تنشط مجموعة من المُنظّمات الدولية العاملة في مَجال حُرية الإعلام وحماية الصحفيين، منذ فترة في حملة دولية تهدف لإقناع الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مُمثل خاص لشؤون حماية الصحفيين، باعتبار أنّ ذلك سَيُشكِّل نوعاً من الحماية الدولية وضُغوطاً على الدول التي تحدث بها انتهاكات كثيرة بحق الصحافة والصحفيين. والهدف الرئيسي هو خلق آلية دولية تفرض وتتابع تطبيق القوانين الدولية لتقليل عدد الصّحفيين الذين يدفعون أرواحهم كل عام أثناء تأدية عملهم الصحفي. الإحصائيات التي تُقدِّمها هذه المُنظّمات مُخيفة جداً، فهي تقول إنه وخلال هذا العام الذي لم يَنتهِ بعد قتل حوالي 23 صحفياً، وفي عام 2015 بلغت الإحصائية 67 صحفياً، وخلال الفترة من عام 2005 وحتى 2015 بلغ العدد الإجمالي للصحفيين المقتولين أثناء تأدية مُهمتهم 787 صحفياً. ولكي تتوخى هذه المُنظّمات الدقة فإنّها تحصر هذا العدد في الصحفيين الذين تأكّد أنّهم قُتلوا أثناء مُمارسة المهنة، وهناك أعداد أخرى من الصحفيين تضمهم الإحصائيات تَعَرّضُوا أيضاً للاغتيال، لكن لم تستطع المُنظّمات التأكُّد من دوافع قتلهم. تُوصف القارة الأفريقية بأنّها من أخطر الأماكن على حياة الصحفيين، وفي سنوات سابقة كانت الجزائر والصومال صاحبة أكبر رقم للضحايا من الصحفيين، لكن مع تصاعد الأحداث في سوريا والعراق تقدّمت هاتان الدولتان لتحتلا المُقدِّمة. لا يعني هذا أنّ أفريقيا قد خرجت من الخارطة، إحصائيات المُنظّمات التي تُصنِّف الدول حسب خطورتها، غالباً ما تضع ثلاث إلى أربع دول أفريقية ضمن العشر الأوائل الأكثر خطراً، خَاصّةً بعد انضمام ليبيا وجنوب السودان للقائمة. في عام 2015 قُتل سبع صحفيين بجنوب السودان، خمسة منهم مُصنّفون تحت بند التأكُّد من قتلهم أثناء تغطية صحفية، واثنان مُصنّفان تحت بند القتل الذي لم يتم التأكُّد من دوافعه. مجمل القتلى في القارة الأفريقية في عام 2015 كانوا 15 صحفياً وفي العام 2016 بلغوا أربعة. تتزعّم الحملة التي تُطالب الأمم المتحدة بتعيين ممثل خاص لحماية الصحفيين، مُنظّمة "صحفيون بلا حدود" الفرنسية ومعها اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، وهي مُنظّمة أمريكية مقرها نيويورك، وقد انضمت لها مئات المُنظّمات والمُؤسّسات الإعلامية والنقابات والاتحادات المعنية بالمهنة وبوضع الصحفيين، بالإضافة لشخصيات عالمية، وكانت طيبة برس من أوائل المُنضمين. ومع قُرب افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الأيام، قَرّرَ التحالف الدولي الذي تبنى الحَملة القيام بنشاطٍ كبيرٍ في أروقة المُنظّمة الدولية لدعم الحملة. وقد شرّفتني مُنظّمة "صحفيون بلا حدود" بدعوتي لأكون ضمن وفد الحَملة الذي سيلتقي بمندوبي الدول في الأمم المتحدة، ثُمّ مُخاطبة المؤتمر الصحفي العالمي الذي سَيُعقد بمباني الأمم المتحدة يوم الجمعة 16 سبتمبر. وسيتحدّث في المؤتمر الصحفي المدير العام لمنظمة "صحفيون بلا حدود"، والمدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، إلى جانب أربعة صحفيين يُمثلون مناطق مُختلفة من العالم، يارا بدر من سوريا، رازا روني من باكستان ودونجا ميجاتوفيتش من مُنظّمة الأمن والتعاون الأوروبي وشخصي من السودان. كلنا أمل أن ينصت المُجتمع الدولي لصوت أرواح الصحفيين الذين يُقتلون كل عام من أجل مُهمّتهم المُقدّسة، وأن يسعى لخلق هذه الآلية الدولية كجزء من مجهود كبير نحتاجه لحماية الصحفيين في العالم حتى يؤدوا واجبهم في نقل الحقائق للجمهور.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة