قبل عامٍ ونيف، و للدقّة - فى 20 فبراير 2015- جاء فى الأخبار أنّ رئيس الجمهورية دشّن يوم الجمعة 20 فبراير الباخرة " دهب"، التابعة للخطوط البحرية السودانية، فى حفلٍ بهيج، يومها قال الوزير المسئول - وزير النقل- بابكر نهار- للصحافة : " إنّ هذا يوم تاريخى لإمتلاك السودان باخرة " فى إشارة إلى " أنّه لم يتم رفع العلم السودانى، فى باخرة، منذ 25 عاماً " معتبراً تلك الخطوة مهمة وجادة نحو " النهوض بقطاع النقل البحرى" ، وهاهى الأنباء تحمل إعلان التخلُّص " من الجمل، بما حمل"، إذ تقرّر التخلُّص من الخطوط البحرية السودانية، بعرضها للبيع الفظيع، ولن أقول " السريع، فما الذى استجدّ بين الأمس واليوم ؟ وكيف يحدث هذا؟ ولماذا ؟ وأين هى المؤسسات التى تُراقب أداء الحكومة؟ لن نذيع سرّاً " استراتيجياً " ، من أسرار الدولة، حينما نقول أنّ الباخرة ( دارفور ) و أختها ( النيل الأبيض) - آخر ما تبقى من تركة الخطوط البحرية السودانية- قد بيعتا " خردة " فى ذات الفترة التاريخية التى كان الوزير يتحدّث عن ( النقيض)، و "يلعلع " عن السيادة الوطنية، وكل هذا وذاك منشور فى الأسافير وموثّق فى الصحافة - بما يكفى- فى كتابات الصحفيين، وبنقرة واحدة على أىّ من محرّكات البحث المعروفة، عبر الإنترنيت، ستنهال المعلومات التى يعتقد " أولى الأمر" و " أجهزتها الأمنية " أنّها سريّة ومحفوظة فى مأمن من خطر المتطفّلين، من صحفيين وصحفيات، مصنفين " أمنياً " فى خانة " الأعداء" وناشطات وناشطات مجتمع مدنى، وجماعات مكافحة الفساد، وهذا قُصور نظر، فى رؤية الدولة، ومؤسساتها، بل وإرادتها السياسية، يتوجّب البحث عن أسبابه ونتائجه، وإيجاد علاج ناجع له، بعيداً عن " المسكّنات "، (( أنظر/ى- د.خالد التجانى- من عجائب إقتصادنا التى لا تنقضى))، ولخالد مجاهدات فى الكتابة الصحفية، فى الشأن الإقتصادى، جديرة بالإحترام، وهناك غيره - حتماً- من مختلف المدارس الصحفية، ممّن كتبوا فى فى قضايا مشابهة، نذكر منهم (( الفاتح جبرا- ساخر سبيل )) و حملته الطويلة عن " فضيحة " خط هثرو " !. ولا مانع من أن نذكّر ونعيد التذكير، هنا بـجريمة التخلُّص من (( الخطوط الجوية السودانية – سودانير ))، وقصص الفساد والإفساد المحكى والموثق عنها، و الفساد المسكوت عنه، ونحن فى حضرة الحديث عن (( الخطوط البحرية السودانية ))، وهناك من قبل ومن بعد (( السكة الحديد )) التى غربت شمسها، بطريقة مدروسة وممنهجة، تنم عن عقلية تدميرية، غارقة فى الفساد ، ومعادية لكل ما هو " وطنى " أو " قطاع عام" !. أمام كل هذه الجرائم المُنظّمة، والمدروسة والمُخطّط لها بعناية فائقة، لا بديل أمام كل مخلص ومخلصة، فى قضية مكافحة الفساد، سوى توحيد وتسريع الجهود المبذولة فى جبهة مقاومة الفساد، عبر بناء أكبر جبهة لمكافحة الفساد، وعبر التنظيم الذى هو أرقى درجات الوعى، وعبر التشبيك، وتنسيق الجهود، والتخطيط السليم، وبناء وتمتين التحالفات الإستراتيجية، والإنفتاح على التجارب العالية، والتعلُّم منها، وتبادل الخبرات والمعارف، وتأسيس شراكة حقيقية، مع الصحافة، والصحفيين والصحفيات، وهذا هو أوّل الطريق فى مقاومة سياسة البيع الفظيع !... فلنواصل السير فى طريق مقاومة الفساد، وإعادة بناء وطن يسع الجميع، تسوده قيم العدالة واحترام وتعزيز حقوق الإنسان، وما ذلك، على شعبنا وطلائعه وقواه الحيّة ببعيد!. فيصل الباقر [email protected] www.sudansreporters.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة