· لاتزال أمسيات خيمة الصحافيين التي تنظمها مؤسسة طيبة برس والتي أسسها الزميل الصحفي والمحلل السياسي صديقنا محمد لطيف قبل عدة سنوات ويتربع علي إدارتها التنفيذية والفنية صديقنا الثاني الزميل والمحلل الكبير فيصل محمد صالح ، حيث يعمل الإثنان وطاقم موظفيها بإنسجام تام لتنفيذ مشاريعها الإعلامية والتنويرية ، و لاتزال تلك الأمسيات تثير الجدل من وقت لآخر برغم أن عنوانها الترويجي هو الإبتعاد عن السياسة والإعتماد علي المؤانسة .
· غير أن هناك أمسيتين من أماسيها حتي تاريخ كتابة هذه المحطات كانت نكهة السياسة فيهما هي الطاغية ، وأولها الامسية التي كان ضيفها الدكتور علي الحاج محمد والتي أدارها الصحفي المهندس عثمان ميرغني بتوظيفه تقنية الحاسوب حسب تخصصه المهني الأكاديمي وقد كتبنا عنها في هذه الصحيفة ( المجهر ) ، والثانية وهي الأمسية التي كان ضيفها السيد محمد الحسن الميرغني كبير مساعدي رئيس الجمهورية والذي اوكلت له مهمة الإشراف الرئاسي علي قاعة الصداقة برغم أن المنصب الرفيع يستحق أن يوكل له ملف الأزمة الدارفوية مثلاً !!
· ولأن أمسية السيد الحسن والتي أدارها الزميل الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير ( السوداني ) قد حازت علي معظم الخطوط العريضة للصحف ، فإن مضامين حديث سيادته لم تتحرك قيد أنملة عن التهكم علي قيادات الحزب الذين يبلغ عددهم سبعة عشر قياديا محترماً حيث ذكر بأنه لم يفصلهم عن الإتحادي الأصل بل فصلتهم مؤسسات الحزب ، مما أثار الدهشة لدي الحضور من الصحافيين ومن قواعد الحزب ومن قياداته الراقية علي إمتداد السودان الواسع ومن خارج الوطن ايضاً ، (فكيف لمؤسسات جديدة مصنوعة تفصل مؤسسات عريقة قائمة ) ؟؟.. وذلك يرجع إلي ان الوسط السياسي السوداني بمختلف توجهاته لم يتعود علي توظيف عبارات وشتائم وسخرية بينهم حتي في أحلك المواقف تعارضاً ، ولعل سيادته لم يتمثل بالآية الكريمة ( ولا يسخر قومٌ من قومٍ عسي أن يكونوا خيرا منهم ، ولانساءٌ من نساءٍ عسي أن يكن خيرٌ منهمنَ) . خاصة وأن تجربة الذين ظل يسخر منهم قد عركوا الحياة السياسية والإجتماعية والرياضية والصوفية لأكثر من سبع عقود من الزمان .. فكيف تحدث المقارنة بين أولئك وهؤلاء ؟؟ بل حتي الجيل الجديد من شباب الإتحاديين وروابط الطلاب تتمسك بديمقراطية التنظيم ومعاداة التوريث الذي أفرز قيادات اصابت الإتحادي الأصل في مقتل وسوف تمتد آثاره لسنوات طويلة قادمة ، ذلك أن الهدم والتدمير سهل ، أما إعادة البناء يستغرق زمنا ورهقاً ، برغم أن مختطفو الحزب لاتفرق معهم إن قام الحزب أو توقف عطاؤه.
· وقد علمنا أن بعض القيادات الإتحادية لديها الرغبة في أن يستضيف منتدي خيمة الصحافيين الجناح المعارض لممارسات السيد الحسن سياسياً ، لكنني وفي تقديري الشخصي فإن كافة وسائط الإعلام وكل قيادات وقواعد الإتحادي الأصل تعرف التفاصيل وتعرف مواقف الشرفاء داخل حزبهم ، وبالتالي لا تضيف الإستضافة القادمة شيئا جديداً لشرف ونزاهة ووطنية من أسماهم السيد الحسن بالدواعش والشرذمة ، فالمجتمع السوداني الأصيل لايزال يحافظ علي التربية الإجتماعية السودانية القويمة ويعرف حدود العيب ويتمسك بالأعراف الراقية الخالدة وتوظيف لغة الاحترام.... لذلك كله نقول ألا مجال للتحديات ( المشاترة ) ولا أزيد.. لأن القادم من الزمان لابد من يأتي بحزب شبابي قوي جدا يعمل علي الحفاظ علي تراب وتراث هذا الوطن الجميل وهذه سنة الحياة ( البقاء للأصلح ) ، ذلك أن الشباب قد قد أكتووا بنار التهميش الحزبي وان معظمهم لم يعش حياة الدعة والدلع المترفع ، فقد عركتهم التجارب والمعتقلات وهم لايزالون في ريعان شبابهم.
· وإذا إنتقلنا إلي محطة الفن ، فلاتزال أصداء برامج الفضائيات السودانية الغنائية أو التي تعمل علي التوثيق لمسيرة فن الغناء الحديث والقديم ، تنداح التعليقات حولها ، وإذا أخذنا برنامج أغاني وأغاني الذي يقدمه الأستاذ والصديق العريق السر قدور والذي سبق له أن أشرف علي طباعة كتابي ( أهل الإبداع في بلادي ) الجزء الأول من اربع أجزاء وقد تمت طباعته بالقاهرة في العام 2000م حين كنت أعمل خارج الوطن وكان الأستاذ السر قدور لم يأت بعد إلي الوطن بعد هجرة إمتدت منذ العام 1971م ، وقد ظل برنامجه الذي يخرجه المخرج المبدع مجدي عوض صديق في كل عام يجذب إليه أعدادا مقدرة من المشاهدين الذي يميلون إلي لونية برامج المنوعات السودانية ، خاصة من كبار السن من أمثالنا ، لأنني قد لاحظت ان عنصر الشباب من الجنسين يهربون لمشاهدة برامج القنوات العربية أو العالمية التي تعتمد علي الحركة مثل برنامج ( رامز جلال ) الذي يقدمه من خلال شاشة ( ام بي سي مصرية ) . لما فيها من تشويق وشد إنتباه ، أو يشاهدون أفلام الأكشن في قنوات أخري أو القناة الضجة التي جذبت اهتمام الشباب من الجنسين وهي قناة ( ذي ألوان ) ... وللعلم فإن افراد عائلتي كلها تتابع القنوات الأجنبية برغم إهتمام والدهم بالتوثيق للفن السوداني، مما دعاني لأن إستقل بشاشة لوحدي... ( يحلوها كيف دي ؟ ).
· وقد أطلت الزميلة الإعلامية الباهرة الحضور والتقديم ( سلمي سيد ) في رمضان من هذا العام من خلال قناتها ( الشروق ) ببرنامج يأخذ عنوان ( فن يا زمان ) حيث درجت العادة في السنوات السابقة بتقديم مسيرة حياة كبار الفنانين وإستضافة شعرائهم أو عائلات الشعراء ، غير أنها في هذا الموسم قد غيرت نوعية البرنامج لتأخذ شكل التوثيق لمسيرة فنان محدد لعدة حلقات مع إستضافة المتحدثين من ذوي الإهتمام وبعض المطربين والمطربات لأداء الأغنيات الخاصة بالفنان المعني ، وقد كان الإسبوع الأول يتناول مسيرة فنان الشعب الراحل ( سيد خليفة ) وكان الحديث عنه يعكس أضواء ساطعة عن مسيرته ، فضلا علي أداء بعض اغنياته . ثم يعمل البرنامج الآن لتناول مسيرة الأستاذ الملحن والمطرب السني الضوي ، خاصة شاعره الكبير د. علي شبيكة ( شفاه الله وعافاه ) علما بأن مسيرة ثناني العاصمة تخللتها قصائد مميزة من الشاعر الكبير محجوب سراج ، وللعلم فإن أول قصيدة يلحنها السني الضوي كانت في العام 1961م ومن تأليف محجوب سراج وقد تغني بها الفنان الذري ابراهيم عوض رحمه الله وهي ( من قساك ) كما قام السني بتلحين العديد م الأغنيات للفنان صلاح بن البادية إبان مسيرته الأولي مثل ( الجرح الأبيض – أول حب ).
· ولكن .... لابد من الإشارة إلي أن فكرة البرنامجين ( أغاني وأغاني .. وزمان يا فن ) لا تختلفان كثيرا ، بل يكملان بعضهما البعض ، وقديم قيل ( ليس في الإمكان أحسن مما كان ) .
· مجتمعياً ... فإن هموم الرياضة ظلت تأخذ وقتا ثمينا من الرياضيين وحتي من غير الرياضيين ، فبعد المعارك الاعلامية الضارية فيما يختص بإشكاليات إنتخابات الإتحاد العام لكرة القدم وإستيلاء مجموعة الفريق أول عبدالرحمن سر الختم علي مكاتب الإتحاد العام والأكاديمية بعد نتائج الإنتخابات الماضية وعدم إكمال عملية التسليم والتسلم من مجلس د. معتصم جعفر والذي خاطب الإتحاد الدولي لكرة القدم ( FIFA ) مسبقاً بعدم شرعية إجراءات الإنتخابات حيث سبق للإتحاد الدولي بتحديد نهاية أكتوبر القادم كموعد لقيام الإنتخابات الجديدة ، فإن ال ( فيفا ) قد أرسل تنبيها لوزير العدل السوداني بالتدخل وللعمل علي تنفيذ قراراته وقد منحهم مهلة حتي تاريخ العاشر من شهر يونيو الحالي ، وإلا سيقوم الإتحاد الدولي بإيقاف الإتحاد السوداني من المشاركة في اي بطولة خارجية سواء أفريقية أو عالمية ويندرج الحال علي المشاركة في بطولات الأندية ... الشيء الذي يتطلب من مجلس الفريق سر الختم بالانسحاب ، ثم الإستعداد لجولة إنتخابات أخري في أكتوبر القادم وهو حتما سيفوز فيها بذات الإتحادات المحلية الولائية التي ساندته ، ولكن كان الأنسب من مجلس معتصم جعفر أن يتجاوز مخاطبة الإتحاد الدولي ويسلم مقاليد الإدارة للمجلس الجديد طالما الكلية الإنتخابية لا تسانده ، مكتفيا بما حققه من منجزات إبان سنوات إدارته للأتحاد العام السوداني ، بمعني أنه لا فرق بين شهر يونيو وشهر وأكتوبر ، حتي لا يعطي الفرصة لتناول فترة إدارته بإنتقادات ربما تكون أكثر قسوة .... وإلي اللقاء ،،،،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة