بالأمس قرأت مقال للأستاذ آدم جمال أحمد بعنوان :( ثورة قيادات النوبا و تصحيح الأوضاع بالحركة الشعبية)، وأهم ما في المقال بكل اختصار و دون تطويل هو الخبر الذي يوضح أن هنالك بعض الأقاويل عن انعقاد إتفاق بين الثلاثي عقار، عرمان، والمهدي، ناقش فيه إمكانية عقد سلام مع الحكومة يتم فيه تنصيب عقار نائب أول لرئيس الجمهورية، وعرمان و زير للخارجية، ومن ثم هيكلة الجيش الشعبي...الخ. المهم في الأمر إذا صدق هذا الخبر فيمكن النظر للموضوع من ناحية عقلانية و موضوعية حيث نجد أن للموضوع مزايا كثيرة و إيجابيات، وفى رأي عندما أتكلم عن مزايا و إيجابيات هذه الاتفاقية أقصد بذلك المنافع التي سوف تعود على المواطن السوداني فأنا لست شيوعية، ولا حركة شعبية، ولا حزب أمة، و كما قولتها سابقا ما يهمني في المقام الأول هو مصلحة السودان الوطن المتمثلة في المواطن السوداني البسيط، فإذا وجدت هذه المصلحة في إتفاق بين الحكومة والمعارضة لتغير وضع المواطن الحالي و الانتقال به إلى مرحلة جديدة و مستقبل أفضل فلما لا؟ أنا شخصياً أعتقد أن الاختلاف بين المعارضة والحكومة هو اختلاف السياسات في كيفية إدارة البلاد والأفكار والمبادئ و غيرها و ليست بخلافات شخصية، اي بمعنى إذا صدقت الحكومة في رغبتها في إجراء إصلاح و تعديل حقيقي، وإشراك المعارضة في أن تكون جزء من حكم رشيد تأتي بعده إنتخابات عادلة حره، و ديمقراطية فأنا شخصياً أبارك هذه الخطوة للأسباب عديدة منها : 1- أنعقاد إتفاقية بين هذا الثلاثي يترأسها المهدي بالنسبة لي هذا شيء مطمئن لأن السيد الإمام و برغم الإختلاف معه في بعض السياسات لكن لا أشك و لو للحظه في نزاهته، و ديمقراطيته، ومن خلال لقائي به في اجتماع نداء السودان الأخير بباريس تأكدت تماماً أن هذا الرجل زاهد كليا و ليس جزئياً في السلطة، وأن همه الأول و الأخير هو احتواء جميع السودانيين وجمعهم تحت راية واحدة لأن القوة في الإتحاد، إضافه إلى إني لا أشك في قدراته السياسية فإذا بارك هو شخصياً هذه الخطوة يمكن الامضاء علي الاتفاق بعيون مغلقه لثقتنا الكبيرة به. 2- الكل يعلم أن استمرار الصراعات و الحروبات ليس في مصلحة الشعب السوداني فالمواطن هو المتضرر الأول و الأخير، فالميزانية التي تصرفها الحكومة علي الحرب يمكن أن تحل ثلاثة أرباع مشاكل السودان، وهكذا يمكن للشعب الإستفادة من هذه الميزانية في أشياء مفيدة و تجنب الخسائر المادية و وقف سفك الدماء الأمر الذي سيساعد على ترميم النسيج الاجتماعي والأسرى. 3_ انعقاد صلح بين الحكومة والمعارضة قد يليه انتعاش اقتصادي وتنمية و تطور و تحسن في العلاقات الدولية التي ستفتح لنا الكثير من الأبواب. 4_ السلاح و الحرب لم يساعدا في حل مشاكل السودان علي مر السنين وهما عبارة عن كرت محروق و مجرب عالمياً، و الدليل على ذلك أن جميع الدول الغربية بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية توصلوا إلى أن الحرب والسلاح و الصراعات فيهما ضرر أكثر من منافعهما، لذلك استفادوا من التجربة وعملوا على إحلال السلام، ومن ثم الاتحاد فكونوا الاتحاد الأوروبي الذي ساعد الدول الأوروبية علي النهوض، و انتعاش الاقتصاد، وتقوية أواصر التعاون، والعمل المشترك فيما بينهم . 5_ هنالك ضغط شديد علي الحركات المسلحة من العالم الخارجي، و على لسان عبد الواحد الذي أكد في تصريحاته الأخيرة أن المجتمع الدولي بات ينظر لهم كالمجانين ويتم طردهم من منابر التشاور و الحوار وهذا شيء قليل من من ماتتعرض له الحركات المسلحة من ضغوطات، بالإضافة إلى تصريحات امبيكي التي أكدت تأزم الوضع، إذا لا بد من وجود حل موضوعي وسريع، فبعض هذه الحركات كالحركة الشعبية حتى وإن كانت أهدافها سامية فما باليد حيلة السياسة تعني التأقلم مع الأوضاع الطارئة و مواصلة المسيرة النضالية . 6_ مثل هذا الصلح سيساعد بشكل مباشر و غير مباشر في حل مشكلة الجنوب مع السودان الأم، التي تتمركز بشكل كبير بتبادل الطرفين لاتهامات إيواء المعارضه المسلحة و دعمها و بالتالي زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي . فإذا تحقق هذا الصلح بين المعارضة و الحكومة تكون قد حلت هذه المشكلة، ثانياً إذا نجح هذا الاتفاق بين الحكومة والمعارضة السودانية لا محالة أن حكومة الجنوب و معارضيه سيتبعون نفس المسار، لأن من يراقب أحوال السياسة في جوبا يستنتج أنها باتت تتبع نهج السودان الأم في سياستها فعسى و لعل أن يساعد ذلك في تحفيز عملية السلام في جوبا أن اتبعت هذا النهج السليم في إحلال السلام . 7_ عمل الحكومة مع المعارضة جنباً إلى جنب لفترة معينة تليها انتخابات أمر له العديد من الجوانب الإيجابية فالتنوع السياسي و الفكري في حد ذاته يخلق قوة، حيث تتوالد الافكار الجديدة وتتقارب مما يساعد على كسر حاجز سوء الفهم الفكري و خلق نوع من التعايش السياسي برغم الاختلاف، ولنا في فرنسا مثل جيد في هذا القبيل، حيث حكمت فرنسا ثلاثة مرات بحكومة شملت اليسار و اليمين معا و سميت بي(Cohabitation)، في الفترة من(1988-1986) حيث ضمت كل من (François Mitterrand,JacquesChirac) , ثم عام (1993-1995) (FrançoisMitterrand, Édouard Balladur) و في عام (1997-2002) : (Jacques Chirac, Lionel Jospin) 8_ إذا صدق خبر هذه الاتفاقية ستساعد في الإنتقال إلى مرحلة أخرى لإحداث تغيير ديمقراطي، وبما أن عمل المعارضة من الخارج لم يحقق النجاح المطلوب فلا بد من الانتقال إلى مرحلة أخرى و تغيير التكتيك بالانتقال إلى مرحلة المعارضة الداخلية، و العمل في أرض الحدث، و كما قالها السيد الصادق المهدي العمل السياسي يوجب المغامرة فلما لا؟ الأفضل أن تجرب و تغامر من أن تمضي الايام و السنين في استخدام نفس الطرق دون نجاح ملحوظ ويظل النضال مستمر ولكن الأحلام الوطنية تبقى حبيسة الخيال لا تجد طريقها إلى أرض الواقع، فنحيا معها و نموت دون تحقيقها، ولكن يبقى السؤال هل ما ورد في مقال الأستاذ آدم جمال أحمد صحيح ام مجرد إشاعات ؟ وهل فعلاً دارت إجتماعات و مناقشات حول اتفاقيات سلام ام هو مجرد كلام؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة