إتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوداني باستخدام اسلحة كيماوية محرّمة دوليا ضد المدنيين في دارفور، نفى الناطق باسم الخارجية السودانية الاتهامات وقال انها مفبركة الغرض منها تشويه سمعة البلاد! من يسمع (سمعة البلاد) يظن وبعض الظن إثم أن الانسان في بلادنا محترم وأن الدولة تعمل ليلا ونهارا لضمان أن يمارس هذا المواطن ويحصل على كل حقوقه!
ومن يصدّق النظام الذي أدمن الكذب! حين قام العميد بإنقلاب الشؤم انكر أية صلة له بأية حزب سياسي، رغم أنّ من نفذوا الانقلاب كانوا من أعضاء حزب الجبهة القومية الاسلامية الذين إرتدوا ملابس الجيش بغرض الخديعة، وحين إختلف (اللصان) ظهر المسروق الذي عرفه الناس منذ اللحظة الاولى!
إذهب الى القصر رئيسا وانا الى السجن حبيسا!
وحين ذهب الى السجن تندر به زملائه السجناء وقالوا له سعيك مشكور! إلحق بجماعتك قبل أن تخلص (الكيكة)
كان للسجناء بعد نظر، فبالفعل بدأ التلاميذ في تدبير وراثة الشيخ الذي ارسل العميد الى القصر وذهب الى السجن ليخدع الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا! بدءوا في تدبير وراثته وهو لا يزال في السجن حبيسا!
نظام خرج من رحم كذبة بلقاء ليستمر مسلسل الكذب، وزراء لصوص يكذبون كما يتنفسون، لا يتمتعون بفضيلة الحياء! يسخرون ممن يدفع لهم أجورهم وثمن سياراتهم الفارهة وتذاكر سفرهم الى كل مكان وتكاليف علاجهم! كيف أدفع تكلفة علاج هؤلاء اللصوص بينما لا أملك أنا ثمن حبة بنادول؟! وبعد ذلك يسخرون ممن يدفع لهم أجر فسادهم وغرورهم الأجوف: حين جئنا لم تكونوا تعرفون الهوط دوق والبيتزا، حين جئنا للسلطة كنتم مجرد شحاذين! لم يكن يملك الواحد منكم سوى قميص واحد! من يريد منكم أن يعلّم ابنائه فليذهب الى ديوان الزكاة! ومن يريد أن تثكله أمه فليذهب الى جامعة أو مستشفى الوزير مأمون حميدة قبل أن يمر على ديوان الزكاة!
جهاز أمني لا هم له سوى الكذب والخداع وتسويق الاوهام.
وهب انهم لم يستخدموا السلاح الكيماوي، فهل توقف القتل؟
الانتينوف يهدم المدارس فوق رؤوس الاطفال في جبال النوبة، ويدمّر البيوت والمرافق والمستشفيات.
ورغم ذلك يروّج الجهاد الالكتروني أن البديل لنظام القتل والسرقة هو مصير سوريا والعراق!
ألم يكن إعلام في ساحات الفداء يردد الاغاني: بين ليبيا والسودان والعراق واليمن
وثبة الى الأمام فوق هامة الزمن!
كأن إعلامهم (الكج) كان يتنبأ بالمصائب والحروب.
بربك قل لي وما الفرق بين ما يحدث الان في بلادنا وبين ما يحدث في الدول التي يحمل اهلها (بقجهم) فوق رؤوسهم كما صرّح احد مستوزري النظام اللصوصي!
الناشطون يتعرضون للخطف، يؤخذون الى أماكن نائية ويضربون ضرب غرائب الابل ويتركون في العراء بين الموت والحياة، من يفعل ذلك هم من يسمون أنفسهم (رجال القانون)! هذه (رجالة) أخذ القانونّ، ان كان يمكن توصيف ضرب العُزّل من قبل المسلحين ب (الرجالة)
لا يوجد قانون! ما فائدة قانون يطبق جزئيا على الضعفاء! ورغم ذلك يأتي من يحاول اقناعنا ان البديل لنظام السرقة والقتل هو الفوضى! وحمل (البقج)
مليارات الدولارات من عائد البترول نهبت وتحولت الى ارصدة في ماليزيا وفلل في دبي، ومشاريع وطننا واراضيه بيعت للأجانب ودمرت المشاريع الزراعية والمصانع. وياتي من يخوّف الناس من مصير سوريا وليبا: هل بيعت المشاريع والاراضي الزراعية في سوريا وليبيا؟ شركات وهمية تحصل على اعتمادات بملايين الدولارات من بنوك الدولة ثم تختفي! يتاجرون في صحة المواطن وتعليمه، جهاز أمن بدلا من حماية أمن المواطن صاحب الحق الاصيل، يطارده ليلا ونهارا، ويمارس كل الانشطة المشبوهة من خلف واجهة الشركات التي تتناسل دون ان يعرف لها نشاط أو مصدر تمويل. وأصحاب الحق يموتون من سوء التغذية والمرض. أطفال في عمر الزهور يستجدون المارة من اجل لقمة تقيم الأود، أطفال بالالاف خارج النظام التعليمي، لا تملك اسرهم شيئا لترسلهم للمدارس.
النساء يتعرضن للاغتصاب في مكاتب جهاز الأمن، والشباب ضربوا بالرصاص في الشوارع، والصحف اغلقت، وداهمها البلطجية ليعتدوا على عزّل لا سلاح لهم سوى القلم والفكرة. التي تقارع بالفكرة حين يكون هناك نظام يحترم آدمية الانسان.
قوات الجنجويد تعتدي على المواطنين في القطينة، تتحرش بالنساء و تنهب الاسواق جهارا نهارا، نفس الشئ الذي ظلت تقوم به في دارفور منذ سنوات، وفي جبل أولياء يقتل الجنجويدي سائق الحافلة الذي يطالبه بالأجر ويقتل شقيقه! ويقول لهم : خذوا الأجر من عمر!
شاب يصل من خارج الوطن مدفوعا بالشوق لرؤية أهله فيتسلمه أهله في اليوم التالي من جهاز الأمن والمخابرات جثة هامدة!
رجل مسن افنى عمره في خدمة اسرته ووطنه، وبدلا من أن تضمن له الدولة حبة الدواء في شيخوخته، لا يجد شيئا فيحمل يافطة مكتوب فيها: لا استطيع شراء الدواء يا عمر! يقرأ (عمر) الرسالة ويسافر للاستمتاع بالمطر في المغرب وسباق الفورمولا في الخليج!
فكيف تكون الفوضى؟ حين يموت الاطفال من سوء التغذية وانعدام حبة الدواء ويرفع المسنون اللافتات ويتظاهر مرضى الكلى والسرطان؟
وما خفي كان أعظم. ما يحدث من جرائم يندي لها جبين الانسانية خارج حدود التغطية الاعلامية في أصقاع بلادنا من انتهاكات ضد المواطنين.
وبعد ذلك ياتي من يريد تخويف الناس أن البديل للنظام القائم سيكون: الفوضى! وهل هناك فوضى أكثر مما يحدث في بلادنا الان؟
لا دولة ترعى حقوق مواطن، وتحميه وتضمن له الحياة الكريمة، نظام غارق في قتل المواطن وترهيبه، وفي سرقة كل موارد وطننا، ميليشيات منفلتة دون رقيب، تروّع المواطنين في كل مكان ، أجهزة أمنية تمارس القتل والتعذيب والبلطجة خارج القانون، ان لم تكن هذه هي الفوضى فما هي الفوضى اذن؟
في دولة الانقاذ لا قيمة للإنسان، خارج حزب اللصوص المسمى بالمؤتمر الوطني لا يساوي الانسان أكثر من ثمن الرصاصة التي ترديه والتي ندفع ثمنها من عرقنا ومن موارد وطننا ومؤسساته التي يبيعها الخونة جهارا نهارا.
يا أهل السودان لا بديل للثورة، سوى أن يستمر إستعبادنا وقتلنا وتدمير وطننا وبيعه.
للحصول على نسخ بي دي اف من بعض اصداراتي رجاء زيارة صفحتي:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة