بيان من تجمع الكتاب والفنانين التقدميين (أبادماك) (صدر هذا البيان عن أبدماك للكتاب والفنانين التقدميين في مارس 1970 احتجاجاً على تغريب أستاذنا المرحوم عبد الخالق محجوب بواسطة نظام انقلاب مايو 1969 إلى مصر في أعقاب مأساة الجزيرة أبا. وقال لي من كان حول أستاذنا إنه استبعد كل بيان آخر حول تغريبه وقرأ بياننا. وهذا عزاء لي كالكاتب من وراء البيان. لقد نصرناه مظلوماً عند كل منعطف. يثلج الصدر أنه عرف ما عرف عنا من شباب الستينات التقدمي. رحمه الله. زينا أول البيان بصورته المرفقة وختمناه ببصمة ابادماك العلامة المرفقتين). تضجرنا تماماً إذ نشهد السلطة في بلدنا تضع يدها على الرفيق عبد الخالق محجوب، وتحمله بجنح ليل إلى مصر. فبينما نصرخ للملأ أننا نقف من خلف متاريس الفرح التي نصبناها في مايو لنحشو سلاح يقظتنا طلقة بطلقة، وبينما تمهر الثورة السودانية ظَفَرها بالرجعيين بالدم والعنف الثوري يفجؤنا نبأ نفي المناضل من الدرجة الأولى، المناضل الثورة، الثورة المناضل، الجذع الغائر لمدى ربع قرن في جراحنا ووثبتنا، الرفيق عبد الخالق محجوب عثمان. لا نخفي على أحد أن النبأ الصاعقة قد وقع علينا في اللحظة التي كنا نجري بعيوننا على الصحف لنقرأ مقالة عبد الخالق الثانية عن العنف الثوري مواصلة لما نشره قبل حين. وقع النبأ علينا في اللحظة التي كنا ندخر فيها أمسية للقائه بناد أو آخر لنصغي لحديث له عن "الموقف السياسي" كما عودنا على مدى تعلقنا بالثورة في وطننا، على مدى عشرتنا للعمل الثوري، على مدى أيام الحرج السوداء. إذ نجهر دفاعاً عن الرفيق فإننا إنما ندافع عن ظاهرة وضيئة منسجمة الأجزاء، بالغة التكامل، في حقلنا الثقافي. لقد توصل الرفيق عبد الخالق إلى الماركسية في مسعى الشباب الحميم إلى ما ينسق العاطفة والعقل، وفي إطار السقطة السياسية الباهظة التي آلت إليها القيادات الوطنية في بلادنا منذ عام 1946م. لقد وقف على قدمين من الصمود والصحو، ولمدى ربع قرن كامل، على أرضية النضال العملي الفكري في بلادنا زائداً عن حركة الشعب الديمقراطية. لقد تحمل المسغبة والأذى، الشراسة والضغينة، التشهير والإرهاب، وتوارثت اسمه أجهزة المخابرات جيلاً بعد جيل، وتوارث الثوريون (راشد) رمزاً سرياً وبطاقة لمحبة الشعب العامل، والتصدي العنيد لدفاع عن مصالحه وتطلعاته. في هذا الميدان الضاج بالسوقة وأراذل البشر، ومهربي الضمير الفكري عبر حدود الصراع السياسي ارتزاقاً وسباحة مع التيار، في هذا الميدان التقى جيلنا بعبد الخالق محجوب، من وراء مانشتتات صفحة المحاكم بالصخف، وداخل قفص الاتهام، رابضاً عند فكره رابط الجأش. يشكل عبد الخالق في مجرى الثقافة ظاهرة ناضجة خليقة بالتقدير، ومستودعاً من الخيرات جديراً بالاعتبار في بلادنا التي تتفتح على التغيير بشهية ثورية. ويؤسفنا أن لا نصدق ما ترامى إلينا من أن أسباب إبعاد الرفيق عبد الخالق محجوب مردودة إلى شخصه وحسب، وغير منسحبة على جماعات ثورية او أفراد ثوريين آخرين. فخلاصة سيرة عبد الخالق في الحياة والثقافة هي في المقام الأول في الاندغام التام في العملية الثورية بروح متوافقة غاية التوافق مع مجمل نشاط القوى الثورية في بلادنا، لا تعكر صفو نضاله شوائب الذات المستعلية الوالغة في الأهداف المحدودة والأنانية. لقد آثر نضال الشعب بجهده المتفرغ لوجه المسألة الاشتراكية في وقت قيدت الوظيفة خيال وفكر جل المثقفين السودانيين. ومن الجانب الآخر فإننا لنتوجس ريبة من عواقب أسلوب المصادرة الجسدية للمفكرين في الفصائل الثورية المختلفة في بلادنا وبخاصة في الوقت الذي نتوجه فيه للصياغة المبتكرة للديمقراطية الثورية متجاوزين التجارب العربية المريرة التي أورثت النضال الغربي عجزاً أقعد به وحصد ثواراً عامرة قلوبهم بالثورة. ففي الوقت الذي يتسع صدر بلادنا رحباً لإيواء المنظرين الوافدين على الثورة السودانية، فمن الإسراف والتزيد أن تضيق الثورة بهذا الرمز الممتحن والمجرب الذي اأضاء أفئدة قبيل كامل من الثوريين بالقدوة الحسنة وبالفكر النير السديد. إننا جيل من الامتنان المفعم بالحب والتقدير لشخص عبد الخالق محجوب. فبجهده الناجز والشامخ، وجهد كافة الثوريين، خرج علينا هذا الشعب الذي نبدع بأدوات الفن من أجله. نمجد خطوه اللهيف بالاشتراكية، نتغزل في أشواقه وتطلعاته، ويأكل أكتافنا حديد المسؤوليات الجمة لتصعيد نضاله وانتصاراته. لا أقل من أن يعود عبد الخالق من هذه الغربة المصطنعة . . . . لا أقل. فليعد إلى هذا الوطن الذي امتزج بروحه وأنفاسه وفكره، والذي أعطاه جزيلاً وكثيراً. وما يزال يدخر له بشارة ووهدا. لا أقل. نعم. لا أقل. أبادماك (منظمة الكتاب والفنانين التقدميين)
طيب ما كان في آلاف في سجون الإنقاذ لا يقلون ألقا عن عبد الخالق وركنت لردهات مؤتمر حوارهم مع الإنتهازيين الأول. و الأن يوجد في زنازينهم زينة رجال و نساء و شباب و أنت تمسح جوخ للإسلاميين حيهم و ميتهم. لماذا تصدر فيهم كلمة ؟؟
في شباب يافع بيشوفوا في دكتور مضوي المعتقل بسجون النظام نفس الشفتوه في شبابكم في عبد الخالق و يمكن أكثر. بس خسارة الزيك عايش في القرن الماضي و لن يسمح لشباب حول الدكتور مضوي أن يعيشوا زمنهم. ياخي نداء ضمير ما حيكتلك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة