|
مشاركة في قالت لي يا أسود بمماثلة
|
أبيض يحتقر و أسود يفتخر
تقولين أسود والسواد لك ستر وكساء
وللكعبة غطاء ولحجرها الأسودتقبيل وانحناء
قالت نعم بكل كبر وخيلاء
تأخر حتى يتقدم السادة العظماء
فقلت لها رويدك أين الحياء
فشطّت في السب والهجاء
فقلت لها أتسخرين من هذه البشرة السوداء
أم من مَن كسانيها جل في علاه
فإن تكن الأولى فمن طلاني بها سواه
و إن تكن الثانية فقد عظم البلاء
فأجابت ضاحكة بكل سخرية و ازدراء
لا لا و من رفع السماء
ولكن من هممكم أيها الجبناء
فقلت كذبت ورب السماء
فنحن أسود الهيجاء
هممنا تناطح السماء
هذا عنترة من مثله في الوراء
و هذا أبرهه فر منه السادة النجباء
محتمين بجبال مكة الشماء
فأين عزكم أين الشجعاء
فأطرقت ثم أجابت إجابة هوجاء
قالت نحن أهل حضارة وسمو وارتقاء
نحن أحفاد العظماء
فقلت أين الحضارة أيتها العمياء
فما كان لكم عز غير الملوك الحكماء
بأرض اليمن أصل العرب الكرماء
قالت نعم قلت قد ملكهم الأباء
ساد عليهم أبناء الحبشة السمراء
مزقوا ملكهم وحلوا بدارهم سادة أقوياء
فهذا عزكم قبل خاتم الأنبياء
ودينكم صخرة تنحتونها وترجونها في الشدة والرخاء
ونحن على دين عيسى على الحنفية السمحاء
فشتان ما بين يعبد صخرة صماء
ومن يعبد رب السماء
ولما جاءكم الهدى تراجعتم جنوب مصر للوراء
فنحن على ضلالتنا أهل صبر وبلاء
فما كان لابن السرح إلا أن يصالح الأقوياء
فقلت ضاحكاً لم يبقى لك فخر أو رجاء
فقالت منا عمر و علي و البراء
وحمزة سيد الشهداء
فقلت هم القوم نجمهم في العلياء
سادوا بدين كلنا في سواء
ليس لأبيض فيه فضل على بشرة سوداء
إنما الفضل للأتقياء
فتوب إلى ربك فما خاب من رجاءه
|
|
|
|
|
|