من خلال اطلاعي على المواقع الالكترونية للنظام ومواقع الشباب المعارض الذي يمثل الشعب لأنه لا يعمل تحت سلطات أحزاب المعارضة ولا أحزاب الفكة، من خلال اطلاعي على هذه المواقع ومن خلال خطابات النظام بدءا من رأسها وانت نازل تكشف بوضوح أن المواجهة الآن باتت بين الشعب والحكومة ، خطاب البشير يدعو الشعب لاستخدام العنف وخطاب الشعب يرفض ويدعو إلى السلم، وخطاب ابراهيم محمود يدعو الشعب الى ترك العصيان والبدء في الانتاج (الذي فقد كامل بنيته التحية) وبين الشعب الذي يرفض ذلك ويستمر في الدعوة للعصيان.. الأحزاب تقف بعيدا ، والشعب يعزل النظام كل يوم ، والنظام يعزل نفسه بخطاباته المعادية للشعب ، النظام يفقد هدوءه والشعب يطالبه بضبط النفس ، النظام يدعو الى القتل والشعب يدعوا إلى السلم ، والقصة جايطة. يفقد النظام أي مبرر أخلاقي لوجوده حتى الشعارات والخطابات الدينية حفظ الشباب صيغها وأنساقها وأسبابها وبواعثها والغرض منها فأخذ يستعمل ذات الصيغ الدينية لتأكيد عزلة النظام أخلاقيا ودينيا وتعبويا . لقد أصبح تواجد الحكومة والحاجة إليها إداريا فقط ، من حيث اضطراد وانتظام عمل المرافق العامة لتقديم خدماتها إلى المستفيدين من الجماهير ، لا أكثر ولا أقل ، الإعلام الحكومي فقد بوصلة الربط المعنوي بين الشعب والنظام سياسيا ، وصار خطه مكرورا ومعادا بشعارات قديمة ، وتخويف هازل وممجوج من الوقوع في هاوية العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال وخلافه ، هذه الفزاعة لم تعد تنتج أثرها في المواطن ، كذلك فإن فزاعة أمريكا واسرائيل لم تعد تجدي هي الأخرى ، لقد انكشف النظام وتعرى من رأسه وحتى أخمص قدميه ، وصار الشعب فاعلا بعد أن كان مفعولا به ، صار يعزل النظام ، وأعتقد أن المرحلة القادمة هي استفاقة العديد من العاملين في مرافق الدولة المختلفة من الجيش والشرطة والقضاء وخلافه من الوسن ، وانضمامهم بإرادة حرة إلى إرادة الشعب ، وإذا كان الانتماء هو تقدير موقف فإن صغار العاملين بجهاز الأمن والمخابرات ربما ينضووا هم أيضا تحت مسيرة الجماهير ، ولن يبق إلا الرؤوس الكبيرة التي أزف قطافها. على البشير أن يدرك بأنه يلعب في الزمن الضائع ، بل خارج الزمن تماما ، وأنها قد بلغت الحلقوم ، وأن عليه أن يترجل بسلمية كما دعا إليها الشعب . ويمكنه أن يأوي إلى ركن رشيد ، فيجاور الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ، زاهدا في السلطة وحينها ربما يغفر الشعب له وربما لا. 16 ديسمبر20016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة