المراحل واخطرها وهي مرحلة التامين للسلطة بعد إنتهاء مرحلة التمكين وباستخدام بالفكر الاجرامي ذاته في تذويب الدولة السودانية عن طريق تقطيع السودان وبيعه أوتأجيره للدول المجاورة بحجة الاستثمار الزراعي او الصناعي بعقود خرافية طويلة الأجل ولمدد قد تصل إلى مئات السنين تتم عملية ابرام العقود بين الحكومة والانتهازيين في الغرف المظلمة وبعيدا عن علم ومدارك الشعب السوداني إلا من تم نزع أراضهم غصبا لبيعها مثلما فعلت مع مواطني قرى المتمة حيث نزعت منهم 225 فدانا من الأرض وبيعها لمستثمر سوري ، وهناك مستثمر سعودي وهو جمعة الجمعة يتملك ستمائة مليون فدان (600,000,000,000) الحكومة الاردنية تمتلك 140 الف فدان وكوريا تمتلك 690 هكتارا والامارات العربية تمتلك 400 الف هكتارا هذه مجرد امثلة فالقائمة تطول وتشمل دول عربية اخري ودول كبرى من اوربا وامريكا وآسيا تقريبا السودان يتم بيعه كقطع الحلوى في العيد والشعب جالس لا يدري ان ارضه ومياه انهاره حتى اثاره التاريخية لقد تباع لقد انتشر لغط بأن الحكومة السودانية باعت لقطر الأراضي الاثرية في شمال السودان وقطر بنت لها متحفا لتنقل القطع الاثرية من الحفريات في السودان إليها في قطر يا عجبي هل يجوز بيع تاريخ شعب من وطنيه ليعرض في وطن أخر؟؟ أين كرامة الشعوب التي يباع الوطن وحضارتها ؟؟ اتمنى أن تكون إشاعة وليست حقيقية والأسئلة تطرح نفسها من الذي فوض هذا النظام للتصرف في ممتلكات الشعب السوداني وبيعها من مؤسسات ومباني ومنشاءات تجارية ومصالح ومشاريع وموجودات ؟؟؟ هل سيتبقى للشعب السوداني وطن يعيش فيه ناهيك عن ارض يفلحها ليسد رمق جوعه ؟؟ وهل سيقبل المستعمرين الجدد بالمواطنين السودانيين عبيدا على ارضهم ام سيتم إبادتهم كما يفعل النظام في حملته الابادية في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ؟؟؟ وهل سيستفيق الشعب السوداني من غفوته لتحرير وطنه من يد المغتصبين والخونة والانتهازيين ؟؟ وهل يستطيع الشعب السوداني ابطال العقود التي ابرمت بين الحكومة الدكتاتورية والانتهازيين وماهي الحجج القانونية التي يمكن تعيد للشعب السوداني أرضه وكرامته في إعادة المسروقات إلى أهلها ؟؟ هذه الحالة قد تفقد الشعب السوداني حقه في التمتع بأرضه وبالتالي حقه في ان يكن له وطن كسائر الشعوب وقد يكون غريبا على ارضه ولو استمرت حالة البيع ونهب لأراضي السودان لصالح الدول التي تتهافت على إمتلاكها في ظروف يعاني حكامه من عدم الضمير وفقدان الوطنية وفي ظل حكومة فاقدة ألاهلية واستطاعت ان تسلب الشعب إرادته وخططت ودبرت لتبقى في السلطة بقوة السلاح فأن مصير الوطن الضياع . نظام المؤتمر الوطني يدول السودان ويجعله شراكة مع اصدقائه من الانتهازيين الذين قد ينشئون على الأراضي التي حصلوا عليها خلسة وبواسطة النظام الخائن لشعبه معسكرات ومستعمرات اقتصادية لصالح بلدانهم وشعوبهم وينهبون خيرات الوطن وحرمان الشعب السوداني من خيرات أرضهم . لابد أن يثور الشعب ضد هذا النظام المجرم المجرد من الوطنية الذي يقوم بهذا الخراب لأنه فشل في بناء دولته العنصرية وفشل في لملمة اطرافه وادرك أن الشعب السوداني اقوى من ان ينكسر امام سياساته العنصرية الاقصائية فقام بتدويل السودان وجعل من السودان كيكة يقتطع منها كل من يشتهيها بثمن بخس لا ندري هل هناك بقية من أرض ام نحن موعودون بالرحيل عن ديارنا إلى صحاري اونهجر إلي معسكرات كخدم في مستعمرات المال والسطوة . راحت دولة جنوب السودان بثلث مساحة أرض السودان وضمت مصر مثلث حلايب وشلاتين إلى محافظة البحر الحمر المصرية وتبلغ مساحتها 20 الف كيلو متر مربع وهي أرض سودانية لا جدال فيها بحكم التاريخ والجغرافية وعدم جدية النظام في استردات الأرض المسروقة طمع المصريين وتوغلوا أكثر في الاراضي الشمالية ويا عالم أين وصل المصريين إلى داخل السودان قد يصلوا إلى شندي ، وحلايب وشلاتين هذه الاراضي المؤكدة التي احتلت من قبل المصريين بقوة السلاح في الفترة ما بين 1992-1993م وهناك أراضي حدودية كثيرة في حوزة دول الجوار لا ندري كم المساحات المقتطعة من السودان لذلك اصبح السودان دولة جغرافيا غير واضحة المعالم حتى مع حدود دولة الجنوب الجديدة . الحقائق مرة ولكننا لا نعرفها كلها هذا فقط ما رشح من تكدس المصائب المحيطة بنا من الجرائم التي يقوم بها النظام ضد المواطن السوداني واكيد هنا ما خفي اعظم ووسائل التواصل اجتماعي مليئة والصحف الالكترونية كذلك مليئة بالأخبار والتقارير المفجعة التي تصدرها منظمات دولية تتحدث عن السودان بانه يتصدر القائمة من ضمن الدول التي تبيع أراضيها بل اتسنكروا على السودان الطريقة التي يبيع فيها أراضيه بكل محتوياتها من كنوز ومعادن وأثار تاريخية لصالح المشتري وهذا يحرم المواطن من حقوقه إلى المدى البعيد فيما الدول الاخرى لا تبيع بل تؤجر أراضيها بشروط لصالح المواطن ولمدد قصيرة تعود ملكية الارض إلى اصحابها . هولاء الناس باعوا حتى الأنسان يباع وهم السبب في تشريد المواطن الذي اصبح عرضة لسرقة اعضائه حياً او ميتاً في دول الجوار لن ينقذ الشعب السودني غير انتفاضة ثورة لإستعادة وطنه وكرامته والحكم بعد المداولة القصاص العادل من المجرمين . محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة