|
ما بيني وكمال الجزولي وفاطمة شاش !!. خضرعطا المنان
|
[email protected]
كما توقعت تماما وبعض أصدقائي أثارت مقالاتي ( الترابي والصادق يبيعان الأوهام في الدوحة ) بحلقاتها الثلاث ردود أفعال متباينة خاصة وأن الأمر يتعلق بما لا يزالون يعيشون وهما سرمديا من انهم الحزب الأكبر والطائفة الأعظم في السودان .. وان كانت الأغلبية في مضمون جملة ما وصلني من رسائل عبر بريدي الاليكتروني تتفق مع ما أوردته باستثناء ( عبدة الأصنام ) و( أصحاب العمامة الانصارية ) وممجدي آكلي أموال وحقوق الغلابة الكادحين والبسطاء عن طريق الاعاشة على موائد عصابة الانقاذ ومافيات على اختلاف مسمياتها !!.. وهؤلاء لا أعيرهم كبير اهتمام .
عشر رسائل وصلتني ورددت على ما يستحق منها الا أن رسالتين رغم انهما أسعدتاني كثيرا لمكانة كابيها عندي الا أن احداهما استوقفتني طويلا أثارت استغرابي ودهشتي .
الأولى من دكتور عزيز وسوداني أصيل ومن بيت كبيرومعروف في السودان .. درس في الولايات المتحدة تخصصا قليلون هم من أبحروا في خضمه .. له مؤلف من نحو 390 صفحة أهداني اياه ويثير الاعجاب ويفجر كثيرا من قضايا السودان الراهنة بطرح علمي ومعرفي راق سأسعى لتناوله في مقبل الأيام لأهميته والقيمة التاريخية والتوثيقية العالية التي يتسربل بها .
أرسل لي هذا الدكتور – وأحجم عن ذكر اسمه هنا لأني لم استأذته – رسالة مطولة بالانكليزية تعليقا على مقالاتي تلك مشيرا الى أن كلا من الترابي والصادق رغم انهما في صدارة المشهد السياسي قرابة الخمسين عاما أو يزيد الا أن أيا منهما لا يملك رؤية واضحة لكيفية معالجة الأوضاع في السودان أو ايجاد مخرج له من محنته الراهنة .
الا أن أخطر ما جاء في رسالة الدكتورالعزيز هو تلك المعلومة التي أكد عليها مستوثقا منها كما قال وهي أن حسن الترابي يملك حاليا مبلغ ثلاثة بليون دولار – أكرر ثلاثة بليون دولار أميركي – في حساب بالبحرين.
وتلك قضية مثيرة حقا سأعود اليها لاحقا في مقال منفصل بمشيئة الله تعالى عقب الالمام بما تبقى من جوانب مهمة فيها وذلك في اطار سؤالين كبيرين يطرحان نفسيهما بقوة هنا نأمل أن نجد لهما جوابا شافيا وهما : من أين لهذا الشيخ / الكارثة كل هذا المال ؟.. ولماذا البحرين وليس السودان ؟ .
أما الرسالة الثانية والتي كانت الدافع لهذا المقال أصلا وردت على لسان صديقي الصدوق والخبير القانوني كمال الجزولي تعليقا على ما جاء في احدى فقرات مقالاتي الثلاث ( الترابي والصادق يبيعان الأوهام في الدوحة ) والتي أقول فيها نصا : ( إن توافقا سياسيا غير مسبوق قد شمل 85 حزبا مما يسمى زورا وبهتانا بـ ( أحزاب الوحدة الوطنية ) تعمل بانسجام كامل مع المؤتمر الوطني الذي لم يترك – في الداخل - زعيما سياسيا كان أو قبليا أو طائفيا أو صحفيا أو كاتباً أو شاعرا أو أديبا رجلا كان أم امرأة الا واشترى ذمته بثمن بخس !! ثمن قبل به ضعاف النفوس واصحاب المبادئ الهشة في زمان غاب فيه عن المشهد شعب معذب وجائع ومشرد بعد أن ارتضى بالذل والهوان والخضوع والخنوع مستسلما لواقع مخز وحزين ) .
حيث ارسل الجزولي معلقا على ذلك عبر موقع اسفيري يجمعنا معا وقال مخاطبا قائد تلك المجموعة : ( هل مر عليك هذا القول الثقيل الذي ألقاه عبر بريدك الحميم أحد الكتبة النشطاء يشتمنا على بكرة أبينا، فرادى وشعوباً ؟ ) .
ورغم ان النص اعلاه والوارد في مقالي يوضح بجلاء ودون ليس من أعنيهم هنا الا أن تسرعا ما قد لازم صديقي الجزولي في فهم المقصود وهو ما سبقني الى توضيحه الاخ ( مختار اللخمي ) حينما رد عليه معلقا بالقول : ( يا أستاذ كمال انا ليست لدي معرفة شخصية مع الاخ خضر لكني اعتقد انه يقصد البعض و ليس الكل . انا لا أدافع عنه لكن هذا ما بدا لي . و لك الشكر) .
ليعود بعدها صديقي الجزولي قائلا : (طيب .. إذا كان من الممكـن لومنا على حساسيتنا تجـاه شتيمـة كهذه توجه لكل شخص في السودان من أكبر زعيم حتى أصغر شاعر وتختتم بشتيمة اجمالية للشعب كله فلماذا اذن قامت الدنيا ولم تقعد ضد كلام فاطمة شاش ؟) .
فرد عليه الأخ عز الدين صغيرون : ( قرأت ما كتبه الأخ خضر .. ولم يثر حساسيتي في شئ .. فالرجل كما هو واضح فاض الغضب في صدره مما آل اليه حال السودان ولهذا انطلق بخار الغضب حارقا من قلمه وهو معذور .. فحال احزاب المعارضة يثير الغضب على من يرجو منها صلابة اكثر في مواقفها وحال الشباب الذين تخضعهم قوات جيشنا ( القومي فيما يزعمون ) تصطادهم في الاسواق لتحلق ما استطال من شعرهم واطراف السودان شرقا وشمالا محتلة .. الغضب اعمى كما نعرف جميعا .. فليش زعلان منه وانت من نعرف حكمة وسعة صدر جعلتك تكتب ما كتبت عن محمد طه محمد احمد ربنا يرحمه ويغفر له بتلك السماحة والتفهم ؟ .. علما بأن الاخ خضر – وليس لي معرفة شخصية به - يجاهد منفردا ان يفعل ما عجزت عنه احزاب المعارضة مجتمعة عن فعله ؟؟ اليس هو الساعي جاهدا لانشاء قناة للمعارضة ؟ .. اذن فلنغفر له ما تطاير من بخار الغضب الذي يغلي بداخله ) .
ثم جاء دور الاخ هشام حليم ليخاطبني قائلا : (يا أستاذ خضر.. هل جاءك حديث الاستاذ كمال الجزولي؟). فكان ردي : (نعم جاءني وقرأته وقد أثار استغرابي اللا محدود ) .
عاد بعدها الأخ صغيرون ضمن الموضوع ذاته في حوار اسفيري بيني وبينه .. قلت له : ( شكرا لتفاعلك الواعي مع العديد من موضوعاتي التي أطرحها عبر مجموعتكم العامرة خاصة ( الترابي والصادق يبيعان الاوهام في الدوحة ) وبخصوص من قصدتهم في الداخل هم محددون في المقال لمن قرأ بوعي وتركيز وحاشاي ان ادخل نفسي في شرنقة التعميم .. لم أسيئ لأحد لا من قريب او بعيد ) .
فكان رده : ( والحق يا أخي خضر كثيرا ما أجدني على اتفاق مع ما تطرحه من رؤى وأفكار في مواجهة التحديات والامتحانات العسيرة التي تحيط بنا وطنا وشعبا .. واغلب الظن انك مثلي تواجه الامور غير متدرع بحزب او جماعة منظمة ولذا ربما تواجه سهاما توجه اليك من اولئك الذين يفترض انك في صفهم من حيث الاهداف .. عموما لا بأس ياصديقي .. فهذا هو خيارك .. ان تنتمي الى الكيان الاكبر ولا تشرك به حزبا او جماعة الا الجماعة الكبرى بكل تنوعها واختلاف ثقافاتها واثنياتها ) .
ختاما : هذا ما لزم توضيحه ياصديقي يا كمال يا جزولي .. وعذرا ان اطلت فان من قصدتهم في مقالي واثار لديك ما اثار ليس من بينهم حتما انت وامثالك من القابضين على الجمر في الداخل دون ان تلين لهم قناة او ينحنون امام العواصف ! .
|
|
|
|
|
|