لقاء ابوجا و رتق الفتاق السودانى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 06:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2004, 12:43 PM

احمد حامد صالح بماكو-مالى


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لقاء ابوجا و رتق الفتاق السودانى

    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    السودان عضو مؤسس للاتحاد الافريقى و ينتمى الى العديد من المنظمات لهذا
    الاتحاد , لذلك فان امر السودان يعنى الاتحاد الافريقى بشكل مباشر , و بصورة
    اكثر خصوصية الدول المغاربية و الغرب افريقية , لان السودان يمثل الامتداد
    الجغرافى لها و هى تمثل العمق التاريخى و الثقافى و الاجتماعى للسودان , و لذلك
    فان عدم الاستقرار فى السودان سينعكس على كل هذه المنطقة سلبا , و هنا تاتى
    اهمية لقاء ابوجا اليوم
    الازمة الحالية تعتبر اختبار هام و امتحان هام للارادة الافريقية و تجربة بناء
    الاتحاد الافريقى , لتثبت اهليتها فى المقدرة على ادارة الازمات الاقليمية , و
    تجنيب المنطقة الاثار السالبة لهذا النزاع السودانى تحديدا , و الاسهام
    الايجابى فى معالجة النتائج المترتبة عن هذا النزاع , مثل معالجة الجوانب
    الانسانية السالبة التى يتعرض لها المدنيين المتاثرين بالنزاع من نازحين و
    لاجئين , و حمايتهم من بطش الاطراف المتنازعة و المساعدة فى تهيئة المناخ
    السياسى لايجاد مخارج سلمية للنزاع , و الاسهام فى تجنيب المنطقة من عواقب
    التدخل الاممى , حيث ان التسويات المستندة على المحيط الاقليمى اكثر جدوى و
    فعالية من التسويات و الوسائل المفروضة من وراء البحار , بحكم ان المحيط
    الاقليمى اكثر دراية لابعاد المشكلة و تجلياتها , وضرورة تفاعل الاطراف
    المتنازعة مع هذه الجهود تاخذ اهميتها من هذا المنطلق
    المتوقع ان تمارس قمة ابوجا اقصى الضغوط على الاطراف المتنازعة للوصول الى
    تسوية تجنب المنطقة هذا الزلزال , لان نموذج الصراع الحالى و عوامله متوفرة فى
    كل دول المنطقة من غياب للتنمية المتوازنة و شح فى الموارد , و استئثار النخب و
    بعض المجموعات بالسلطة و الثروة , و التباين العرقى , و الاختلافات الدينية و
    المذهبية , و ستظل هذه العوامل باقية كوقود للنزاعات مالم يتم العمل لتنمية
    متوزنة تثبيت قيم العدالة و الديقراطية و نشر ثقافة التسامح و التعايش السلمى و
    تبادل المنافع فى ربوع القارة
    فى تقديرى ان نموذج الصراع السودانى هذا المتمثل فى العودة الى العصبيات
    الاثنية و الفروقات اللونية و الجهويات الضيقة المقترنة مع شح الموارد من ماء
    وكلأ و غيرهما و المتزامنة مع الكوارث الطبيعية من جفاف و جراد , ستشكل زلزالا
    كبيرا للاستقرار الاجتماعى و السياسى فى كل المنطقة و قد تقود الى اعادة رسم
    الحدود فى دول هذه المنطقة , فعلى سبيل المثال فمن النتائج المتوقعة لهذا
    الزلزال , اذا لم تتحرك الدول الافريقية خاصة المغاربية و الغرب افريقية
    بالسرعة الكافية حدوث موجات نزوح و اعادة توطين بشرية هائلة مشابهة لما تم بعد
    انهيار الدولة الاسلامية فى الاندلس , او مماثلة لما تم من هجرات بشرية هائلة
    نحو المشرق فى اعقاب انهيار الامبراطوريات الاسلامية فى سكوتو و برنو و وداى و
    باقرمى و دارفور , مما يتتطلب اعادة رسم الخارطة الديمغرافية لكل المنطقة , و
    لكم ان تتجولوا معى فى الامثلة التالية
    على الدول المغاربية ان تكون جاهزة لاستقبال و توطين ملايين العرب من بنى هلال
    من بقارة و اباله الذين هاجروا منها قبل سبعمائة عام فحزام السافنا جنوب
    الصحراء لم يعد يسعهم , فمنطق الصراع يقول يا غريب يلا لي وطنك
    على نيجيريا و محيطها الغرب افريقى ان تستعد لملايين الحجاج من فلان و هوسا و
    برنو
    على موريتانيا ان تتجهز للشناقيط و الحسانية
    على تونس الخضراء ان تستقبل مواطنيها من قبيلة المساليت فحديثهم لا ينقطع عن
    اصول قيروانية فالصراع منطقه
    يقول فلتعد كل قبيلة الى مرابطها الاصيلة
    و بالمقابل على السودان ان يتجهز لاستقبال ابنائه من التوتسى الروانديين ضحايا
    و مرتكبى الجرائم ضد الانسانية فى منطقة البحيرات العظمى و ذلك حسب المؤرخ
    السنغالى الشيخ انتا ديوب ان التوتسى من الفلان القادمين من صعيد مصر وبلاد
    النوبة كانوا مستقريين فى منطقة الجبال فى سهول كردفان و منها هاجر فرع الى غرب
    افريقية و الاخر الى الجنوب نحو منطقة البحيرات
    و على جنوب السودان ان يستعد لاستقبال الولوف السنغاليين و للقارئ ان يقارن بين
    عبدو ديوف و فرانسيس دينق
    و على اهل كريمة ان يتجهزوا لتقسيم التمر مع اخوتهم اليوربا فحديثهم عن اصول
    مروية مدعومة بالشلوخ فالرئيس اوباسانجو من شايقية نيجيريا
    و هل ستمتد الحدود الحبشية حتى ابو حمد و طبعا اقلاها سنار فالحديث عن انها جزء
    من اكسوم لا ينقطع
    و تستمر الحكاية الرشايدة الى السعودية , الجعافرة الى مصر الكنانة ,الشوام الى
    حلب , و صديقى محمد جمال الى تركيا و البنى عامر و شيخهم الى مصوع , اما انا
    فقد اعتصمت فى تمبكتو اسى و حزنا على هذه الصورة القاتمة للسودان الحبيب ,
    سودان اليوم حيث حيث الغت القبائل بعضها البعض , بعدما الغت الوطن , فعاد اللون
    و القبيلة مكان المجتمع و الامة و الدولة
    يبقى الامل فى ابوجا و حكمة ابوسانجو و رفاقه من غرب افريقية و كنت اتمنى
    مشاركة الدول المغاربية واعتقد انها على المدى الطويل ستتأثر بهذا الصراع مالم
    يتم احتواءه يبقى الامل في فى القادة الافارقة فى ابوجا لخلق اجواء مناسبة
    للحوار و التفاوض و ممارسة الضغوط الفاعلةلتجنيب المنطقة هذا السناريو المظلم,
    و السعى الى زرع عوامل الاستقرار فى المنطقة
    فلتكن البداية المصالحة الشجاعة بين الرئيس البشير و الرئيس افورقى و تأسيس
    قواعد ايجابية لعلاقات الجوار بين ارتريا و السودان , فالواقع هو انهما بلدين
    متجاورين و لا يمكن ترحيل اى منهما و هذا يقتضى تجاوز المرارات و النظر الى
    المستقبل و مصالح الشعبين
    و من بعد ذلك نتتطلع ان تتسع نظرة لقاء ابوجا لتناول المسألة السودانية بشكل
    متكامل فالنظرة المبسترة و العلاج بالاقطاعى استراتيجية اثبتت فشلها , لو تم
    التعاطى مع المشكلات فى نيفاشا بصورة اجمالية كان اليوم كل طرف عرف الذى له او
    عليه , و لكان ذلك وفر لنا كثير من الدماء الزكية الت راحت هدرا , نرجو ان يتم
    الضغط الافريقى لتوسيع التفاوض ليشمل جميع اوجه الصراع السودانى
    حكومة و حاملى سلاح
    حكومة و معارضة غير مسلحة
    معارضة مسلحة و غير مسلحة
    هامش و مركز
    وطنى و شعبى
    اسلاميين و علمانيين
    نخبة و غلابة
    سودان و بيضان
    رعاة و مزارعين
    فلتفتح كل الملفات و لتكن الصراحة و الجرأة و الشفافية و المصالحة التاريخية و
    الاعتذار المتبادل لكل تجاوزات الماضى و جراحاته , و رسم خارطة جديدة لبناء
    المستقبل . و لايمكن كل هذا الا بالنظرة الشاملة للقضايا , حيث لا يجب ان
    يستأثر وجه واحد من اوجه الصراع فى السودان بالحل و المفاوضة
    و يجب ان لا يترك المجال للنخب المتهافته فى احتكار الاجندة و مصادرة قضايا
    الغلابة و استعمالهم كوقود للمعركة حول اقتسام السلطة و النفوذ و الثروة و
    الجاه
    الاهتمام الافريقى و توافد القادة يجب ان يكون دافعا لاطراف الازمة السودانية
    لتجاوز خلافاتهم و السعى بجدية نحو السلام , حيث ان المكونات الاساسية للوصول
    الى اى اتفاق بين اطراف اى نزاع , و السير به نحو السلام لاتخرج الا من اطراف
    الصراع نفسه , واقع الحال المؤلم و تعطل الحياة و الموت الذى يحدق بالجميع ,
    اوضاع اللاجئين المزرية , و الصور المعيبة لكل افريقيا فى القرن الواحد و عشرين
    التى تتناقلها الفضائيات عن اهل دار فور و مصيرهم المجهول يجب ان تكون دافعا
    للجميع الى السعى الجاد لحل يجنب السودان و المنطقة الزلزال
    وهنا تقع على الحكومة المسؤولية الكبرى فهى القابضة على النفوذ و الموارد فهى
    مطالبة اولا بحماية مواطنيها من الجوع والمرض و الموت , و عليها التجاوب
    بفعالية مع تظلمات الولايات و عليها التحرك بسرعة اكبر بعيدا عن المزايدات و
    المناورات السياسية لأحتواء الازمة و لملمة الجراح , فكلما امتد هذا الصراع
    تتعمق الجراح و يزداد الانقسام بين مكونات المجتمع السودانى و تتجذر فيها
    النزعة العرقية , تفاديا لذلك على الحكومة بذل مزيد من الجهود للسعى فى بناء
    جسور تواصل جديدة بين الجزر السودانية المتناحرة
    المؤشرات الصادرة من السيد على عثمان حول الحوار و التعايش بين الاطراف
    السودانية المتصارعة تشكل بارقة امل فى نهاية النفق السودانى المظلم , و تصبح
    هذه الدعوة ايجابية اذا انتقل بها السيد النائب الاول من خانة الطرح و القول
    الى خانة الفعل و الممارسة , وذلك بتثبيت قيم الانفتاح تجاه الاخر و
    الديمقراطية و العدل و الشفافية و المساواة و نفى نقائضها . فالازمات المتراكمة
    شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لا يستبعد ان تؤدى الى انهيار الدولة على نمط
    الحالة الصومالية
    فالحكمة تقتضى من الحكومة اتخاذ اجراءات وقائية فاعلة قبل الانزلاق فى متاهات
    الحروب القبلية و الجهوية المفتوحة وفق مبدأ القوى يأكل الضعيف و ذلك بالعمل
    الجاد و المنظم لازالة و تخفيف التفاوتات الاقتصادية بين الولايات المختلفة , و
    وضع حد للهيمنة السياسية من قبل جماعة او اكثر على البقية , و يجب ان يكون ذلك
    بكل مصداقية و عزيمة جادة , فالزمن تبدل لم يعد كما كان فى الماضى , عندما زار
    الازهرى فى احدى الحملات الانتخابية منطقة جبل موية و خاطبهم يا اهل جبل موية
    لقد تبرعنا لكم ببنطون , لا مجال الان للترقيع السياسى و التحسينات السطحية و
    الشعارات الضبابية و الاصلاحات الديكورية لم تعد كافية كل جهة و فرد عارف حقوقه
    , و ليس من اليسير ان يقتنع المجتمع السودانى و الدولى بان هناك توجه من
    الحكومة نحو الديمقراطية و السلام الاجتماعى , و النظر الى دعوة السيد على
    عثمان كخطوة فى الاتجاه الصحيح مالم تحسم السلطة امرها من العديد من القضايا و
    الاشكاليات المحورية , فلابد ان تخضع الحكومة لارادة المحكومين و مصالح
    المواطنين خضوعا منظما و مقننا عبر فيدرالية حقيقية فى كل الولايات , مقرونة
    بانتخابات حقيقية , و العمل على توسيع قاعدة المشاركة , و قبول شركاء جدد فى
    الحكم , و تثبيت مبدأ تداول السلطة السلمى , و ازالة مشاعر الغبن و الاستبعاد
    السياسى المتمثلة فى الاصرار على التفاوض فقط مع حاملى السلاح , مما تسبب فى
    شلل العمل السياسى و تقزيم المعارضة غير المسلحة اما تصلب عود السلطة الحاكمة
    , و اذا تركت هذه المشاعر على رسلها قد تلد ما ولده الغبن الذى نزل بالالمان فى
    معاهدة فرساى او كاريكاتورا عنه و هذا ما لا اتمناه
    هذا الاستبعاد السياسى للمعارضة لا يسقط مسؤوليتها فى السعى نحو تحقيق المصالحة
    بين مكونات المجتمع السودانى المتمزق , و تقع المسؤولية الكبرى على السيد
    الصادق المهدى رئيس حزب الامة , فالحريق مستعر فى معقل حزبه و وسط انصاره لماذا
    تقاعس الحزب عن التحرك الايجابى لاحتواء النزاع و المساعدة على تخفيف اثار
    الحرب على قاعدته الانتخابية , بدلا من مناحات رباح و البكاء على الاطلال
    ينبغى على السيد الصادق التحرك الايجابى نحو اطراف النزاع حكومة و جبهات دارفور
    المعارضة , و العواصم الافريقية المعنية بالصراع خاصة ابوجا فيا سيدى الصادق ,
    الناس يريدون فعلا ايجابيا للخروج من حالة الفوضى و الدمار و القتل الى حالة
    النظام و الامن و البناء
    و ختاما اقول حين يصرخ وطن طالبا عون ابنائه , فلا يكترث احد لاستغاثته , فلا
    لوم عليه اذا رسف فى الاغلال
    احمد حامد صالح بماكو مالى























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de