فى حوارٍ من حلقات، لإذاعةِ "عافية دارفور" مع السيد مِنَّاوِى، بمناسبةِ مُرورِ (15)عام على قيامِ الحركة، سأله المُذيع عن صحَّةِ القول بأنَّ حركة تحرير السودان التى يقودُها قد إضْمَحلّت عسكرياً وسياسياً وصارت شركة خاصة له ولعشِيِّرَتهِ وبعض الذين يمتطون ظهرها إلى الخرطوم لتولِّى وظائف هُناك؟.. وقد إستندَ المذيعُ إلى مقالاتٍ كتبناها ونشرناها فى الأسافيرِ.. أنكرَ مناوى ذلك "كعادته"، وبدأ يفنِّد ويكشفُ القِناعَ عن هيئة قيادة الحركة، وركّزَ أنَّ قيادة الحركة هى "ليوجيرقا" أو مجلس قبائل!. فطفقَ يهْزِى بأنَّ نائبَ الرئيس من قبيلةِ كذا والمساعد الفلانِى من قبيلة "غَزِيَّة"، وإنْ غوَتْ غويتُ وإنْ ترشُدْ غزيَّة أرْشُدُ. وقال أنّ (عبد العزيز سام ومن معه، هؤلاء مُجرِمين أجرموا فى حقِّ الحركة!). ولم نعُدْ نُريدُ العدْلَ من هذا، لأنّه مستحيل! فقط نُطالِبهُ بتوزِعِ الظُلمِ بطريقةٍ عادِلة. والسؤال هو: من هو المُجْرِمُ حقّاً؟ وما هو الجُرم الذى إقترفه هؤلاء؟ وطالما هم كذلك فلماذا لا يكُفَّ مناوى عن مطاردَتِهم وإرسال الوسيط تِلو الوسيط لإستردَادِهم وهُمْ رآفِضُون؟.. هل "وَحَشُوه" أم أنّ غِمارَ حرّبِهم قد صعُبَ عليه وعلى رهْطِه؟. ولماذا يريدَهُم أن يعودوا إليه طالما هم مُجرِمُون، هل مِنَّاوِى وَكَرْ إجْرَام؟.. لماذا كل هذا التناقض؟. على أىِّ حال سيبينُ المُجرمُ من غيرهِ، فتمَهّل و وَآصِل القراءَة. هل تقديم المذكورين لمذكِّرةٍ إصلاحية ضدّ مناوى لمجلس التحرير الثورى جريمة؟. والذين تقدّمُوا بالمذكِّرة يعلمُون يقيناً أنّ مناوى قد عقرَ المجلس وأقعدَه يومَ أن قامَ مُنفرِدَاً بإسقاطِ عضوية أكثر من نِصفِ أعضاءه، علماً بأنّ المجلسَ مُنتخبٌ من المؤتمرِ العام للحركة وليس لرئيِّسِ الحركة ولا أىِّ مؤسسة غير المؤتمر العام الحَقَّ فى إسقاطِ عضوية مجلس التحرير الثورى، والوآجب الأول لرئيس الحركة هو صون أجهزة الحركة وليس نحْرِها. أمْ صاروا مُجرمِينَ لأنَّهم قالوا فى مذكِّرتِهم أنَّ دورةَ وُلآية مِنَّاوِى دورتان كحد أقصى، وكل دورة مُدَّتها سنتان، وقد إنتهت ولايته الشرعية منذ أمدٍ بعيد(7) سنِين؟ وأنَّ مناوى يرأس الحركة الآنَ غِلابَاً، عُنوةً وإقتِدَراً مثل كل الطُغاة. ورُؤساء الدول "التوتاليتارية" أفضلَ منه لأنهم يسْتَحُونَ من دساتِيِرهم فيجلسون لتعديلِها لمَدِّ فتراتِ رئاستِهم. أمّا مِنَّاوِى فيدُوسُ على دستورِ الحركة ويبصُقُ عليه ويسْدُرُ فى طُغيَانِهِ وغَيِّهِ، ويعتبرُ الدستورَ كأنْ لَمْ يَكُنْ!. لذلك هو الآن فى الوُلايةِ السادسة (11) سنة، وكلّ دورة وأنتم بألفِ خيرٍ، وصَحّة وسَلامة. أم أنهم مجرمون لأنَّهم قالوا أنّ مناوى فشل فى الحفاظِ على الحركة لأنّه ليس أهلاً للقيادة ؟ وأنّه ضيّع جيشها الذى كان قوَّةً ضارِبة فجعله مناوى رآفِدَاً رئيساً يغذِّى الجيش الحكومى بخُرُوجِهم المتكَرِّر من صفوف الحركة وإلتحاقهم بصفوف جيش الحكومة؟ وما جَبَرَهُم على المُرِّ إلا الأمرَّ منه، وهو سُوء طَوِيَّة وإدارة مِنَّاوِى. وليس هناك ما هو أشدَّ مرَارَةً من ظُلمِ مِنَاوِى لرفاقِه فيضطرُّوا إلى الهرَبِ من جَحِيمِ إدارتِه الفاشلة، إلى احضَانِ العدُو، مُستجِيّرينَ من الرمْضَاءِ بالنَّارِ؟. وأصحاب العقول الضيِّقة والتصوُّرَات والتصْويِرَاتِ الخاطئة ينمَازُونَ دوماً بأخْيِلةٍ رحِبة تصوِّرُ لهم ما يشاؤون أن يحدُثَ، فتخيّلوا وأشاعوا وأعلنُوا أننا سوف نصْدِرُ بياناً ونخرجُ مغاضبينَ ونذهبُ إلى الخرطوم للإلتحاق بالحكومة هناك!، و رَوّجُوا الكذبَ والإشاعات وتفنّنَوا فى كيلِ عباراتِ التخوين هو وإخوته "الأسباط". فلوَّثُوا الجو بغُبارٍ كثيف، وفَسُوا فسَاءً نَتِنَاً كريهاً آذانَا وأهلُنا أيِّما أذَى. وآلمَ رفاقنا وزُملائنا الذين طالما أحسنُوا الظنّ بنا عُمْرَاً. ولكنّ الحمدُ لله على كلِّ حال، خاب فألَهُم، وساءَ ظنّهم، وحاقَ بهم مكْرهم السيِّئ. أم أنّ الذين تقدّموا بالمذكرة الإصلاحيّة مجرمُون لأنّهم قالوا أنَّ جماهير الحركة التى انتخَبتْ مِنًّاوِى قد سلّمَته حركةً مِلءَ السمعِ والبصر، بحَجِم "جبل مَرَّة" فأحَالها بضيق أفقِه هو و رهْطِه إلى "بَرْوَة" صغيرة بحَجمِ القرية التى أخرجتهُ؟!. والشاهدُ على ما نقولُ أنّ اليومَ قد رأى الناسُ "حميدتى" وهو يتجولُ مُتبخْتِرَاً فى مضاربِ مناوى ومَسقطَ رأسِه، وتحدَّثَ مُطمْئِناً الأهالى هناك أنّهم سيكونون بخير ما تخلّوا عن إبنهم مناوى وإجتنَبُوا غرورَهُ وتعالِيه الأجْوَف! والرسالة وآضِحة. وقدَّمَ حميتِّى لمنطقةِ مناوى مشاريع تنمية لمْ يقدِّمُها هو للمنطقة عندما كانَ يشغلُ وظيفةً كبيرة فى مؤسسةِ رئاسة الجمهورية. ونظلُّ نتسائَلُ: من أكثر إجْرَاماً،"نحنُ" أو مناوى الذى أرسلَ جيش الحركة ليعْمَلُوا مُرتزَقة فى دُولِ الجوار لمصلحتهِ الشخصيَّة؟ ثم تنَكَّرَ لمن قضوا منهم هُناك بنفيهِ المكرُور أنَّه "لا توجد قوات للحركةِ خارج البلاد!". فمن المُجرم بِحقّ يا هذا؟. ونسألُ مِنَّاوِى كأولياء دَمْ: أين قُتِل إبننا/ طارق الطاهر سبيل عبد الرزّاق(حمَادَة) قبل شهرين من الآن؟ وهو من أفراد أسرتى، وآلِدُه إبن عمى، والأسرة فى إنتظارِ رد مِنَّاوى الذى يُسمِّى الناسَ مُجرمِين.. هذا هو الحد الذى وصلت إليه الحركة تحت قيادته وما زال يكذبُ ليتجَمّل، ولكن سيزدادُ قُبحَاً لكّما حاول. فيجب أنْ يسكُت، وأنْ لا ينبُسَ ببِنِتِ شَفّة، وأن يترُكَنا ما تركْنَاهُ. ونقولُ لإذاعةِ "عافية دارفور" المتخصصة فى تلميعِ قادة الحركات المسلحة "أمرَاء الحَرْب"، إذا رأيتى أنْ تستنِدى فى عملِك إلى حقوقٍ أدبية مملُوكة للغيرِ "Intellectual Property" فإنَّه لا يُستساغ أنْ تجعلَى من حقوقِنا الأدبية موضوعاً ومَطِيِّة فى حواركِ لشخصٍ آخر دون إخطارِنا وإحضارِنا معه لحِمايةِ مُنتَجِنَا الأدبى، والدفاع عن وُجْهَةِ النظرِ الوآرِدة فيه، فذلك ليس من حَقِّكِ فأعلِمى. نُكرِّر، إذا أرَادت إذاعة "عافية دارفور" أن تلقِىَ الضوءَ على ما كتبْنَا ونشرْنا حول أى موضوع فعليها أن تُقيمَ مناظرة Debate تجمَعُنا بهؤلاءِ لأنَّنَا أصحاب الحق فيما إستندت إليه "عافية دارفور". ولا أحدَ يعرفُ ما كتبْنَا أو من هو مسؤولٌ عنه أكثرَ مِنّا. أمَّا أنْ تتِيْحَ لهم "عافية دارفور" مساحات وآسِعة للإنفرادِ بتناوُلِ حُقوقِنا، التى لم ننْشُرَها فى إذاعة عافية دارفور، بل نشرْنَاها فى غيرها من الوسائلِ المُتَاحة، ثم تأتِى بكذّابِين يزيِّفوا الحقائق، وينْكِرُوا ضوُءَ الشمسِ من رَمدٍ، وطعمَ الماءِ من سَقمٍ؟. فذاكَ ما لا يَجْمُل عقْلَاً ولا عَدْلَاً، ويجب أنْ لا يتكَرَّر. ثُمًّ إلى الإحتفال بالعيدِ (15) لقيامِ الحركة، صحيح؟.. عادة فى مثل هذه المناسبات يُقدِّمُ الرؤساء خطابات بالإنجازات والإخفاقات، فماذا حوَى خطاب مناوى من إنجازات وإخفاقات؟ لم أقرأ أو أسمع الخطاب، إن كان هناك ثمّة خطاب. ولكن لا يوجد إنجاز ليُضمّن فى خطاب، كُلَّه فشلٌ فى فشل. ويجب عليه سرد إخفاقاته التالية فهى من صُنعِ يديّهِ وَحْدَهُ: 1. آخر مرّة إجتمعت فيه قيادة الحركة فى معنى الرئيس ونائبه ومساعديه كانّ فى منتصف ديسمبر 2012م عندما اجازوا خطط وبرامج أجهزة الحركة وتمّ تسليمها للرئيس فى انتظارِ توفير التمويل لإنفاذها. ولم يجتمعوا بعدها حتى اليوم!. وعلى إذاعة عافية دارفور أن تُحاورَ مناوى حول ذلك ولكن بحضُورِنا، وأن تبتعِدَ عن منهجِ (دفنَ الليل أبْ كُراعِاً برّة)، الذى لن يفِيد مناوى ولنْ يدارِى فشله المُترَاكِم. 2. ويجب ان يشتملَ خطابه على أسبابِ إنهيار"الجبهة الثورية السودانية" ودور مناوى شخصِياً فى الإنهيار؟.. وهل كان حنثَهُ بما عاهدَ عليه الرِفاق هو القَشّة التى قصَمَت ظهرَ بَعِير الجبهة؟ كما حللتُ (أنا) فى سلسلة مقالات سابقة هذا العام؟. لأنَّنِى كتبتُ بإسهَابٍ فى ذلك الدور المُخُزِى للرجل فى التعجيل بفنَاءِ الجبهة الثورية، ولم تتطَرَّق إذاعة عافية دارفور له فى حوارِها مع مِنَّاوِى!!. وهذه حقوق ضحايا حرب إبادة وتطهير عرقى، وشهداء وأيتام وأسرهم، وليس فيها مجاملة. ويجب ان تُفتَحَ كل الملفّات وتُفتَّق كُلَّ الجِرَاح.. ونعيدُ السؤال: من هدَمَ عِمادِ الجبهة الثورية السودانية؟ لا أريد سَماع رِوايات خائِبة من شاكِلةِ أنَّ الإمام الصادق قد أرسله المركز ودولة "الجلَّابة" لخلْخلةِ وهدْمِ الجبهة الثورية، هذا حديث خائِب.. فدولة الجلّابة موجُودة وحاضِرة بكُلْكُلِها داخل الجبهة الثورية السودانية منذ ميلادِها!.. ولن يستطيع أحد أن يعلُوَ ظهرك إن كُنتَ وآقِفَاً كإنسان ولمْ تنْحَنِ مثل الأنعام التى خلقَها اللهُ مُنحَنِية الظهر ليرْكَبها الإنسان. والأنعام خلقَها اللهُ ليركَبها البشر، وزِيِّنَة. 3. ويجب أن يشملَ خطابَهُ الإجابة على السؤال الدائم والمستمِر: أين ذهب جيش الحركة؟ الجيش الذى عندما تولّى مناوى رئاسة الحركة 2005م كان منتشراً ومُسيِّطِراً بإحِكَام على أكثر من 70% من مساحة إقليم دارفور. وأنَّ قُواتَ الحكومة كانت تقبعُ متوَآرِيَةً داخل المدن الكبيرة؟. أين ذهبَ جيش الحركة يا سيادة رئيس حركة/ جيش تحرير السودان؟. وفى آخر جولة مفاوضات للحركة مع حكومة السودان فى اديس أبابا فشلَ وفد الحركة برئاسة مناوى فى تحديدِ "كيلومتر" وآحِد كمنطقة سيطرة لجيشِ الحركة فى دارفور! وبدَلاً من الإعتراف بالحقيقة طفَقَ هو والوفد يغالِطُون ويلوُونَ عُنِق الحقيقة! فرُفِعت الجوْلة. والسؤال: ماهى خُطَّة مِنَّاوِى للجوْلةِ القادمة التى سوف تبدأ من حيثُ إنتهتِ السابقة؟.. أم أنَّهُ قد حرَّرَ بعض الأرض ليعلِنَهُ فى الجوْلةِ القادمة كمنطقة سيطرة يبيِّضُ بها وَجْهَهُ، ويغطِّى بها سِيقَانَهُ العَارِية؟. مع العلم بأنَّ حميدتى قد كشفَ بزيارته منطقة مُذبَد آخر أسْتَار منّاوى قبل بَدْءِ الجوْلَةِ القادمة. فلماذا لا يترك الرجلُ الكذِبَ ويتصَدّى لتحدِّيَاتِه الجَمّة بوآقِعيَّة؟. 4. يجب انْ يُسْألَ مِنَّاوِى عن آخر مَرَّة رأى فيها أقليم دارفور أو إلتقى فيها بقوات الحركة، وبجماهيرها وبالضحايا من نازحين ولاجئين؟. وإلَّا ماذا يعنى أن يكُونَ رئيساً لحركةِ مسلحة تناضل فى دارفور ولأجلهِ ورئِيسُها مُعلّقٌ دوماً بين سماءِ باريس وأرض أديس أبابا؟. وشُغله الشاغِل هو الحصول على (فيزا شينغن) إلى باريس لمُدَّةِ ثلاثةَ أشهُر، ثمَّ العودة إلى أديس أبابا و(دَبَر زيت) كلَّ حين لتجديد فيزا "الشينغن" للتوّجُهِ إلى باريس من جديد. وقد إستمّرَ هذا المشهد لأكثر من سنتينِ مُتتابِعين. ولا تسألُوه عن المكاسبِ الخارجية للحركة أو بناء العلاقات Connections مع الدول والمنظمات لأنَّ محصِّلَتها صِفرٌ كبير. 5. إنَّ إنفصالَ القيادةِ عن القاعدة العسكرية والسياسية للحركة، وعن ضحايا الحرب فى معسكراتِ النزوح واللجوء والمهاجِر البعيدة ما وراء البحار هو دليلٌ قاطع على فشلِها فى القُعودِ الحركة.. والحَلُّ هو عقد المؤتمر العام الثالث للحركة فوراً لإنقاذِ الحركة ومشروعها السياسى وحقوق الضحايا وخصوصيات الإقليم من الضياع. 6. ويجدُرُ بالذكرِ أنَّ رئيسَ الحركة كانَ مُرشّح القطاع العسكرى للحركة. أعنى أن قطاع العسكرى "الميدان" هو من قدًّمَ مناوى مُرشَّحاً فى مؤتمر حسكنيتة لرئاسة الحركة. ونسبةً للدورِ الفاعل والمُهيِّمن للشِقِّ العسكرى من الحركة آنذاك توآفقت كل القطاعات على انتخابِهِ رئيساً للحركة لتحَمُّلِ المسئولية والمُضِى قُدُماً بالحركة وقضيتها وحقوق الضحايا والمشروع السياسى إلى الأمام. وطالما أنه قد ضيّعَ القطاع (العسكرى) الذى أتى به إلى كُرْسِى الرئاسة فيجب أن يضيعَ هو أيضاً مع من أتى به!.. وذلك مُتَّسِقٌ مع طبيعةِ الأشياء، وأن يترُكَ لبقية قطاعات الحركة التى ما زالت فاعِلة وناشِطة ولديها الرغبة فى أنْ تنظِّمَ صفوفها وتنهض بمسؤوليات ومهام الحركة، والسير بمشروعها السياسى وقضايا جماهيرها للأمام. فلماذا "الكنْكَشَة" والإصرار على "وَهْمِ الكُونْكُورد"؟. ولماذا كلّ هذا الحِقد والإصرار على قتلِ كل قطاعات الحركة؟ كما قتلَ أهَمَّ قطاعاتها، القطاع العسكرى!. 7. أمّا الذين انضمُّوا للحركة فى الشقِ السياسى وقتذآك فكانوا يعرفون مواطن الضعف والخلل، وعملوا جاهدين لسَدِّ الثغرات السياسية والسير قُدُماً بالمشروع السياسى للحركة "مشروع التحرير العريض". والتحَدِّى الذى كانَ وظلَّ يعترض طريقهم ويكبِّلهم وينفِّرَهم فيذهبون همْ "الأسباط" إخوة مناوى وشيعته الذين لا يطيقُ أحد العيش معهم لجَلافَةِ طِبَاعِهم وكثافتِها، وضِيقِ أُفُقِهم. وأنّهم يعتبرونُ الحركة مِلكَاً خاصّاً لهم Entitlement وينزَعُون نزُوعاً جَادّاً إلى أملاءِ إرادَتِهم وأمزِجتهم الفاسدة على الآخرين. هذه الثُلّة من خاصة الرئيس مناوى هُمْ "سرطان" هذه الحركة، وقد نفّرُوا كل الأجيال التى تأهْلّت وإكتسبت الخبرة وإنتمت للحركة، أرتالاً من الأجيالِ دخلت الحركة مؤمنة بالقضية ومسلّحة بالمعرفة والخبرة ومتطوِّعة ومُخلِصة لخدمة القضية والمشروع، ولكن سرعان ما صُدِمُوا بجلافة هؤلاء الثُلة "المسرطنة" المُهيمنة على الحركة وعلى رئيسها.. وللعلم هم قليلى عطاءٍ وكثيرى إدعاء، وجُبنَاء لا يقوُونَ على المواجهة. وسلاحهم الكذب والتشويش، فإنفَضَّ سامِرُ الخُلصاء فدمّرَوُا الحركة وجلسوا على أنقَاضِها. وطلاب (سلما) فى الجامعات السودانية ما زالوا قابضين على جمرِ القضية والمشروع السياسى للحركة، وهُمْ دوماً أقوى قطاعات الحركة وطليعها المُتقدِّمة المُصَادِمة، والشاهدُ على ذلك حضورهم الكثيف وتحدِّيهم السَافِر بالإحتفال بالعيد رقم (15) لقيام الحركة من داخلِ الجامعات السودانية (جامعة الفاشر نمُوذَجَاً). ولكن مصيرهم الحتمِى عندما يتخرّجُون ويلتحِقُون بأجهزَةِ الحركة للترقِّى فى سُلَّمِ هياكِلها، هو ذات مصير من سبقَهُم من أجيَالِ (سلما)! سيصطَدِمُون بالواقعِ المرير وحجَرِ العثرَة التى إصطدم بها أجيال (سلما) التى سبقتهم. سيتركون الحركة ويذهبون لأنَّهم أحرار لا يقبلون الضَيمْ، سيذهبون كمن سبقهم إنتصاراً لأنفسِهم من ذُلِّ وهوَانِ "الأسباط" إخوة مناوى. سيودِّعُونَ مضاربِ الحركة وهُم يقرأون جهرَاً القول المأثور الذى يؤمنُ به كل الأحْرَار:"إذا خُطِبتْ لى أمَارَة على أنْ يكونَ مَهْرُها ذُلّ ساعةٍ، لآثرتُ أنْ أُزَفَّ إلى قبرِى قبل أن تُزَّفَ إلىَّ الأمَارة." فغدَاً ترحلُون يا رفاق تاركين الحركة (سلما) فتكون "ذِكْرَى مَنْسِيَّة". فما الحل؟!. 8. ولمّا طفَحَ بالرفاقِ الكَيْلَ، كانَ أوّل فوجٍ غادَرَ مضَارِبِ الحركة هم ثُلّة القيادة السياسية الشابّة التى أظهرت "مشروع التحرير العريض" الرؤية والبرنامج السياسى للحركة ووَضَعتْهَا فى مُقدِّمةِ الأجندة السياسية داخل وُلاية الخرطوم معقل دولة الجلَّابة "داخل بيت المرفَعِين". وفى أىِّ مسْرَح؟ فى أعرقِ وأرفع وأرقى منابِرِها السياسية، فى الجامعاتِ السودانية. وبخروجِهم فقدتِ الحركة قلبُها النابِض. كانت (سلما) هى أقوى تنظيم سياسى يمارس نمط نشاط سياسى مُختلِف عن أنشطةِ أحزاب المركز فى الجامعات السودانية بين الأعوام 2004- 2010م. فأين أولئك الشباب الذين قادوا ذلك الحراك الضخم؟ أين تلك الطليعة المُصادِمة من نسورِ التحرير، ولماذا غادَرُوا؟!. أين ذلك الفريق الذهبى الفريد "هارْلِم" زمانه فى دوْزَنةِ الخطابِ السياسى.. أين تلك الكوكبة المُستنيرة المُتعلِّمة والمُدرَّبة والمُنظّمة والمُلتزمة، والمُؤمنة بفِكرِ"مشروع التحرير العريض" ونهجه؟ أين ذلك العِقد النضِيد الذى كان يهِزُّ ويرِزّ؟.. أين أولئك الأبطال على سبيل المثال لا الحصر: مصطفى الجُمَيِّل والفاضل التجانى ومحمد سليمان خاطر وديفيد عبديّة، وزنون سليمان، ومحمد على محمدو(سلطان) ومحجوب الدومة وصادق جقّارى. أين حاتِم أيوب ويعقوب عسالة، وثريا فُلـَّة، وإيمان بربّو وأمتثال أبو القاسم. أين ميمونة فطر وأحمد عابدين وكاشا(جونير)، أين هادية سنين ومحمد زين. أين ود أبكر وآدم ود اللواء ، وأين الجيلوجى الشاطر/ بدر سالم "نيس"؟.. وأين الرفيقات والرفاق الذين كانوا يُحيطون بقيادتهم الشابّة إحاطةِ السُوَارِ بالمِعصَمِ يُرابِطُون بإستمرار فى دارِ الحركة بشارع الموردة/ أم درمان فينطلِقُون منه خِفَافَاً إلى المنابرِ ينثرُونَ أروعِ الدُرَرِ فى فكرِ التحرير العريض، ويوعِدُونَ الناسَ بمُستقبلٍ أفضَل. وأين "مَيارِم وكنْدَاكات" مؤتمر حسكنيتة وأعضاء الوفد المفاوض للحركة فى أبوجا، أين البطلة والشاعرة "الظاهرة" Phenomenon مريم عبد الله (أم الجيش)؟. وأين السيدات الفُضليات أميرة جعفر وصالحية صالح؟ وأين السيدة الفضلى رقية محمد إبراهيم عاشقة التحرير ومُلْهِمَتُها؟ وأين المُلتزمة تنظيميَّاً السيدة/ بُثينة عبد الله (أم التيمان)؟ وأينَ وأين. بلْ، أين رجال ونساء وبنات حسكنيتة، أين (عذارَى الحَىّ) اللآئى وقفْنَ كما لم يقف أحد من قبلهِنَّ لضيافةِ وإكرام ضيوفِ المؤتمر الذين يَمَّمُوا وُجوَهُهم شطر بلدتِهم الجميلة فى شهرِ رمضان المُعظّم؟ وكان شِعَارَهن/م "حسكنيتة والزول بلقَى نِيتَه". وأين العم الناظر فرفور ناظر منطقة المزرُوب الذى وقفَ وقفةً قويَّة لإنجاح المؤتمر. تلك كتيبة فريدة لن تتكرَّر. وأين الجيل الذى تلى هذا من قيادات (سلما) فى الجامعات السودانية، أين جيل نجم الدين إسحاق والصادق بوش وبخيت بوس وممدوح عبد الكريم وإسماعيل كاربينو ومحمد حسين آدم ورفاقهم الأفاضل الشجعان النيِّرِين؟. كل هذه الأرتال من أجيالِ ثُوَّارِ حركة التحرير لمّا تبيّنُوا بؤس القيادة، تركُوهَا وذهبوا إلى حالِ سبيلِهم. مشوا فى مناكبِ أرضِ الله الوآسِعة يأكلون من رزقِه، وإليه النُشُور. والساقية لِسَّع مُدَوِّرَة. وأين قيادات الصف الأول الذين نهضوا بالمهام السياسية والتنفيذية فى هياكل الحركة بعد دستور حسكنيتة 2005م وبعد تعديل 2009م، لا أحدَ يخبِركم أين هُمْ ! ذهبُوا وما تركُوا خَبَر؟!.. كلَّهم تركوا الحركة وذهبوا بسببِ سُوءِ القيادة، مُمثّلة فى رئيسِ الحركة وإخوته الأسْبَاط، هُمْ من نفسِ طِينةَ (وجاءُوا أبَاهُم عِشاءً يبكُون). وكنتُ أتفرّجُ البارحةَ فى صورٍ أحتفِظ بها للوفد المفاوض للحركة فى أبوجا 2004- 2006م لم يبقْ منهم فى الحركة سِوى قليل، آثر جُلّهم الذهاب، أو الإحتِجَاب. وأخْتِمُ بالقَوْلِ، أنَّ مناوى هو آخر من يحِقَّ له الحديث عن الإجرام فى حركةِ/ جيش تحرير السودان، وقدَيِّمَاً قِيل: (رَمَتْنِى بدَاءِهَا وإنْسَلّت).
انها ازمة المثقف السوداني دائماً يقدم الأُمي عليه في العمل السياسي , هذا ما زرعتم يا سام فهل تريدون حصاد غيره ؟ ريستم رجل محدود الفكر عليكم وها انتم تعضون اصابع الندم ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة