|
من هو العنصري يا حكومة السودان؟
|
31-3-2004 بسم الرحمن الرحيم مقال بعنوان: من هو العنصري يا حكومة السودان؟
بالأمس طالعتنا الأنباء بان حكومة الخرطوم قد أفشلت محاولة انقلابية وصفتها بالعنصرية, وأنها قد اعتقلت الذين خططوا لها وهم عشرة ضباط جميعهم من غرب السودان, إضافة إلي أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي غالبيتهم أيضا من غرب السودان ( إقليمي دارفور و كردفان).و مهما تكن دوافع الحكومة لما أقدمت عليه, فان إجرائها هذا في حد ذاته ذا طابع عنصري لأنها استهد فت فئة معينة من جهة معينة ومن (عنصر!) معين,وهي بهذا إنما زادت الأمر سوءا إذا كانت روايتها أصلا صحيحة, رغم أن كل الدلائل تشير إلي عكس ذلك, واهم دليل علي أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون إخراج سيئ لمسرحية أكثر سوءا انه لم تذع بيانا بالأمر كما هو مألوف في تاريخ إحباط الانقلابات والمؤامرات في السودان وهي غنية بذلك,ودونكم التاريخ. وكما يقول المثل( رمتني بدائها وانسلت), فان القائمين بأمر البلاد في السودان ألان مارسوا وما يزالون يمارسون العنصرية في جميع نواحي الحياة في السودان, سياسياو اجتماعيا واقتصاديا وتنمويا وهام جرا. وعلي المرء أن يتصفح( الكتاب الأسود)1 ليري تفاصيل ذلك . واليم نري التطهير العرقي الوظيفي علي أشده في هذا البلد المنكوب, إذ أن الحكومة ظلت تلاحق أبناء دارفور وكردفان في مرافق الدولة المختلفة وتقصيهم من مواقعهم , و خاصة في قطاع الأمن والقوات النظامية, وصلت ذروتها في فرية المحاولة الانقلابية هذه. ليس هذا فحسب , بل إنها ألت علي نفسها أن تحرم أبناء هذين الإقليمين من التوظيف في الوظائف الحكومية وبعض القطاع الخاص وحصرت ذلك لأبناء قبيلتي الرئيس ونائبه , وما رفض وزير الطاقة للمثول أمام احدي لجان البرلمان السوداني للإجابة علي استفسارات النواب بخصوص حصرية التوظيف في وزارته علي أفراد قبيلته إلا ادمغ وابلغ دليل علي عنصرية هذا النظام الذي يدعي انه إسلامي وهو ابعد ما يكون من تعاليم الإسلام الذي ينبذ العنصرية والجهوية وتعيين الرجل في موقع مع وجود من هو أكثر أهلية منه. والناظر إلي تركيبة الحكومة نفسها والي استحواذ معظم الحقائب الوزارية وإدارات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وإدارات البنوك, يدرك تماما ولوغ هؤلاء القوم في مستنقع العنصرية التي يوصمون الآخرين بها. وما أكثر الأدلة علي عنصرية هذا النظام, والجميع في السودان الآن, وخاصة خريجي الجامعات, يعلمون جيدا أن استمارات التقديم للوظائف بها خانة لتحديد قبيلة المتقد م للوظيفة المعنية! , لا يخفي الغرض منها إلا علي من يريد دس رأسه في الرمال. وليعلم الجميع أن خريجي جهاز الأمن لعام 2003 م , وعددهم 500 خريج, كلهم من الإقليم الشمالي و35 منهم من قرية واحدة شمال الخرطوم بحري!. الا يكفي كل هذا وغيره كثير بمؤسسية الممارسات العنصرية لهذه الحكومة ؟ وهذا ليس بمستغرب علي حكومة يتحكم فيها قلة مطلوبون دوليا لمحاولات اغتيال شخصيات دولية, ومحليا لممارسات التطهير العرقي جسديا ووظيفيا لأبناء الغرب والشرق ومن قبلهم أبناء الجنوب. وكل الذي نخشاه أن يجر حرص هؤلاء علي الاستمرار في الجلوس علي مقاعد السلطة, آن يجروا السودان إلي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر . واني لأري الوميض الذي كان تحت الرماد وقد صار لها ضرام, فليت شعري اايقاظ أهل السودان أم نيام؟
هامش: 1. الكتاب الاسود:الجزء الاول والثاني, www.sudanjem.com
د. محمد احمد موتسو.سوداني بالمهجر جدة, ص .ب876 , السعودية e-mail: [email protected]
|
|
|
|
|
|