|
كيف صارت إدارة اوباما وإدارة البشير كقرني التور ؟ الحلقة الثانية ( 2- 3 ) بقلم ثروت قاسم
|
00:04 AM Aug, 13 2015 سودانيز اون لاين ثروت قاسم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
Facebook.com/tharwat.gasim mailto:[email protected]@gmail.com
في الحلقة الأولى من هذه المقالة ، زعمنا إن إدارة اوباما تدعم حكومة الخرطوم ضد المعارضة ، لمصالحها الخاصة بها ، وليس حباً في عيون حكومة الخرطوم .
نستند على عدة آيات وشواهد وبراهين وامور يؤكد كل منها موقف إدارة اوباما ( المجتمع الدولي ) الداعم لحكومة الخرطوم ، وبالأخص في عملية حوار الوثبة .
في الحلقة السابقة ، إستعرضنا ثلاثة أمور تؤكد زعمنا ، ونواصل في هذه الحلقة الثانية إستعراض خمسة آيات أخرى ، في النقاط التالية :
اولاً :
+ الأمر الثالث الداعم لزعمنا حدث في يوم الثلاثاء 21 يوليو2015 عندما اثنى الرئيس اوباما من اديس ابابا اكثر من مرة على ) الحكومة الديمقراطية المنتخبة في إثيوبيا ) ، وهي نفسها حكومة الحزب الحاكم الذي فاز ب 100% من مقاعد البرلمان الوطني البالغة 547 مقعداً في الإنتخابات البرلمانية التي جرت في مايو 2015 ، والتي لم تفز احزاب المعارضة على كثرتها حتى بمقعد وحيد . وهي ذات الحكومة التي وصفها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش( مايو 2015 ) بأنها حكومة ( تسلطية تعتمد الاعتقال التعسفي، والمحاكمات الشكلية ذات الدوافع السياسية لإسكات الصحافيين والمدونين والمتظاهرين، وكل من يُظن بتعاطفه مع أي من التشكيلات السياسية المعارضة في إثيوبيا ) .
إذا كان هذا موقف إدارة اوباما الداعم لحكومة ( ديمقراطية ) فازت ب 100 % من مقاعد البرلمان ، فكيف يكون موقفها من نظام الإنقاذ ( الديمقراطي ) الذي سمح لنفسه بالفوز فقط في 70% من الدوائر الإنتخابية في إنتخابات ابريل 2015 ، وسمح لأحزاب المعارضة بالفوز في 30% من الدوائر الإنتخابية في المجلس التشريعي الوطني .
لا تفهم إدارة اوباما ولا تريد ان تفهم نشر الحريات ، وإحترام حقوق الإنسان ، والتحول الديمقراطي ، والحوار الجاد بمستحقاته في السودان ، ولكنها تفهم وتدعم حكومة الخرطوم التي تمدها بالمعلومات الإستخبارية لمكافحة الإرهاب الإسلاموي في القرن الأفريقي ، والتي تشارك في الحملة الستينية التي تقودها إدارة اوباما ضد داعش ، والتي تشارك في عاصفة الحزم، والتي قلبت ظهر المجن لإيران التي تهدد إسرائيل . ثم يصرح الرئيس اوباما بأنه لن يسمح للفوضى ان تعم السودان بزوال نظام الإنقاذ ، ويحاكي مصيره الوضع في ليبيا وسوريا واليمن ، وتتدفق الفوضى منه إلى دولة جنوب السودان ، التي إستولدتها القابلة الأمريكية من رحم نظام الإنقاذ .
الإستبداد هذا أمر مقدور عليه ، الفساد هذا أمر مقدور عليه ، كبت الحريات هذا أمر مقدور عليه ، إنتهاك حقوق الإنسان هذا أمر مقدور عليه ، قصف المدنيين في دارفور والمنطقتين يومياً بالأنتنوف هذا أمر مقدور عليه ، وجود 6 مليون سوداني يعانون من المجاعة هذا أمر مقدور عليه ، وجود 3 مليون من الاطفال خارج المدارس هذا أمر مقدور عليه .
في المقابل عدم مساعدة نظام الإنقاذ إدارة اوباما في مكافحة الإرهاب هذا أمر جلل وغير مقدور عليه ، الفوضى في دولة السودان هذا أمر مخيف وغير مقدور عليه .
ومن ثم دعم إدارة اوباما لنظام الإنقاذ لضمان مساعدته في مكافحة الإرهاب الإسلاموي ، ولتجنب الفوضى بزواله ! ثانياً : + الأمر الرابع الذي يؤكد حجتنا نجده في قرار مجلس الامن رقم 2046 الصادر يوم الاربعاء 2 مايو 2012 ، الذي لا يشير إلى الحوار الجاد بمستحقاته ، ولا يشير إلى مشكلة دارفور ، التي يفترض المجلس ، وهماً ، حلها في إطار إتفاقية الدوحة للسلام في دارفور المُبرمة بين حكومة الخرطوم وحركة السيسي في الدوحة في يوم الخميس 14 يوليو 2011 .
منذ عام 2005 ، فكت إدارة بوش الأبن الإرتباط مع مشكلة دارفور فما يُعرف في الأدبيات الأمريكية ب
Decoupling
لتسهيل إبرام إتفاقية السلام الشامل بين دولتي السودان ، كما فكت إدارة اوباما الإرتباط مع دارفور لتسهيل عملية الإستفتاء في يوم الاحد 9 يناير 2011.
صارت دارفور رهينة إتفاقية الدوحة ومن ثم فشل مفاوضات الحكومة مع حركات دارفور الحاملة للسلاح في اديس ابابا في يوم السبت 22 نوفمبر 2014 ، ببساطة لأن الحكومة تصر على نزع الحركات لسلاح قواتها وتسريحهم ، وبعدها يمكن إبرام إتفاقية سلام معهم تحت سقوف إتفاقية الدوحة ... بعربي حسكنيتة التكرم على قادة الحركات الثلاثة بما تبقى من وظائف في الحكومة القومية ، والحكومات الولائية في دارفور الكبرى ، وفي السلطة الإنتقالية .
يخطط امبيكي لعقد إجتماع ثان بين الحكومة وحركات دارفور الحاملة للسلاح ، وسوف تتم مناقشة هذا الأمر مع الحركات في إجتماع امبيكي معهم المُقرر عقده في اديس ابابا يوم الثلاثاء 18 اغسطس 2015 . سوف تعيد حكومة الخرطوم تدوير اسطوانتها المشروخة في أي إجتماع ثان بينها وبين الحركات ، وسوف ترفض الحركات سماع اسطوانة الحكومة المشروخة ، وسوف يبدأ امبيكي للتحضير لإجتماع ثالث ( إذا تم عقد الإجتماع الثاني ؟ ) بين الحكومة والحركات ليضمن إستدامة لجنته ، وتستمر حجوة أم ضبيبينة حتى ابريل 2020 .
طرحت حكومة الخرطوم منتوجها ( أمبيكي ) في سوق، تحاكي سوق اسبرطة الاسطورية حيث العملة الرديئة تنجح دوماً في طرد العملة الجيدة من الأسواق . وبهكذا طرح تنتعش تجارة الأوهام والوهم ، وتطير الحقائق مع دخان التدليس ، وعجاجات الأكاذيب لون زينب . وتستمر سوق اسبرطة حتى ابريل 2020 .
ثالثاً :
الأمر الخامس الذي يؤكد زعمنا بحميمية العلاقات بين إدارة اوباما وحكومة الخرطوم حدث يوم الثلاثاء 11 اغسطس 2015 ، عندما صرح السيد نائب رئيس الجمهورية ابراهيم محمود بما ترجمته بلغة كاودا أن حكومة الخرطوم مستعدة للتفاوض مع الحركة الشعبية الشمالية في اديس ابابا وليس حصرياً في الخرطوم ، ومستعدة لتفعيل إتفاقية نافع- عقار الإطارية ( يونيو 2011 ) ، وتنصيب الفريق مالك عقار والياً على ولاية النيل الأزرق ، والقائد عبد العزيز الحلو والياً على ولاية جنوب كردفان . ويمكن للفريق مالك عقار , وكذلك القائد عبدالعزيز الحلو ، ان يفنجطا في ولايتيهما ما شاء لهما الفنجيط .
هذا تغيير تكتوني في موقف الحكومة بعد توكيدات الرئيس البشير المدابرة في يوم الأربعاء اول يوليو 2015 .
حدث هذا التغيير التكتوني بعد زيارة المبعوث الامريكي الرئاسي الخاص للسودان السفير دونالد بووث للخرطوم ( الأحد 2 أغسطس 2015 ) ومباحثاته المكثفة مع اهل الإنقاذ ، ناقص الرئيس البشير .
نجح السفير دونالد بوث في تغيير بوصلة حكومة الخرطوم ، فصارت تشير تجاه الحركة الشعبية الشمالية وليس عكسها ... الأمر الذي يؤكد تنفيذ الخرطوم لمطلوبات الحليف الأمريكي ، وتطبيع العلاقات بينهما ، على الأقل بالمغتغت حالياً وحتى إشعار آخر ، خوفاً من لوبيات واشنطون الجحمانة .
الا يؤكد هذا التغيير التكتوني في موقف حكومة الخرطوم تجاه الحركة الشعبية الشمالية ، بإيعاز من السفير دونالد بووث ، كيف صارت إدارة اوباما وإدارة البشير كقرني التور ؟
ولكن يبقى سؤال مشروع في هذه الحالة وهو :
ماذا يكون مصير الجبهة الثورية ومصير تحالف قوى (نداء السودان ) ، إذا وافقت الحركة الشعبية الشمالية على المفاوضات الثنائية الجزئية مع حكومة الخرطوم ، تاركة حركات دارفور في السهلة ، وتحالف قوى (نداء السودان ) في الصقيعة ؟ الجواب عند الجليل الرحيم !
رابعاً ً :
الأمر السادس حدث في يوم الثلاثاء 4 اغسطس 2015 وفي الخرطوم عندما صرح السفير المتجول ديفيد سافريستاين ، والذي يعمل مستشاراً للرئيس اوباما ولوزير خارجيته جون كيري في موضوع الحريات الدينية ، صرح بأن التقارير عن السودان في موضوع الحريات الدينية تركز على السلبيات وتضخمها وهي قليلة ، وتهمل ولا تاتي على ذكر الإيجابيات وهي كثيرة . وذكر السفير ديفيد سافريستاين كمثال لهذه الإيجابيات تصريحات وافعال الرئيس البشير التي تؤكد على دعمه الكامل للتعايش السلمي بين الأديان في السودان ، وإعتبر السفير منهج الرئيس البشير في إحترام الأديان نموذجاً فريداً خليق بالإحتذاء في بقية دول العالم .
لا يجب عزل تصريحات السفير ديفيد سافريستاين في موضوع الأديان عن السياق العام للسياسة الامريكية في السودان ، فهذه من تلك ، وهو موظف خدمة مدنية ينفذ الإستراتيجية السياسية الأمريكية في السودان .
نواصل في الحلقة الثالثة ...
أحدث المقالات
- هل تاريخ بكري حسن صالح يؤهله لمحاربة الفساد بقلم جبريل حسن احمد 08-12-15, 07:55 PM, جبريل حسن احمد
- الرقم الوطنى والجواز الجديد : القاعدة والإستثناء ! بقلم فيصل الباقر 08-12-15, 07:53 PM, فيصل الباقر
- أسانسير حضرة الوزير!! بقلم عثمان ميرغني 08-12-15, 07:48 PM, عثمان ميرغني
- هل نقتدي بالحياء الأمريكي؟! بقلم الطيب مصطفى 08-12-15, 07:43 PM, الطيب مصطفى
- أو أحدهم ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-12-15, 07:41 PM, الطاهر ساتي
- من أجل جامعة أمدرمان الأهلية..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-12-15, 02:45 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- نكتة جديدة لنج (مشكلة الهلال والمريخ)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-12-15, 02:43 PM, فيصل الدابي المحامي
- الحتات كلها باعوها .. وانت تتلفت بقلم شوقي بدرى 08-12-15, 02:41 PM, شوقي بدرى
- والعاملين عليها يبتلعون 32% من حصيلة الزكاة بقلم مصعب المشـرّف 08-12-15, 02:39 PM, مصعب المشـرّف
- كيف(صفع) وزير العدل السابق محمد علي المرضي لويس مورينو اوكامبو بقلم جمال السراج 08-12-15, 02:36 PM, جمال السراج
- التسامح الديني ومحنة الكنيسة الانجيلية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-12-15, 06:10 AM, حيدر احمد خيرالله
- يا مغيث ... يا منقذ يونس من بطن الحوت بقلم حسين الزبير 08-12-15, 05:35 AM, حسين الزبير
- لن يستقيم الوضع فى جبال النوبة والعود اعوج بقلم الزاكى دبة 08-12-15, 02:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- حقيقة الخلاف بين الرئاسة والحكومة الإسرائيلية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-12-15, 02:10 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- كسرة وعصيدة!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-11-15, 10:36 PM, صلاح الدين عووضة
- مساخر آخر الزمان! بقلم الطيب مصطفى 08-11-15, 10:33 PM, الطيب مصطفى
- يحتاج لأكثر من وقفة بذات الصراحة والوضوح بقلم نورالدين مدني 08-11-15, 10:31 PM, نور الدين مدني
- موسم العويل ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-11-15, 10:28 PM, الطاهر ساتي
- حقائق وأرقام في طريق الثورة التصحيحية داخل العدل والمساواة السودانية بقلم حذيفة محي الدين محمد 08-11-15, 10:22 PM, حذيفة محي الدين
|
|
|
|
|
|