منصات حرة . تبدأ الحملة من يوم 25 نوفمبر من كل عام حتى يوم 10 ديسمبر (اليوم العالمي لحقوق الإنسان)، الحملة تستهدف مناهضة العنف ضد المرأة بكل أشكاله، من إنتهاك لحقوق الإنسان والتمييز ضد المرأة قانويناً وعملياً وإستمرار نهج اللامساواة، ومكافحة الفقر وفيروس الايدز، وتوطين السلام وإقاف الحروبات ومعالجة قضايا النزوح واللجوء.. الخ من القضايا التي تعتبر عنفاً ومهدداً للمرأة وتعيق تقدمها..وحدد اللون البرتقالي كشعار للحملة..!!. واستلهم ذلك التاريخ من الاغتيال الوحشي في سنة 1960 للأخوات الثلاث "ميرابال" اللواتي كن من السياسيات النشيطات في الجمهورية الدومينيكية، وذلك بناء على أوامر حاكم البلاد آنذاك روفاييل تروخيليو (1936-1961)..!!. جاء تنظيم الحملة انسجاما مع دعوات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، التي دعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يصادف يوم 25/11..!!. تاتي هذه الحملة ونحن في السودان مانزال نتقهقر الى الوراء، في الحقوق والواجبات، وفي الاتجاه الخاطئ نحو المساواة بين الجنسيين اقتصادياً وحقوقياً، رغم أن السودان كان من الدول الرائدة في أفريقيا والمنطقة العربية، في هذه المساواة، ومن أوائل الدول التي بدأت في تعليم النساء وتوظيفهن، وتقليدهن مناصب قانوية كقضاء ومحامين، واصبحت نائبة برلمانية ووزيرة ومستشارة في عهد مبكر، ولكن للأسف الشديد في آخر تقرير (للمنتدى الاقتصادي العالمي) والذي يقيس مؤشر المساواة الإقتصادية بين الجنسيين، كان السودان ضمن الدول الأسوأ، وتفوقت علينا دول كثيرة من منطقة الخليج العربي، والتي كان السودان يوما ما رافداً اساسيا لتك الدول في مجال (تعليم البنات)، ولكن هم يتقدمون ونحن نتخلف..!!. مازال العنف الجنسي والجسدي واللغوي، في نسب متزايدة، ومازالت الامراض التناسلية تفتك بالنساء بسبب الجهل والأمية، مازال زواج الطفلات مستمراً، مازال المجتمع يعنف المطلقات، مازال القانون يمييز بين المرأة والرجل ولا يعطيها حتى بعض تلك الحقوق المنصوصة في القانون، من إجازة حمل ورضاعة..الخ.. والدولة تسمع وترى ولا منصف لها..!!. قضية العنف ضد المرأة ليس لها جانب واحد فقط، كما يظن البعض وحصر العنف فقط في (العنف الجسدي) لا سادتي العنف مفهوم واسع جداً وزواياه كثيرة جداً، تبدأ بنظرة المجتمع تجاه المرأة ولا تنتهي بإنتهاك حقوقها الانسانية، من ختان فرعوني وزواج مبكر، وعمل تحت أسوأ الظروف على الإطلاق، وعن النازحات في المعسكرات حدث ولا حرج، وستظل المرأة في بلادي هي الحلقة الأضعف، وللأسف نسير في الاتجاه الخاطئ نحو مزيد من الإنتهاك والعنف، وهذا لا يعني بأن العالم من حولنا تقدم في الاتجاه الصحيح، لان العنف في تزايد يومي، وقضايا الإغتصاب وإنتهاك الحقوق الانسانية لا يمر يوماً واحدً إلا ونحن نقرأ عنها ونسع.. وهذه القضية لا يمكن إختراقها والحد من العنف الا عن طريق (الوعي) نعم المزيد من الوعي ثم الوعي من أجل عالم خالي من التمييز والعنف ضد المرأة.. والتحية لنساء بلادي رغم المرارات والقهر المتواصل.. ودمتم بودالجريدة أحدث المقالاتروابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة