تصون اثارها و كتبها و تقيم التماثيل لرموزها التاريخية في كل المجالات و تنشي المتاحف و تنشي القوانين التي تجرم كل من يعبث بذلك بشتي انواع العقوبات الرادعة التاريخ هو وجدان الامم و حتي الدول التي لا تاريخ لها تحاول ان تصنع لنفسها تاريخا و تحتفي به و قد لاحظت اول ايام وصولي الي امريكا ان الكباري الطائرة في مدينة. نيويورك و التي تربط بين جزيرتي مانهاتن و بروكلن بعلوها الصدأ و تساءلت امام الخال كيجاب و قلت له اتعجز امريكا بكل امكانياتها ان تطلي هذه الكباري فقال لي هؤلاء يمكنهم طلاء المحيط الأطلسي و لكن يريدون ان بحتفظوا بعراقة الكباري لان مجرد الطلاء هو تغول علي. التاريخ قمت بزيارة لصحاري اريزونا و وجدت وسط الجبال النائية كيف يقيمون المتاحف و يحفظون الاثار و النقوش لقبائل الهنودالحمر زرت متحف الشمع في باريس و وجدت حتي الأسطورة ميشيل بلاتيني يقف تمثاله امام تمثال شارل ديجول و كنت في يوغندا و حضرت كيف مات الناس دفاعا عن غابة تمثل إرثا تاريخيا للبلد عندما حاول الرئيس موسفيني ان يبيعها لأحد التجار الهنود غابة مساحتها ٧٥٠ كيلومترا مربعا و نحن نقتطع من بلادنا ٦٥٠ الف كيلومترا مربعا لتذهب ارض الجنوب هباءا بفضل مهندسي نيفاشا و نحن نردد هي لله هي لله لا ادري ما هذا الشغف لطمس كل ما هو سوداني طمس السكة. الحديد بصنفوراتها و صفافيرها و محطاتها و سنداتها و تظارها و كماسرتها بلباسهم الأخضر و البني و أجراس المحطات التي تمزق سكون الليل النقل النهري و قد المني المنظر و انا اري الزهرة فاتنة النيل و عطارد و كربكان إبان زيارتي الي كريمة اشلاء مبعثرة هنا و هناك و انا الذي تربطني بهم ذكريات و ذكريات القمرات و النمالي و سرويس البوفيه الأبيض و حاسة الكوتشينة في الصندل و صافرة الباخرة في محطة الأراك و قيزان الرمال علي شواطئ الباسة و الزومة و نخيل نوري و منقة العفاض الخطوط البحرية و التي كانت تجوب موانئ العالم بالمحبة و السلام و تمخر عباب المحيطات و اذكر انني كنت في رحلة جامعية الي مدينة الإسماعيلية بمصر و انا علي شاطئ قناة السويس أتأمل السفن العملاقة العابرة و اذا بي المح علم السودان يرفرف في سارية احدي السفن صرخت فرحا و انا احيي قبطانها بالتلويح من بعيد و تجمعنا كلنا أعضاء الرحلة نرقب باخرتنا و هي تبحر في ثبات و تلقينا التحية من قبطانها بصافرة طوييييلة شنفت آذاننا و اثلجت صدورنا حديقة الحيوان. تلك البقعة اليانعة المستلقية علي حجر النيل كانت ملتقي القلوب العاشقة فهي قطعة من غابات الاستواء تحمل دفء البراري و حرارة الأحراش و تنقلك الي سهول نمولي و غابات مرة و نجوع يامبيو و مريدي من أعطي لنفسه الحق ان ينزع هذا الجمال من وجداننا ؟ انهم دعاة القبح و أعداء الجمال انهم الظلاميين الذين لا تكتمل سعادتهم الا بعكننة المزاج الشعبي الجميل أين المرحلة المتوسطة و بناتها في ميعة الصبا مفرهدات النهود و ضحكاتهن نغمة من نغمات بتهوفن تتزين بهم شوارعنا المقفرة و هن بالزي البني الجميل حتي موقف ابو جنزير و ركن النقاش لمشجعي كرة القدم تحت شجرة النيم قرب ميدان الامم المتحدة طاردهم المهوسون و حرموهم حتي من النقاش في. الهلال و المريخ و الان جاء الدور علي اثار النوبة و هي إرث للسودان و للانسانية جمعاء أرادوا ان يطمسوا تاريخا لا يقدر بثمن ملايين القطع الاثرية و التماثيل و النقوش و المعابد تمثل اثارا لواحدة من اقدم الحضارات في العالم و تمثل في المستقبل رافدا سياحيا سنجني من خلاله المليارات فتسلط علينا عدد من العاهات الاسلاموية لا يعرفون قيمة التاريخ و لا الارث و انما يعرفون فقط كيف يملاوون جيوبهم بالمال الحرام و كيف ياكلون السحت و يمتصون عرق الغلابة جامعة الخرطوم الصرح التعليمي الباذخ منذ ان كان كلية غردون التذكارية خرجت ارتالا من العباقرة و تظل معلما تاريخيا يحكي مسيرة اجيال و اجيال البركس و النشاط و كافتريا الدوان تاون و المكتبة و الداخليات كل شبر فيها هو ذكري لخريجيها و هدم اي طوبة منها هو هدم لتاريخ متصل يحكي مسيرة أمة و كفاح جيل من أين أتت هذه العاهات و التي تتحكم في مصائرنا و في تاريخنا الم يكفهم السلب و النهب و القتل ؟ ستة و عشرون عاما الم تشبع فيهم نزوة الحكم و شهوة السرقة و طغيان النفس شبعوا من اموالنا و من دمائنا و الان جاء الدور علي تاريخنا و مكتسباتنا حقا انهم يفوقون سوء الظن العريض
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة