· بعد فوز منتخبنا للناشئين على الكاميرون في المباراة الأولى بالمرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا للناشئين بنتيجة 4/2 كتبت مقالاً رأيت أن أعيد نشره اليوم بعد الخروج المحزن للصغار إثر هزيمتهم في الكاميرون 5/،1 وسأبين لاحقاً لماذا أعيد نشره في هذه المساحة. يومها كتبت تحت عنوان " مهمة عسيرة لناشئي السودان ما يلي: · لم يبق لتحقيق حلم صعود منتخبنا للناشئين إلى نهائيات أمم أفريقيا سوى خطوة واحدة، لكنها الأصعب في رأيي. · قد يقول قائل أن صغارنا أظهروا مقدرات ومهارات تمكنهم من تحقيق الانجاز في مباراة الرد أمام منتخب الكاميرون، لكن علينا أن نتذكر أن المنافس قد سجل هدفين في ملعبنا. · هؤلاء الصغار يحتاجون لدعم معنوي حقيقي قبل مباراة الرد الصعبة. · والدعم المعنوي المقصود لا يكون بالطبع بالتهليل لما تحقق حتى يومنا هذا، بل بالتركيز على سلبيات المباراة الفائتة التي مكنت رماة منتخب الكاميرون من معادلة النتيجة لمرتين متتاليتين. · على الجهاز الفني للمنتخب والقائمين على أمره ( إن وجدوا) أن يكونوا أكثر يقظة ووعياً في تعاملهم مع الخطوة الأخيرة المنتظرة. · عليهم أن يتذكروا جملة من الأمور ويضعونها في الحسبان. · أول هذه الأمور أن هؤلاء الفتية الصغار قد وجدوا دعماً جماهيرياً كبيراً سيفتقدونه بلا شك في مباراة الرد. · وثانيها أن صغار الكاميرون الذين تمكنوا من التسجيل مرتين في ملعبنا ستتوفر لديهم الرغبة والعزيمة للتسجيل بمعدل أكبر في المباراة التي ستُلعب بأرضهم ووسط جماهيرهم التي ستدعمهم مثلما دعم جمهورنا منتخبه. · أما ثالث هذه الأمور فهو أن الركون للدفاع في مثل هذه المباريات يهزم اللاعبين معنوياً في بعض الأحيان، سيما إن كانوا صغاراً في أعمارهم وتجاربهم، ولهذا يفترض أن يلعب الجهاز الفني مباراة الرد بتوازن دقيق. · ورابع الأمور هو أن المنافس صاحب اسم ووزن كبير وعلينا ألا ننسى في غمرة فرحنا بما تحقق وتركيزنا على تحقيق انجاز هذه المرة أنهم بهذا الاسم الكبير يتوقون لذات الانجاز ربما أكثر منا. · وآخر هذه الأمور هو أن التحكيم الأفريقي قد عودنا على الانحياز لأصحاب الأرض، خاصة عندما يكون فارق الأهداف صغيراً كما هو الحال الآن. · وفي هذا الشأن بالذات لابد من تهيئة اللاعبين بأفضل ما يكون حول كيفية التعامل الجيد مع حكام المباراة والسعي الدائم لاحراجهم وعدم منحهم أي فرصة للتحامل عليهم ومساعدة المنافس بأي شكل باعتبار أنه يلعب في أرضه. · ولو كان لدينا مسئولين حقيقيين باتحاد الكرة لطلبنا منهم أن يستعينوا بخبراء نفسيين - وما أكثرهم في بلدنا - من أجل إعداد هؤلاء الصغار كما يجب قبل مباراة الرد الحاسمة · لكن المؤسف والمحزن أن ضباط اتحاد الكرة يهيمون في وادِ غير وادينا ولا يهمهم سوى ما يمكن أن يحققونه على الصعيد الشخصي. · ولهذا قلت وما زلت أكرر أنه حتى لو تسنى لصغارنا أن يحققوا نتيجة جيدة في مباراة الرد تؤهلهم للنهائيات، فسوف نحسب ذلك لمجهوداتهم الذاتية ومهاراتهم الشخصية، ولا يمكن أن ننسبه لعمل منظم ومدروس لتحقيق مثل هذا الحلم إلا إذا مسنا الجنون. · نتمنى لصغار منتخبنا بلوغ النهائيات بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في المباريات السابقة... انتهى مقال الأمس. · أما لماذا أعدت نشره اليوم، فالسبب هو أنني أود التأكيد على أننا نبدو كمن يؤذن في مالطا فعلاً لا قولاً، مع أن ما نكتبه هو كلام (الكورة) الذي يفترض أن يصغي له ويفهمه كل من له أقل علاقة بهذه المستديرة. · أشرت في المقال السابق إلى ضرورة الإعداد المعنوي لناشئينا ليتضح لي لاحقاً أن عديمي الضمير من القائمين على الأمر لم يتكفلوا حتى بتذاكر سفر الفريق لأداء مباراة الرد. · ولك أن تتخيل عزيزي القارئ منتخباً وطنياً يصبح بينه وبين التأهل لنهائيات قارية مباراة واحدة فقط، وتعجز دولته بكاملها عن شراء تذاكر السفر للاعبيه!! · هذا لا يحدث إلا في السودان. · والغريب العجيب أن الوالي هارون أعلن يوم فوز صغارنا على الكاميرون في الأبيض عن تحفيزه لهم بمبلغ مائة مليون جنيه! · فيكف يُحفز لاعبو بالملايين، بينما لا توفر لهم قيمة التذاكرة للسفر بغرض أداء المباراة التي يفترض أن يحصدوا عبرها ثمار ما زرعوه!! · والأعجب أن أحدهم أعلن في الأبيض أيضاً عن تكفله بتذاكر سفر المنتخب إلى الكاميرون! · وقبل أن نسأل الرجل عن وعده الكذوب نبدي دهشة حقيقية تجاه ما يجري في بلدنا، ونتساءل أيضاً لماذا يحتاج الأمر لـ ( دق الصدر) وتكفل الأفراد ببعثات تمثل الوطن؟! · أين وزارة الشباب والرياضة؟! · وأين اتحاد الفشل والفساد وانعدام الحس الوطني؟! · لماذا يصرف هؤلاء المترفون أموالا ًلا تحصى في رحلاتهم لحضور أي قرعة في سويسرا أو القاهرة، بينما يضنون على المنتخبات بقيمة التذاكر؟! · أين الأموال التي تدعمكم بها الفيفا يا من لا تملكون ذرة إحساس أو غيره على البلد؟! · كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل وقد تفاءل الكثيرون بالأمر بعد كسب الجولة الأولى وتسجيل أربعة أهداف. · لكنني لم أتفاءل كثيراً وكان رأيي الدائم وما زال هو أن الأندية والمنتخبات السودانية لا يمكن أن تقوم لها قائمة في ظل ما نعيشه في هذا البلد المكلوم. · لكن لم أتوقع أن يصل الأمر إلى درجة عدم توفير تذاكر سفر لبعثة منتخب الناشئين بعد الضجيج الذي أحدثه قوم تعودوا أن يستغلوا كل سانحة وأي نصر يتحقق ولو بالصدفة لكي يطبلوا لأنفسهم ويزيدوا بالتالي من فرص سرقاتهم التي لا تنتهي. · حزنا لهؤلاء الصغار الذين قدموا مجهوداً كبيراً ومقدراً وكانوا على مقربة من بلوغ النهائيات. · لو كانوا في بلد آخر غير السودان لفاض الدعم قبل جولتهم الأخيرة ولربما تمكنوا من التغلب على ناشيء الكاميرون في عقر دارهم. · لكن لا تحزنوا أيها الصغار فذنبكم الوحيد وقدركم هو أنكم تمارسون الكرة في بلد اسمه السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة