• في رأي رجال جهاز الأمن و المخبارات السودانية عدم تقليم مخالب و عدم خلع أنياب الجهاز.. و الابقاء على المخالب و الأنياب كما هي.. و قدموا للبرلمان دفوعات و حيثيات لا تستند إلى الواقع.. و زعموا أن الحديث عن وجوب حصر صلاحيات جهاز الأمن و المخابرات في جمع المعلومات حديث كتب ( دقة قديمة).. و ألمحوا إلى أن لأجهزة المخابرات العالمية الحديثة صلاحيات تسمح لها بتجاوز صلاحيات الأجهزة الشرطية و النيابية و القضائية.. • لقد خدعوا البرلمان، لعلمهم أن البرلمان مرتع أعداد كبيرة من الأميين الجاهزة بصمات أصابعهم للتوقيع بلا تداول في الأمور المطروحة أمامهم من قِبَل متنفذي المؤتمر الوطني.. • لا يوجد لدى أي دولة في العالم أجمع هاجس المهددات الخارجية للأمن القومي مثل الهاجس الذي لدى الولايات المتحدة الأمريكية.. و أهم وكالة استخباراتية أمنية أمريكية هي (السي آي إي) المنوط بها التصدي للاستهدافات الخارجية.. و يتولى مكتب التحقيقات الفدرالي و أجهزة شرطية أخرى، ذات صلة، التصدي لكل ما يتصل بالأمن الداخلي.. و يتم تبادل المعلومات و التنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية الأمريكية و كل جهاز يعرف مجال تحركاته، و لا يتخطاها إلا عن سهو.. • (تنحصر مهام مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ( السي آي إي) في الآتي: جمع المعلومات الاستخباراتية عبر القوى البشرية و الوسائل الأخرى، عدا عن ذلك، ليس للمدير صلاحيات الشرطة أو استدعاء ( المتهمين) أو صلاحيات قوى تنفيذ القانون أو وظائف الأمن الداخلي..) أنظر الرابط:- CIA.gov Home • تم نشر الموضوع الذي ترجمت منه الفقرة أعلاها في 19 ديسمبر، و تم تحديثه في أبريل 2013 .. و هذا يفند مطالبة الفريق أمن/ توفيق الملثم، مدير الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية، و الداعية لعدم تقليص صلاحيات الجهاز بحصرها في جمع المعلومات وتحليلها فقط، و ادعائه أن الحديث في موضوع تقليص الصلاحيات مجرد (كلام كتب قديم).. بل و يناضل الفريق الملثم من أجل المزيد من الصلاحيات متى تجاوزت الصحف " الخطوط الحمراء، وميثاق الشرف الذي ينص على عدم المساس بأمن المجتمع، و علاقات السودان الخارجية،" و يدعي أن الكثير من الصحف تتجاوز الخطوط الحمر و تدخل في ( المحظورات)، ما يدعو جهاز الأمن و المخابرات لمصادرتها.. • هل يكذب الفريق الملثم؟ أم يريد، من أجل تمدد الجبروت فقط، أن يتخطى الحدود و يتسلط على صلاحيات الشرطة و النيابة و القضاء في آنٍ معاً.. ؟ و يبدو أن التسلط هو الهدف البيِّن في دفوعات الفريق الملثم.. • إن ( العقيدة الأمنية) لجهاز الأمن و المخابرات السوداني هي التي تقود رجال الأمن إلى التدخل في شئون الأجهزة و المؤسسات الأخرى دون أي مسوغ قانوني.. و قد تقود تلك العقيدة إلى تجاوز العرف و التقاليد و الأخلاق السودانية في كثير من تعاملها مع المواطن السودانيً.. • ليس أدل على ذلك التجاوز من تغول أحد ضباط الأمن بالقضارف على صلاحيات عدة جهات في آن معاً.. • إذ يقال أن بعض موظفي وزارة الصحة بالقضارف تغيبوا عن العمل.. و تم إيقاف رواتبهم جراء توقفهم و مخالفات أخرى.. و كان ضمن الموقوفة رواتبهم موظفة ذات قربى لمقدم أمن اسمه ياسر، و يشغل هذا الياسر وظيفة نائب مدير الأمن و الاستخبارات هناك.. • أعد المقدم ياسر عدته و عتاده و ( مشى) ( فوق القانون)، و في معيته السلطات اللا محدودة الممنوحة لجهاز الأمن و المخابرات، و قد آل على نفسه استعادة راتب قريبته الموظفة قهراً.. طالما بإمكانه دخول أي مكتب عام أو خاص في السودان و التصرف كما يشاء و كيفما أراد.. • عند دخول المقدم ياسر مكتب الأستاذة/ إخلاص سيد أحمد نائبة مدير شؤون العاملين بوزارة الصحة.طلب تسليمه الأوراق الخاصة بالموظفة ندى عبد اللطيف التي له صلة بها . • بالرغم من أن الناس يرتعشون في المكاتب خوفاً من الشر، و ما الشر سوى ( ضباط الأمن). لكن الأستاذة/ إخلاص سيد أحمد قالت:- " لا" حين طلب منها المقدم ياسر أن تسلمه ملف الموظفة ندى! • رفضت اخلاص تسليم الملف حتى بعد أن أشهر المقدم في وجهها سلاح وظيفته ( المرعبة) تعريفاً لها بأنه ضابط أمن.. و ظلت الموظفة ثابتة على موقفها الرافض لتسليمه الملف.. و كأنها تقول له:- ( أعلى ما في خيلك اركبوا!).. • تأبط المقدم ( الهمام) شراً وعاد إلى وكره خالي الوفاض، ليصدر لجنوده أمراً بإحضار تلك ( الموظفة) التي أهانته في دارها.. و يجب اذلالها و تأديبها في وكره حتى تدرك أدب التعامل مع أي ضابط في الأمن ( الوطني).. • و منذ دخول رجال الأمن مكتب الأستاذة/ إخلاص، بدأ الاذلال.. أخذوها عنوة من مكتبها و وضعوها على ظهر سيارة نقل مكشوفة ليراها المارة أثناء مرور السيارة في الطريق إلى وكر الأمن.. • و تم احتجاز الاستاذة/ اخلاص في ( وكر) الأمن ساعات كلها إهانات و استفزازات.. و في الأثناء توقف زملاؤها و زميلاتها عن العمل، ما أدى، بالضرورة، إلى تدخل نافذين في الحكومة و اطلاق سراحها.. و خسر المقدم ياسر معركة استرداد ملف قريبته ندى عبد اللطيف.. • لقد هزتني تلك الحادثة كما هزت كثيرين.. ما يجعلنا نتساءل عن ماهية الأمن، و عن الأمنُ أمنُ مَّن؟ و من هو الذي يحميه جهاز الأمن بالأنياب الحادة و المخالب السنينة في السودان؟ و هل بالإمكان القول أن جهاز الأمن ما ينطبق على المنظمات اجهاز إرهابي؟ • أسئلة لا تحتاج الإجابة عليها إلى ( درس عصر).. فالإرهاب هو أن تقتل بعض الناس و تلحق الأذى الجسيم ببعض الناس.. فيخافك كل الناس.. و بمجرد ذكر كلمة (أمن) يتذكر السوداني بيوت الأشباح.. و ما جرى بها و ما يجري من تعديات على الناس في السودان.. • لست من الذين يطالبون بتقليم أنياب و مخالب جهاز الأمن و المخابرات كلية.. لكني من المطالبين بأن توضع لأنيابه و مخالبه حدود لا تتخطاها تلك الأنياب و المخالب لتصل إلى لحم و دم المواطن السوداني.. و ألا تخربش الصحافة السودانية قبل و أثناء و بعد طباعتها، مهما كانت الظروف و الملابسات .. • لكن، مع الأسف ، لن نجد برلماناً جاداً في الوقت الراهن لحماية الحريات و تقليص تجاوزات جهاز الأمن و الاستخبارات في دولة ( الانقاذ) الأمنية/ البوليسية الشديدة التركيز على تأمين السلطة الحاكمة التي تأمر بقمع المواطنين متى طالبوا بالحرية والعدالة و الكرامة الانسانية المسلوبة و تعديات جهاز الأمن و برطعة الجنجويد .. • و كفى الله الشر!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة