:: قبل عام، نظمت وزارة الصحة ندوة تحدث فيها بعض العلماء والأطباء حديثاً غزيراً عن أضرار التدخين و مكافحته بكل الوسائل ..ولكن من بحر الندوة ودُرر العلماء والأطباء، لم تخرج صحف اليوم التي إلا بالمانشيت : (هيئة علماء السودان تُحلل للمرأة طلب الطلاق من زوجها المدخن)..هكذا كان الخبر (مانشيتاً) بكل صحف الخرطوم، ثم تحول الخبر إلى حديث المجالس، وعم القرى والحضر عبر مواقع التواصل ..!! :: يومها ناشدت وزارة الصحة والمنظمات المسؤولة عن مكافحة التدخين بتحفيز الشيخ محمد هاشم الحكيم - عضو هيئة علماء السودان - خصماً من ميزانية إعلام المكافحة .. إذ بهذا الرأي الفقهي، و بغض النظر عن خطأ الرأي وصوابه ، نجح هاشم الحكيم في تذكير العامة - وتنبيه الأسر - بأضرار التدخين على نطاق واسع ..وعندما يتندر الزوج المدخن مع زوجته حول فتوى الشيخ الحكيم، فأن أضرار التدخين والتفكير في الإقلاع لن تكون غائبة عن ( تندرهما).. !! :: وعندما يتأنس الأصدقاء بفتوى الحكيم، فأن أضرار التدخين لن تكون غائبة عن مجلس الأنس.. بل حتى عندما يتساجل العلماء فيما بينهم - بالرفض والقبول والسخرية - حول (الفتوى ، فان أضرار التدخين وضرورة الإقلاع لن تكون غائبة عن السجال .. وهكذا، قصدت الوزارة وهيئة العلماء أم لم تقصدا، فلقد تلقى المجتمع - عبر الفتوى - تذكيراً واسعاً عن مخاطر التدخين.. والتذكير المخاطر هو ( أصل القضية)، والتفاصيل - بما فيها خطأ أو صواب الفتوى - لم تكن قضية ..!! :: واليوم، أي كما في عام الفتوى، تنجح وزارة الصحة والمنظمات المسؤولة عن مكافحة السرطان وأمراض أخرى في إرسال رسالة أخرى مؤثرة إلى المجتمع بمنتهى الهدوء وبلا ميزانية إعلام، مفادها : ( العقل السليم في الجسم السليم)، وهي من الحكم اليونانية الراسخة في أذهان كل المجتمعات..وعندما تنصح عايدة حسين، منسقة وزارة الصحة لأورام وجراحة الثدي، النساء بتغيير نمط الحياة والكشف المبكر ثم الرياضة بما فيها الرقص، فهي (تعي ما تقول)، وليس كما يتوهم البعض ..!! :: فالرقص رياضة، وهناك رياضة الرقص..وكما الحال في بلادنا، لو منعتها ظروفها الخاصة - أوقهر المجتمعات المتخلفة - عن ممارسة السباحة والجري والمشي وغيره، فليس هناك ما يمنع المرأة عن ممارسة كل أنواع الرياضة - بما فيها الرقص - في عقر دارها.. فالمسؤولة أشارت - بمسؤولية - إلى مخاطرعدم ممارسة الرياضة (رجالاً ونساءً)، و في ذات السياق أشارت إلى أن الرقص أيضاً رياضة، فلماذا الصخب والسخرية والإهتمام - بالإفادة - بأكثر مما تستحق ..؟؟ :: فالكل يعرف حاجة الجسم إلى الرياضة، وأن يكون الرقص نوع من الرياضة ليس إكتشافاً للذرة، ولكن هناك (فرق التفكير)..تفكيراً سوياً وعميقاً يستوعب معاني معلومات عايدة حسين بما فيها معلومة (الوقاية بالرقص)، بيد أن هناك تفكيراً آخر - سطحي وساذج - يختزل تلك الوقاية في (الكباريهات).. وهي ليست مسؤولة عن مفاهيم الناس ونواياهم، ولا عن الذين يسمعون الأحاديث ثم يسفرونها بغير معناها والمراد بها..فالمهم هي مسؤولة ذات (قضية ورسالة)، ولقد نجحت في توصيل رسالتها بأفضل وأقوى وسائل إعلام العالم الثالث (والأخير طبعاً)، وهي وسيلة (الغوغائية)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة