|
خيانة (الواطة) في أنفاس اليافعين بقلم جمال السراج
|
بسم الله الرحمن الرحيم جلس المدير في مكتبه الفخم الأنيق المكندش وأخذ يفكر عميقاً في مستلزمات الحياة اليومية المليئة بالمتاعب والهموم والغيوم والديون، وفجأة دخل إليه (المراسلة) مبتسماً كعادته.. صباح الخير سعادتك.. هلا.. هلا.. قهوة وللآ شاي وللآ بارد؟.. ولا حاجة.. كيف عامل مع الدنيا يا عم (صالح)؟ الحمد لله سعادتك (كل شئ حارق تش).. متزوج يا عم صالح.. الحمد لله سعاتك وعندي (نص دستة) عيال-عندك بيت وللآ مؤجر يا عم صالح ؟.. الحمد لله بيتين.. واحد مؤجر والثاني ساكن فيه.. ماشاء الله عم صالح.. ولكن كيف.. سعادتك (الأخوان) ما مقصرين الحمد لله.. أولادك بيدرسوا يا عم صالح؟.. ثلاثة في الجامعة وبنتين في الثانوي وصغير في الأساس.. طبعاً في مدارس حكومة.. أبداً سعادتك كلهم (تعليم خاص) يا (راجل).. كيف.. أبداً سعادتك.. (الأخوان) ما مقصرين معاي.. طبعاً المواصلات تاعباكم جداً يا عم صالح؟.. سعادتك عندي حافلة ودفار وركشة الحمد لله.. يا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف وكيف ذلك يا بني مرة.. سعادتك (الأخوان).. واقفين معانا وما مقصرين.. عندك ( ديجتال) يا عم صالح؟.. عندنا ثلاثة للأولاد وواحد لي وأم العيال.. اشتريتم بي كم يا عم صالح.. سعادتك ما اشتريتم.. جوني هدية من (الأخوان).. بتقضي إجازتك وين يا عم صالح؟.. والله سعادتك مرة في سويسرا ومرة في جزر البهاما ومرة في الكاريبي.. وإن شاء الله السنة دي في (هونولولو) ومن وين ده كلو يا عم صالح؟.. كلو من الأخوان سعادتك.. نعم.. نعم طبعاً زوجتك مبسوطة يا أستاذ صالح؟ طبعاً لأنو في (تيم) حنانات كامل بيجيها كل يوم في البيت.. تيم حنانات.. ولماذا هذا؟!.. سعادتك في حنانة متخصصة في الكرعين وحنانة للحواجبين وحنانة للظهر وحنانة لليدين.. طبعاً مصاريف الحنانات على المدام يا أستاذ صالح؟ أبداً.. من الأخوان.. بتخمسوا وين يا أستاذ صالح؟.. والله سعادتك المدام (بتشيش) كل يوم في الهيلتون على حوض السباحة وأنا في قهوة شديد.. وأولادك يا عم صالح؟ سعادتك الأولاد بيعملوا كل خميس حفلة تنكرية في حديقة الفيلا مع زملائهم ومرة باريكيو.. وما فيها فنانين يا أستاذ صالح.. طبعاً سعادتك مرة بالفنانة أصالة أو نجوى كرم ومرة راغب علامة أو شيرين وجدي.. عجيب والله.. والدولارات البتدفعوهم ليهم بتستوردهم من أمريكا؟.. أبداً سعادتك كلهم من (الأخوان).. وهنا سأل المراسلة المدير.. طبعاً عندك فيلا ؟.. ضحك المدير ثم قال : أبداً ساكن في بيت ايجار في الحارة (99) وكلوا يوم متشعلق في دفار ولي سنة ما دافع إيجار.. سعادتك طبعاً عندكم (دش).. ولا صحن ولا تلفزيون أبيض وأسود.. سعادتك أولادك بيقروا في التعليم الخاص ؟.. أبداً يا أستاذ صالح كلهم (تعليم حكومي).. حاجة غريبة سعادتك؟!!.. في شنو فخامتك؟.. مدير تهز وترز وكحيان للدرجة دي.. ما عندك أخوان.. ضحك المدير حتى وقع طقم أسنانه الاصطناعي وتناثرت حبيبات داء السكري من جيبه الفارغ تماماً حتى من (أبو النوم) ثم قال للمراسلة: (ما نحن ديل الأخوان ذاتهم)!! ملحوظة: والآن ساء حالهم أكثر ، سقطوا كمنديل تحمله الريح الى لا مكان ، فراغ يهوي الى فراغ ، فاذا كان هذا حال الذي قضوا ، فكيف حال الذين تبدلوا حتى أرادوا تغيير أسمائهم؟ وما زالت في انفاسهم بعض من أتربة (الواطة) حينما كانوا يسقطون على الارض الحبيبة وهم يلعبون الغميضة ؟ .. عجبي ..
|
|
|
|
|
|