اسمحوا لي أن استغل هذه المساحة اليوم للترحيب بفريق مدينتي بورتسودان، حي العرب، وهو يتبوأ مقعده في الدوري الممتاز، وأنقل التهنئة لكل أبناء مدينة بورتسودان وولاية البحر الأحمر. لم يكن غياب فرق الولاية عن الدوري الممتاز مُبرِّراً، خَاصّةً وأنّ التاريخ والحاضر والإمكانيات تُصب كلها في مصلحة أن يكون لبورتسودان أكثر من فريق بالممتاز، بَل أن يُنافسوا في المواقع المُتقدِّمة. بورتسودان مدينة كبيرة، وذات تاريخ مجيد في كرة القدم، وخرجت منها أسماءٌ كبيرة من طاهر حسيب وأوهاج وشمس الدين وحتى كُوبري ونبيل وفاروق جبرة وأبو شامة. غير أسماء أخرى لمعت محلياً وشاركت في الفريق القومي في وقت كان صعباً على لاعبي الأقاليم أن يجدوا فيه خانة. مَرّ وقتٌ كان محبو كرة القدم من كل أنحاء السودان ينتهزون فرصة وجودهم في بورتسودان ليشاهدوا مُباراة لفريق الثغر ويستمتعوا بمُتعة كرة القدم والكرة تتناقل بين أقدام طاهر حسيب وقمر شنقراي وشمس الدين وتاج وبافلي، وكانت هناك أربعة أو خمسة فرق في المُقدِّمة، الاتحاد وحي العرب والشبيبة والثغر والمريخ، بجانب الترسانة التي تحوّلت للهلال، وما زلت أعتقد أنّها يجب أن تعود للاسم القديم. ثُمّ تراجعت بقية الفرق وتَصدّر المشهد الهلال وحي العرب لفترة طويلة، وَصَالا وَجَالا في الدوري الممتاز ووصل العرب حتى التمثيل الخارجي، لكن فَجأةَ بدأ التراجع في المشهد الرياضي، حتى غابت فرق بورتسودان عن الممتاز لسنوات طويلة، في حين دخلت المشهد الرياضي فرق عطبرة، شندي، الأبيض، نيالا، كادُقلي وكوستي. حَدَثَ هذا رغم أنّ فرق بورتسودان كانت تُعتبر ذات إمكانيات مالية كبيرة وقُدرة على اصطياد النجوم. لكن أقعدت بها المشاكل الإداريّة وأخطاء أخرى. اتّجهت الفرق للاعبين من خارج الولاية بكثافة وكان هذا عملاً لا مبرر له لولاية تزخر بالمواهب وتنشط فيها روابط الناشئين، ربما يحتاج الفريق لدعم بعض خُطوطه، لكن الاتجاه للتنافس مع فرق العاصمة وكثرة استجلاب اللاعبين أنهك الميزانيات وأربك استعدادات وخُطط بناء فرق قوية. كانت المُشكلة الأكبر هي أنّ حكومة الولاية رَفَعت يَدَها من دَعم الفرق، في حين اتّجهت حُكومات الولايات الأخرى لتبني فرقها ودعمها، ولهذا صَعَدت فرق الفاشر وكوستي والأبيض وكادُقلي وغيرها. لن يَستطيع فريق حي العرب الصمود والمُنافسة في المُمتاز بدون تكاتف كل أهل الولاية وحكومتها لدهم الفريق ومُساندته مادياً ومعنوياً. وحكومة الولاية تحديداً لا بد أن تَتَولّى المسؤولية الأكبر في هذا الجانب. يَبقى على إدارة فريق حي العرب أن تنتبه لأخطاء الماضي ولا تُكرِّرها، وتتّجه لروابط الناشئين والفرق السنية لدعم لاعبي الفريق بمواهب شَابّة، وتُقلِّل بقدر الإمكان من اللاعبين المُحترفين أو من خارج الولاية، فذلك سيلتهم كل ميزانية النادي. فريق حي العرب لا يمثل نفسه ولا جماهيره لكنه يمثل كل ولاية البحر الأحمر، ومن الواجب على أبناء الولاية في كل مكان التفاكر في كيفية دعمه ومُساندته. السوكرتا قادمٌ... فاربطوا الأحزمة. altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة