هذا قولي، أنا عثمان يوسف خليل: ــ ( لم أتردد حين دعاني الصديق عبدالله الشيخ ان ادخل داره العامرة، وان دعاك هذا الرجل فأجبه، فهذا فرض من فروض السعادة واصدقكم القول، اني اشتهيت ان ألج ذاك المكان ورأيت ان اهيئ نفسي فالدار عامرة، لا لغو فيها ولا مرج.. إن أردت ان تدخل هذه الدار الرحبة فيجب عليك ان تستحضر حواسك، وتدخل فأنت في دار مباركة فكرياً.. عبدالله الشيخ يكتب بقلم البوص، ويستعمل العمار الروحي فتخرج كلماته التي لاتشبه الكلمات، ذلك ان للرجل اُسلوبه الخاص في الكتابة، فهو يكتب بصدق وجرأة تنم عن شجاعة فكرية. والكاتب ان لم يكن شجاعا فكتابته تكون مجوجة وبضاعته تبور، وفي تقديري الشخصي ان مهنة الكتابة إن صح ان نسميها مهنة، هي واحدة من أشق المهن.. وسميتها مهنة لانها تحتاج الي أدوات ومواد خاصة.. أدوات فكرية، كما وانها يحتاج لترتيبات لغوية وأولويات..الكتابة بناء عقلي، إن انت اخطات في أي جزئية منه انهار البناء كله عليك وعلى غيرك، وليس كل من يكتب بكاتب فهناك من يكتب وحين تقرأ له تحس كأنك تمشي على أرض فيها “الضريسا” والتي حتما تؤذيك ان مشيت عليها منتعلا او حافيا.. لعبد الله طريقة خاصة أعتقد أنها جديدة في تشريح المشكل السوداني المعقد مثل أهله فهو يكتب بأسلوب سلس وتبهرك عناوينه الجذابة، مش بقولو الجواب يكفيك عنوانه؟ ويسوقك عبدالله معه حتى أنك لتباريه مباراة الحجل بالرجل، إلي دهاليز عالمه العجيب. فالرجل ان لم تعرفه فهو “يمحِّنك”.. عليك ان تكون مستعداً لما سوف تجده في جلاليبه المتعدده فهو صوفي إن دخلت معه عالم التصوف .. انظر إلي الصورة التي يضعها في الوسائط الاجتماعية،، وهو حازق حين يتناول الامور المعقدة المتعلقة بالمواقف السياسية، وهو درويش ان تتبعت خطاه، ورطاني يقرأ بلسان ويسمع بلسان، ويشبه خليل صوارده وجمال سره شرق، لكن ان كنت سطحيا فسوف تعتقد أن ما في جبة عبد الله الا رجل تربا، جاء من نواحي ارقو، بعد ان قذفت به الأحِن في حواري الخرطوم، وهو حافي حالق، تستخفه بسمة الرضيع، وتبكيه الأيادي الممدودة في نهارات الخرطوم، تسأل وتلح الحاحاً مملا في سبيل الله.. لأجل ذلك نتوقع من ود الشيخ أن يعطي هؤلاء السابلة بعض من إهتماماته فيما يكتب فليست كل الدنيا هي جماعة القصر وتوابعهم وليس كل الهم اخواني وأي أن الأمور لا تنفصل عن بعضها ولكني ألاحظ منه تجاهل لهذه الفئة، وأزيد انه يحتاج أن ينظر للخطاب الأخواني لا الأفعال، فالحية لا يضيرها أن قطعت ذليها فالمصيبة في رأسها. أما الخرطوم - التي اختارها عبدالله هجرة له ــ هذه المدينة المجنونة التي تبدو كتلك الحسناء اللعوب، ان تبعتها جنّنَتك، وان ابتعدت عنها أمرضتك.. تفضلوا معي لحوش عبد الله الشيخ، وقولوا بسم الله، وادخلوا من أبوابه، إن شئتم، إنكم امنون من رهق الحياة).. عثمان يوسف خليل المملكة المتحدة [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة