حكومتنا المرتقبة ما زالت في طور التكوين. رمضان على الأبواب والنظام يتوارى كل حين، خلف إعلان الحكومة، الدعاية التنموية “شغالة” راديو وتلفزيون.. آليات البناء تهدر والمدينة لم تأخذ شكلها، وبنيتها التحتية “معمولة” إبان الحكم الثنائي. ثورة التعليم العالي خرّجت آلاف العاطلين عن العمل، والاستثمار الأجنبي اشترى أراض لمدة تسعة وتسعين عاماً، وأصحاب الأملاك والحِيازات الطينية التي على النهر، قلوبهم في أياديهم، خشية نافذٍ يستطيع أن يسلبهم أراضيهم في وضح النهار. دخل المؤتمر الشعبي بنهج الحريات الذي كان قد خرج من بابه قبل ربع قرن، وحين عاد لازال سيف القبضة الأمنية فوق الرقاب، والمعتقلات سوق يعمر وينفض . كمال عمر يقود مفاصلة داخل الحزب، وقد اعتزل مناصبه جميعها احتجاجاً على تضييع المؤتمر الوطني للحريات. الشعبيون يدافعون عن القيم الإنسانية الأصيلة، واليسار ينزوي عن المشهد، والمساكين الذين يتكسبون الرزق عبر تحويل الرصيد، يواجهون مصيراً مظلماً، بعد ضبط خدمة التحويل ، البيوت المفتوحة بمدخولات التحويل تواجه المجهول. كل المطلوبات الوطنية مضمنة في الدستور، ضمن بنود وثيقة الحقوق. أي قانون مخالف للدستور الإنتقالي يعتبر لاغياً ، هذا من حيث المبدأ، ولكن... التعديلات أُجيزت، والترشيحات وردت إلى القصر، ومنسوبون بالحزب الحاكم، لم يجدوا أسماءهم ضمن التشكيلة الجديدة ، التيجاني السيسي يغادر البلاد مغاضباً، مشروع زيرو عطش تم إطلاقه قبل عامين. الموية قاطعة في الشجرة والكلاكلات وأحياء بالصالحة، وبعض الحاج يوسفات، و، و، ونازحو الحرب الأهلية يعانون الأمرين بسبب فشل الفرقاء في التوصل إلى تسوية لايصال الإغاثة. انتهى عهد الأمنيات العذبة، التي كان يرتجيها الشعب من هذه الحقبة المليئة بالكلام. آخر كذبة كادت أن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، الحكومة وعدت مواطنيها بأن مخرجات الحوار، ستكون عسلاً على لبن. القوى الحزبية يشارك أغلبها في الحوار، وبعضها يكذب ليشارك في الحكومة، واجهات ووجوه حزبية لامعة تخلّت عن إسقاط النظام، وعن التغيير الانسيابي، وكثير منهم يسعى جاهداً للإمساك بحبل النظام، أحزاب الأمة والاتحادي تندب حظها الذي حملها على المعارضة ، المناضلون الذين تم التضييق عليهم في الداخل، يتحسرون على تغييبهم بالهجرة، والسلطة تلوّثت بالتجنيب والفساد الذي يعترف ببعض نماذجه تقرير المراجع العام. الجميع يتحدث عن أمر يتعلق بإنقاذ الوطن، عمرت الموائد وقسمت الأنصبة، من لوثوا أيديهم بطعام الذين كفروا، تناسوا الجوعي والقتلى ، الغلاء الطاحن يسحق أهل البلد، والنظام يحاول التخلص من عبء الكوزنة، والإخوان يقبضون على عنق الزجاجة. منذ رفع العقوبات الجزئية عن السودان قبل خمسة أشهر، أو كما قال، لم يتغير الحال، لا في الأسواق ولا في الفضاء المعيشي، ولا انعكس الأمر على تدابير الحكومة. المصانع التي كانو يحدثوننا عن أن سبب توقفها كان الحصار “لِسّه واقفة”.. حصدنا من الحوار خيبات الأمل. الحكومة المرتقبة، عبارة عن تنمية لجيوش من الوزراء والمستشارين.. ماذا هُناك..؟ علينا إنتظار النظام الخالف، حتى نستبين ونتعرّف على ما تبقى من الوطن. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة