يروي مدير جامعة النيلين أن طبيباً أردنياً معروفاً اصطحب ابنه للدراسة بالسودان.. الطبيب الأردني كان واقعاً تحت تأثير السمعة الطيبة والتاريخ العريق للجامعات السودانية ..أصر الرجل أن يدرس ابنه الطب بإحدى الجامعات العريقة جداً ..لم يكن الابن مرحباً بالفكرة وفي مخيلته الصورة النمطية السالبة عن بلادنا..المهم جاء الرجل وابنه إلى مقرن النيلين وذهبا معاً للجامعة لإكمال إجراءات التسجيل.. حان موعد الصلاة فدخل الأب إلى حيث قضاء الحاجة.. من هول ما رأى وشم هرول الرجل لأخذ ابنه عائداً إلى جامعات أخرى تملك على الأقل مرافق صحية نظيفة. نائب مدير جامعة النيلين تلا علينا عرضاً تقدمت به نيجيريا عبر سفارتها بالخرطوم.. بعثة طلابية من تسعة آلاف طالب لدراسة الطب بجامعة النيلين .. العرض يشمل دفع الرسوم بالعملة الصعبة..إدارة الجامعة حركت فمها بتلك الطريقة التي توحي بالجوع المصحوب بعدم القدرة على الالتهام ثم اعتذرت عن السانحة التي لن تتكرر.. حسناً الآن بالجامعة عدد من الطلاب العرب منهم نحو خمسين قطرياً ..الطلاب الأجانب يدرون نحو خمسة ملايين دولار سنوياً..هنالك طلب متزايد تكبحه عوامل من بينها تلك الرائحة الكريهة بجانب ضيق المواعين. إدارة جامعة النيلين تحت قيادة البروفسور محمد الأمين أحمد لديها القدرة على الأحلام السعيدة القابلة للتحقق.. في وقت وجيز فتحت منافذ للتعاون مع جامعات أوروبية .. تسعى النيلين الآن لفتح مراكز خارجية في عدد من الدول من بينها تركيا.. لذات الجامعة خطة طموحة لبناء جامعة جديدة بتكلفة (٢٥٠) مليون دولار.. التمويل ليس مشكلة كبيرة كما بين المدير في تنويره الصحفي البارحة..عدد من المؤسسات المصرفية على كامل الاستعداد بجانب مستثمرين أجانب..دراسة الجدوى والتصميم الهولندي للخرط جعل المشروع جاذباً. اعتقد أن جامعة النيلين صممت المشروع الجيد في المكان الخطأ..إدارة الجامعة ربما تحت الإحساس بظلم أهل الشرطة والسلطة تصر على إقامة الحلم الجديد في وسط الخرطوم..أو بالأحرى في ذات المكان الحالي للجامعة .. صحيح أن مدير الجامعة قدم دفوعات كثيرة لهذا الإصرار إلا أنني مازلت أرى من الأفيد أن تخرج الجامعة من ضيق اللحود بوسط الخرطوم إلى مراتع الريف الرائعة.. جامعة النيلين تمتلك فضاءات واسعة في المنطقة الواقعة بين ولاية الجزيرة والخرطوم ..كما لها آلاف الأفدنة في منطقة الخوجلاب في الخرطوم بحري. في تقديري.. من الأفضل أن تستثمر جامعة النيلين في المستقبل.. تزيد مساحة الحلم إلى جامعة جديدة ليس لها من النيلين إلا الاسم.. جامعة بمواصفة عالمية تضع نصب أعينها السوق الخارجي .. تدرس بالإنجليزية ملحقة بها كلية تحضيرية مصممة لذوي السعة الذين يطمحون في إكمال دراستهم بالخارج.. جامعة في الريف القريب من الخرطوم بها مجمعات سكنية للأساتذة والطلاب.. تحيط بها مزارع تجريبية ومعامل مرجعية. بصراحة ..لو كنت والي الخرطوم لهاتفت مدير جامعة النيلين عارضاً عليه كل البنية التحتية المطلوبة ..هذا الحلم حتى يتحقق لا يحتاج أكثر من شوارع معبدة وخدمات مياه وكهرباء.. بعدها ستصنع جامعة النيلين وسطاً حضارياً نظيفاً في جهة بعيدة من وسط الخرطوم.. حان الوقت لمنح أبناء جامعة النيلين فرصة..طال احتكار جامعة الخرطوم والكلية الحربية لفضاءات العمل العام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة