إعترف الترابي بعد موته، أن نائبه في الجبهة القومية، علي عثمان محمد طه وسيد صعاليك الانقاذ الشهير ب:نافع علي نافع، دبّرا محاولة إغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك!
نبوءة الشهيد محمود تتحقق في الجماعة: (وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلي ليل ، وسوف تنتهى بهم فيما بينهم ، وسوف يقتلعون من ارض السودان) يواصلون الكيد لبعضهم حتى بعد الموت، ما لم يعترف به الترابي بعد هو انه ان كان تلامذته الاوفياء قد دبروا محاولة اغتيال حسني مبارك، فإنه شخصيا أشرف معهم على الانقلاب الذي أدّى لاغتيال وطن، ادى لموت الملايين وتدمير وطن كان قد خرج للتو منتصرا من منازلته مع السفاح السابق نميري، وبدأ يرتّب في أحواله ليحقق الانتصار على مشاكله الموروثة، على عصبية القبيلة، على الاستبداد والجهل والفساد، ليحقق دولة القانون التي يتساوى أمامها الجميع وتنحاز للفقير وتعادي كل جبار ظالم مفسد.
ربما ذاق الترابي مرارة الظلم حين إنقلب عليه التلاميذ الذين صنع منهم (رجالا) وكان يعدهم ضمن القوة التي يعد ورباط الخيل، إستعدادا لاستعادة مجد الخلافة. وسيكون شعوره بالتجاهل والغدر أكثر من شعوره حين أبلغوه بمحاولتهم إغتيال مبارك، لكنه بالطبع يتحامل على جروحه ويفتح جروحا تضمن آلاما دائمة وإنتقاما مكلفا، وهاهو أول الغيث اذ يعلن عدد من المحامين المصريين اعتزامهم ملاحقة من ذكرهم الترابي في اعترافاته! أنه: إنتقام يمتد الى ما بعد الموت!
ومن سينتقم لوطن تزلزلت أركانه من وطاة الظلم الذي طال كل مواطنيه على ايدي العصابة التي اتى بها الترابي؟ من سينصف ملايين الضحايا؟ مئات الوف الارامل والثكالى واليتامى، من سينصف من تفرقت بهم السبل، من ضاع مستقبلهم ومستقبل أطفالهم بسبب تخلي الدولة الظالمة عن مواطنيها وغمطها لحقوقهم المشروعة في الصحة والتعليم، في الحرية وحكم القانون؟
يعيش كل أهل السودان على أمل تحقق الجزء الأخير من نبوءة الشهيد محمود محمد طه: وسوف يقتلعون من ارض السودان !
المدهش أن العصابة ومثلما سعت بكل إمكانيات وطننا على وأد بذور الثورة في النفوس، وشغل الناس بكل شئ حتى لا يتبق وقت لترف التفكير في الحرية او في الحقوق الضائعة، وتدفع بالشباب الى الصحارى بحثا عن وهم الثروة، أو تدفع بهم الى خياراتها الاخرى: إما رمضاء المخدرات او نار داعش!
المدهش أن العصابة التي أصمّت آذاننا بالغناء (للثورة المجيدة) التي إستعادت هيبة السلطة، وقدّمت القيادات (المخلصة) (العفيفة)!!
تسعى الان وبنفس الهمة لينس الناس ذكرى الانقلاب المشئوم الذي فتح باب الاستبداد والفساد على مصراعيه. ووجه إمكانات الدولة الى جيوب منسوبيها المفسدين، وما يتبق من موارد يذهب لدعم شن الحرب على أهل وطننا، لتأمين كراسي السلطة،
وليذهب المواطن وحقوقه الى الجحيم.
يتجاهل راديو العصابة ذكرى (الثورة المجيدة) ويتناسى شعاراتها: نأكل مما نزرع، فلم نأكل ولم نزرع، فقد باعوا الأرض وباعوا كل شئ يصلح للبيع، ونلبس مما نصنع! فلم نلبس ولم نصنع! وأمريكا وروسيا قد دنا عذابها! بينما لم يدن سوى عذاب أهل السودان. الذين عذّبتهم الانقاذ في بيوت أشباحها ومن كان حسن الحظ ولم يدخل بيوت الاشباح، صار في عهد (الثورة المجيدة) شبحا يضرب في الارض دون هدى.
إنها مأساة شعب تسلطت عليه عصابة من القتلة المفسدين ، إرتكبت من الجرائم ما يندي له جبين الانسانية.
وسيأتي أوان الاقتلاع ولو كره المجرمون! فتكاثف الظلم والظلام لن يكون سوى علامة قرب بزوغ الفجر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة