في فبراير من العام ٢٠٠٠ سادت ربكة في القصر الجمهوري بالخرطوم..غاب رياك مشار مساعد رئيس الجمهورية في ظروف غامضة..رجال حول مشار أكدوا ان زعيمهم جمع بعض الأوراق من مكتبه ووعدهم بالالتقاء لاحقا ..لكن مشار أضاف لغيابه زخما جديدا حينما دفع باستقالة من جميع مناصبه معلنا تكوين حركة مسلحة جديدة..امتاز رياك مشار بقدرته على مغادرة المسرح في الوقت المناسب..فعلها مع دكتور جون قرنق حينما انشق عليه مطلع التسعينات ..ثم صالحه قبل العودة للخرطوم..في جوبا حينما اشتم ان الجنرال سلفاكير يدبر في مكيدة تقطع الرؤوس انسحب في جنح الليل..مشار في طريقه الان الى جوبا محروسا باتفاق دولي.يظل مبارك الفاضل اقرب السياسيين في السودان لنموذج رياك مشار..الفاضل منذ دراسته في جامعة بيروت انغمس في السياسة ودروبها الوعرة ونال حكما غيابيا وهو مازال شابا وذلك عقب فشل انقلاب الجبهة الوطنية الموسوم بحوادث المرتزقة عام ١٩٧٦..كان الفاضل قريبا من الجبهة الاسلامية بعيد انتفاضة ابريل ١٩٨٥.. بل يعتبر الداعم الأساسي للتقارب بين حزب الامة والجبهة الاسلامية الذي انتج حكومة الائتلاف الوطني..حينما قلبت الجبهة الاسلامية الطاولة لم تتمكن من اعتقال الفاضل الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية ..بعيد انقلاب الانقاذ تحرك الفاضل بفاعلية مكونا مع اخرين التجمع الوطني المعارض.مما يؤخذ على مبارك الفاضل عجلته في حصد النتائج حتى نال لقب (البلدوزر)..في العام ٢٠٠٢ وبعد ان قصمت المفاصلة ظهر الاسلاميين ظن الفاضل ان الوقت مناسب للمصالحة مع الجناح العسكري للجبهة الاسلامية..حينما لم يأخذ الامام بنصيحة ابن عمه مضي الفاضل مباشرة الى القصر الجمهوري واصبح مساعدا لرئيس الجمهورية..بعد سنوات قليلة جداً اكتشف مبارك الفاضل ان اهل الجبهة قيدوه بحرية السلطة الناعم وجعلوا من قصر الرئاسة سجنا كبيرا له.بعد ان خرج المبارك من القصر هائما اتخذ القرار الصحيح وحل حزبه منخرطا في حزب الامة القومي..بعض قادة حزب الامة لم يرحبوا بعودة الرجل المزعج..الامام الصادق الساعي لتكريس الخلافة في بيته الصغير توجس خيفة من بريق ابن عمه..بين هذه وتلك تحرك مبارك الفاضل بين المدائن العالمية ..حينا يقترب من الحركة الشعبية ووقتا اخر يتفرغ لأعماله التجارية .قبل ايام عاد مبارك الفاضل للخرطوم..اعلن عن مؤتمر صحفي في دار والده بشارع البلدية بالخرطوم ..تحدث مبارك عن تكوين هيئة شعبية لتوحيد حزب الامة أوكل رئاستها للسيد الهادي احمد المهدي اقرب حلفائه غير المعلنين..غازل الحكومة حينما انتقد مقترح الحكومة الانتقالية..المؤتمر الصحفي وما تلاه من ظهور اعلامي كثيف يؤكد ان مبارك الفاضل يخطط لخطوة ما.خطوة مبارك القادمة ربما تكون تقاربا جديدا مع الحركة الشعبية التي فقدت سند حركات دارفور التي شقت عصا الطاعة..وربما يكون ايضا تحالفا مع حركات دارفور التي تحتاج الى لافتة قومية بعد سقوط كيان الجبهة الثورية عقب اجتماع باريس الذي رفض تمرير رئاسة الجبهة لدكتور جبريل ابراهيم..وحينما ننوه ان مبارك الفاضل ارسل برقية تأييد لملك السعودية الجديد عقب عاصفة الحزم مخالفا موقف امام الانصار المتحفظ على حرب اليمن تكتمل الصورة التي تفيد ان الفاضل قد مل الجلوس على هامش المشهد السياسي.في تقديري..ان على مبارك الفاضل الصبر والتريث..استمراره في عضوية حزب الامة ولو كره الكثيرون افضل له من خطوة غير محسوبة العواقب..حظوظ مبارك كبيرة جداً في وراثة هذا الحزب العريق..السنوات تتقدم بسرعة والامام يعد في خليفته ببطء ..سيخطف مبارك الإمامة كما خطفها الصادق من عمه الهادي المهدي..كل ذلك فقط اذا صبر على انتظار دورة الحياة .بصراحة ..ليس لولي العهد الانتظار فقط بل الدعوة بطول عمر جلالة الملك.http://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/56351-2015-11-29-11-01-54.htmlhttp://akhirlahza.info/akhir/index.php/2011-04-07-15-00-26/2012-03-22-12-59-12/56351-2015-11-29-11-01-54.html أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة