الوطن كلمة لها إيقاع جميل في نفسي لانها لا تمر علي أذني كأي كلمة حروفها شجية لا يتذوقها اي إنسان الا من خرج خارج حدوده وعاش لحظات بعيدة عنه وتذوق قيمة الوطن عند الآخرين ، انها وربي كلمة مقدسة لها وصل بين الروح والجسد ، أقف فخوراً فوق ثرى وطني ، وأستنشق نسيمه الفواح وأرشف من منابعه الفياضة كؤوس العزة والفخر ، لقد عشت جنيناً وحبوت على ترابه رضيعاً ، نما جسدي من خيراته ورويت عطشي من معينه ، فما أروع الحياة على جداوله الرقراقة ، والتنزه على حقوله الخصبة ، فكم عشقت أهله وأوديته وهضابه ، وانهاره وجباله وصحاريه ووديانه.
إن حب الوطن روح وريحان ، وطموح وإيمان ، وعمل وإحسان ، وجهد وعرفان ، إنه المجد التالد والسعد الخالد ، والشكر الحامد، إنه الوسيلة الرائدة ، والعمل الجاد ، والفطرة السليمة ، إنه البعد عن الأحقاد ، والصفاء الروحي ، والعلاقة الحميمة ، والاتصاف بالنفوس الرحيمة ، ليس في ادب حب الوطن من هو آكلاً للحوم إخوانه ، ولا مؤذياً لجيرانه ، ولا خائناً لإخوانه ، ولا ظالماً بعدوانه ، ولا قاهراً ليتيم ، ولا فاعلاً لذميم ، ولا غاصباً لمن دونه ، ولا جشعاً ولا مارق ، ولا مختلساً ولا سارق هذا هو الوطني الخالص.
بينما اتابع تعليقات بعض الأصدقاء في صفحات التواصل الاجتماعي قرأت أحدهم يسب وطنه السودان يلعن ويندب حظه الذي أنبته في هذه الارض لكونه ينتمي الي هذه الملة التي يصف حكامها بأبشع العبارات ويصف إنسانها بأيما وصف لا يليق بنا ان نكرره ، وهو ينسي ذاته ونفسه التي حتماً تنتمي الي هذا الوطن .
من فيكم وقف امام محكمة للجوء طالباً لجوءاً سياسياً الي دولة من دولة المعمورة خاصة الأوروبية ، لن تستطيع ان تنظر الي درجة الاحتقار والبؤس التي تعتريك ، تشتكي وطنك الي من لا وطن لهم ، والذُل والعار يلاحقك أينما تذهب وبمجرد الحصول علي تأشيرة البقاء في ذاك البلد الذي لا يشبهك ، لا تعتقد انك امتلكت وطناً ، لا تعتقد أنك إنسان مرفوع الرأس ، انت تعيش وسط ملة لن تشبهك لن تجاريك في عاداتك وتقاليدك ، لن تستطيع ان تترجم لهم في جملة مفيدة من انت ؟ وماذا تريد ؟ وهذه التجربة وهذا الطريق سوف يمر به أفراد اسرتك ، اندماج شكلي ، مجتمع لا يشبه مجتمع ، اخلاق لا تشبه اخلاق ، حياة لها ضروبها ، مقاييس تختلف الوان تختلط .
هل نستطيع ان نبني وطناً بلا تنازع ونزاع ؟ ، هل نستطيع ان نشيد امال علي دفتر الرسومات الساكنة في جوف الصغار ؟ هل نستطيع ان نرسم املاً يشع منه النجاح ؟ الم يكن هناك ضوء في اخر النفق له شعاع يتدلي ويسدل أنواره ويحكي قصة نجاح لم تكتمل ! هل هناك بلد يضج بالخيرات مثل هذا الذي نحتقره وندوس عليه بلا خجل ؟ الخيراتُ منتشرة علي قارعة الطريق تبحث عن ايادي تلتقطها ، لكن الايادي تدوس علي زناد يطلق الرصاص من كل ناحية ، وأحياناً اخري تدخل الارجل لتدوس علي عجلة تقصف بلا رحمة تقلب ليلنا كنهارنا ، وما زال الاحتراب يبعث ويرسل الموت رسولاً ويفرش الارض سواد انها لعنة الاوطان لعنة تلاحق كل من ساهم في جرح كرامة الوطن وكبريائه .
تدور عقارب الساعة وتشير الي مرحلة جديدة أنهت فيها لجان الحوار وصولجانه وندخل مرحلة جديدة ربما تنقل السودان الي تسوية سياسية شاملة اذا خلصت النوايا ، نعشم فيها بناء وطن بلا حروب ، و قيام نهضة بلا رياءٍ وعيوب ، وطن حدادِ مداد ، ارض بكر و ماء ثم نهر ، ظل وارف وستر ، الذهب و القناطير المقنطرة في كل حدبٍ وصوب ، سيدي الرئيس ، ازرع فينا نبتة الوطنية ، ازرع فينا حب هذا الوطن ، اغرس فينا قيم الوطنية ، لم نطلب صوامع وبيعُ وحسب لكننا نطمع ونطمح في علاج النفس التي اصابها الغرور والكبر ، والفساد والفقر ، ارحم من الارض برحمك من في السماء .ملتقي طرق - عوض الله نوايملتقي طرق - عوض الله نواي
10-17-2016, 11:15 AM
عوض الله نواي عوض الله نواي
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 513
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عوض الله نواي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست