:: الثلاثاء الفائت، وفي إطار تناول الأزمة التي تشهدها مشافي الخرطوم، قلت بأن وزير الصحة الإتحادية لا يزال بالقاهرة منذ بداية الأزمة و إلى يوما هذا .. وما ذهب الوزير بحر أبوقرده إلى القاهرة إلا ليدعم ترشح الدكتور عبد الله سيد أحمد لمنصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.. ولم يعد حتى الآن، رغم تكدس المرضى في ردهات المرافق الفارغة و أمام أقسام الحوادث ذات الأبواب الموصدة بسبب سياسات البروفسير مأمون حميدة العاجزة عن توفير العلاج للمريض والأمان للطبيب ..!! :: والأربعاء، تم إعلان نتائج المرشحين لذاك المنصب الإقليمي بتلك المنظمة العالمية .. وأسفرت النتائج عن فوز مرشح الإمارات بالمنصب .. وجاء بعده - في ترتيب النتائج - مرشح تونس .. ثم بعدهما المدير السابق لهذا المنصب ..أما مرشح السودان، الدكتور عبد الله سيد أحمد، والذي تفرغ له وزير الصحة أبوقرده، تاركاً أطباء السودان ومرضاهم في بحر الأزمة، فقد أحرز (المركز الأخير)..!! :: الحمد لله على كل حال، ثم حمداً كثيرا على (هذا الحال )، فأن الدكتور سيد أحمد مرشح السودان لهذا المنصب الدولي لم يعد من القاهرة - برفقة الوزير والوفد المرافق لهما - إلا بثلاثة أصوات فقط لاغير .. صوته ثم صوتي الصومال وجيبوتي .. هكذا حصاد رحلة الوزير و الوكيل الأسبق لوزارة الصحة، والشكر لله العالم بأحوال مرضى و أطباء السودان ..وبالمناسبة، لمن ذهب صوت جزر القمر؟، لقد شيدوا مشافي - ومرافق أخرى - بأموالنا في تلك الجزر ؟، فأين ذهب صوتها؟.. ليس مهما، فالمهم أن النتيجة رسوب لحد ( الطيش)..!! :: لم تسمع وزارة الصحة لنصائح البعض الناصح بعدم الترشح لهذا المنصب قبل ترتيب البيت السياسي - بالداخل والخارج - بحيث يكون مناخ الفوز أو المنافسة القوية متوفراً .. لم تسمع الوزارة النصائح، ولم تستبين النصح إلا بعد إهدار المال والجهد ثم (ضحى الطيش).. لتبقى الأسئلة، كم صرفت وزارة الصحة في جولاتها لإقناع الدول بدعم مرشح السودان؟، وكم صرفت طوال أيام الإقامة والإعاشة بالقاهرة ؟.. ما تم صرفها في هذا المركز (الطيش)، كان يجب صرفها في مستشفى أمدرمان بحيث لا يعتدي المرافق على الطبيب حين يموت مريضه لعدم توفر الأجهزة المنقذة للحياة..!! :: ثم هل الدكتور عبد الله سيد أحمد، الوكيل الأسبق لوزارة الصحة، هو النموذج المشرق و القيادي المثالي بحيث يمثل السودان في مثل هذه المحافل الدولية؟.. ( نعم)، هو الأفضل والأمثل، بمعايير الإختيار العام .. فالرجل عندما كان وكيلاً لوزارة الصحة ساهم ، مع آخرين ، في إهدار ملايين الدولارت عبر مشروع (توطين الفساد بالداخل)، وهو المسمى في عهده - مجازا - بمشروع (توطين العلاج بالداخل).. وذلك، بإستجلاب أجهزة ومعدات لم تستفد منها البلاد والعباد وخزينتها العامة إلا ( الخسائر الفادحة)..!! :: من إرتكبوا خسائر مشروع توطين العلاج كان يجب أن يساقوا إلى المحاكم وليس إلى المناصب، دولية كانت أو محلية .. ولكن ليس في الأمر عجب، فأن معايير الإختيار للمناصب لا تزال كما معايير المغترب الذي كان يختار زوجته سابقاً من فيديوهات الأفراح : ( أعقدو لي على اللابسة توب اخضر وبشرت للعريس في الدقيقة 37 )، فيُصيب الإختيار أو يُخيب .. وعليه، في الدورة القادمة لمنظمة الصحة العالمية، وبذات المعايير، يجب ترشيح وزير الصحة بولاية الخرطوم لمنصب المدير الاقليمي .. وبهذا نحدق في صناديق الإقتراع، ثم لا نجد حتى صوت السودان ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة