٭ قبل سنوات أُبتليت مدينة كوستي بمحافظ أحمق.. أصدر صاحب السعادة ذات يوم قراراً يمنع أي (كارو) من ورود الماء من إحدى الترع التي تقع في أطراف المدينة .. وأثناء عبور موكب المحافظ الذي ترقى مؤخراً لمنصب والي، رأى أحد الغبش يخالف المرسوم السلطاني .. نزل الوالي بجلالة قدره وأفرغ ما في جوف البرميل على قارعة الطريق .. نظر صاحب الحمار إلى السلطان ذي الشوكة بتعجب ثم بصوت خفيض ردد (ناس ماعندها موضوع).. ٭ ينشط الدكتور عبدالحميد موسى كاشا هذه الأيام في ملف أراضي الحزيرة أبا.. الوالي كاشا توعد بمصادرة أراضي تعود ملكيتها لأسرة المهدي، ثم تخصيصها للمواطنين الذين يسكنونها أو يقيمون بالقرب منها.. القرار في ظاهره منصف بحق مواطنين بسطاء ظلوا يوالون المهدية في السراء والضراء.. لكن ذات الاتجاه يخالف أبسط قواعد العدالة التي تحترم الملكية الفردية .. بل ربما يكون مثل هذا التفكير مدخلاً لفتنة لا تُصِيبَن الذين أصدروا القرار وحدهم.. النسيج الاجتماعي في السودان هش ولا يحتاج إلا لعود ثقاب. ٭ في تقديري ينبغي النظر بموضوعية إلى هذه القضية.. أسرة المهدي ليست كما قبل نصف قرن من الزمان.. هذه الأسرة تمددت بين مكونات المجتمع السوداني.. لم تعد اسرة إقطاعية نالت نصيباً من حظ الدنيا في عهد الإنجليز الذين ملَّكوا الإمام عبدالرحمن أراضٍ واسعة، واشتروا منتجاتها الخشبية .. قرار المصادرة يلحق الضرر بآلاف الملاك الذين ربما يتجاوز عددهم عدد الموعودين بإنصاف كاشا..الأرض واسعة في النيل الأبيض .. وبالإمكان توطين كل المواطنين بدون المَساس بملكية الآخرين. ٭ السوابق تؤكد أن قرارات المصادرة قرارات كيدية.. مع أول مصالحة سيتم رد الحقوق لأهلها - كما حدث مع مزارع أسرة الميرغني في ولايات الخرطوم والشمالية وكسلا .. نزعت تلك الحدائق والأراضي والبيوت بقرار جمهوري ومُلِّكت إلى ملاكها السابقين.. بقرار مشابه.. وعادت الأرض إلى أحضان الميرغني .. ما ضاع من الأرض شيء، حيث تم تعويض الأسرة العريقة تعويضاً فوق المجزئ . ٭ سيجد الوالي كاشا حرجاً في تنفيذ هذه الهجمة.. هذا الوالي من أسرة أنصارية عريقة في دار رزيقات .. من ذاك المقام فكر الوالي من قبل في مصاهرة هذه الأسرة الكبيرة.. أي تصرف غير عقلاني سيجد من يفسره على أسس خاصة تتعلق بحظ النفس، وهذا ما لا يليق برجل حمل مسؤولية كل الناس في بحر أبيض. ٭ بصراحة.. من الأفضل للوالي كاشا أن يفتح ملف أراضي النيل الأبيض التي بيعت بحفنة ملاليم.. فعبر الصفقات المشبوهة تم بيع السراب إلى المواطنين في مخططات أنيقة وجميلة ولكن في الخيال فقط.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة