الحوار يدور في قاعة الصداقة.. ممثلوا حزبي المؤتمر الوطني و المؤتمرالشعبي يخططان لابتلاع السودان، كُلاً وفق أجندته، و أحزابٌ حلت محل (الديكور) و أجندتها قابلة للمساومة عليها لإخراج المراد من المؤتمر.. وسوف يسألها الشعبُ ذات يوم: " ما سلككم في حوار الوثبة؟"، فيكون ردها:- "نصيبنا في كيكةّ السلطة والثروة!"هل سمعت عن حركة تسمى ( حركة شهامة)؟ لقد سمعتُ عنها بالأمس فقط في أحدبرامج قناة ( الشروق)، و كانت تلك أولَ مرة أعرف بوجودها.. و مقدمالبرنامج يقول أنها قد انضمت للحوار للتو.. قادمة من أديس أبابا حيث انفضسامر المؤتمر التحضيري بين الحركات المسلحة و النظام الحاكم.. و يدعيممثل حركة ( شهامة) أن الحوار فكرة ظلت حركته تؤمن بها.. غير أنه لم يقللنا عن السبب في عدم مجيئ حركته إلي الحوار إلا في بدايات نهايته..كثيرة جداً هي الأحزاب السياسية في السودان.. و ضيقة هي الرؤية السياسيةو استكناه المستقبل لديها.. و المؤتمر الوطني يضيق عليها ما هو ضيقأصلاً.. و الأحزاب الممانعة و الأحزاب المترددة، و ربما الأحزاب والحركات المشاركة تعلم أن حوار الوثبة لا يسع الجميع.. فالحوار يسع منيقبل شروط المؤتمر الوطني على رئاسة البشير للحوار دون غيره.. و رئاسةالبشير للحوار طريق ذو اتجاه يؤدي إلى نتيجة معلومة لدى الجميع:- إكمالالبشير سنوات حكمه التي بدأت بالانقلاب على الديمقراطية.. ثم استمرتإسفافاً في إسفاف إلى أن تمخضت عن الاسفاف تلك الانتخابات المخجوجةالأخيرة.. و يستمر الخج و الرج و الخمج.. و ربما يمتد و يمتد سنين و (دِنين) إلى أن يلتهمنا ( الثقب الأسود)..كان المتحدث باسم المؤتمر الوطني في قناة ( الشروق) واثقاً من أن الحوارسوف يفرز مخرجات يبصم عليها المؤتمرون، و تكون مخرجاتها ملزمة للكل حتىرافضي الحوار.. لأن المخرجات ستفضي إلى ( واقع) يتوجب على الجميعالانصياع له.. و أي حزب يستمر في الرفض، يكون خارجاً على( إرادة)المجتمع.. و لا يزال الباب مفتوحاً للجميع..و ينسى ممثل المؤتمر الوطني أن حزبه هو الحزب الخارج على المجتمع بأسرهدون جدال.. و إن فكر العضو المحترم في النزول من برجِ وهمِه إلى الشارعالعام، لسمع ما يجعله ينكسر فوراً.. فكثيراً ما سمعتُ سودانيين يتلاومون،فينبري أحدهم في غضب: ( إتَّ مؤتمر وطني.. و الا شنو ياخي؟!) كناية عنالكذب و تحري الكذب و النفاق.. أَ وَ لم تسمعوا الرئيس البشير يسألالجماهير في بورتسودان:- " حصل يوم كذبت عليكم؟"..و في حوار بقناة (أم درمان) رأيت الشيخ/إبراهيم السنوسي- طيف الترابي- وسمعته يدعي أن مخرجات الحوار سوف تتضمن آراء مختلف الأحزاب.. و سوف تتضمنقيام حكومة انتقالية يكون فيها البشير رئيساً بلا أعباء.. أو تقوم رئاسةخماسية الأعضاء.. و قد سأله الاستاذ عثمان ميرغني عن ما سيفعلون إذا رفضالمؤتمر الوطني مخرجات الحوار,, فرد بأنه لن يصرح بما سوف يفعلون، وسيكون لكل حدث حديث..إنهم يتجملون بالكذب!إن المتحاورين المتنفذين يحاولون تجهيل المجتمع السوداني عما يجري وراءالجلسات السرية خارج ( مسرح) حوار الوثبة، و المجتمع لا يأبه بهم.. إنهفي وادٍ آخر بعيد عن أودية الحوار و الجلسات السرية الأخرى.. و مثلهمتحاورون آخرون يلعبون داخل المؤتمر و هم محسوبون في ( العير) و ليس في (النفير).. و ( ديك المسلمية بِعُوعِي و بَصَلتُو بحَمِّرو فيها!)إنها أحزاب بلا ملامح قدُمت من رحم المجهول إلى أضواء المعلوم.. و تواجهحالياً أفيال و ثعالب المؤتمرَين: الوطني و الشعبي.. و تتنافس مع الطيورالقمَّامة على فتاتٍ فوق مائدة السلطة و الثروة.. و ينتهي المؤتمر و (كل " حزباً" يطلع جبلو) و في جعبة بعضهم كيلو.. أو اثنين موز.. و بعضالجبن و كيسٌ معبأُ بالفول السوداني.. و يبقى ( كل الصيد في جوف المؤتمرالوطني).. و في اللفة الأخيرة، ربما فكر المؤتمر الشعبي في العودة إلى (التحالف الوطني) مبتعداً عن المؤتمر الوطني و ( النظام الخالف)..! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة