الاصوات التي تناذ بحق تقرير المصير لشعب جبال النوبة لها مبرراتها الموضوعية والتي لا تخفى على احد وأن هذا المطلب قديم متجدد لأسبابه التاريخية المتراكمة من استمرار الظلم على النوبة منذ فترة طويلة وفي عهد احتلال الدولة السودانية إلى حتى عهد الحكومات الوطنية المتعاقبة ونسبة لتمادي الحكومات في المركز وعنادها وعدم الاستجابة لمطالب شعب النوبة تفاقمت المظالم ولم تخف بل قامت النخب الحكمية في المركز بانتهاج سياسات اكثر قساوة ضد النوبة ووضعهم قسرا في مقصلة الاعدام في حرب ابادة بلا رحمة وشملت الطفل والمراة والشيخ العجوز حتى التراب نال حظه من التجريف والتخريب وما الذي سيحيا في تراب مسموم ؟؟ لقد ظل شعب جبال النوبة يناضل منذ اكثر من نصف قرن يطالب بحقوقه في الدولة السودانية المسروقة بايدي الجلابة الانتهازيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة بعد رحيل الاستعمار ولقد سعى فيها النوبة يطالبون بحقوقهم بشتى الطرق السلمية عبر التجمعات الحزبية السياسية بداية من اتحاد عام جبال النوبة الذي تأسس عام 1963م كأول جسم سياسي لأبناء النوبة مرورا بالحزب القومي المتحد الذي ضم جميع الاحزاب السياسية في مؤتمر كل النوبة بكاودا عام 2002 م والذي تم فيه المطالبة بحق تقرير المصير كخطوة شجاعة ومشروع النوبة السياسي ولكن لمرونة النوبة والتساهل في التعامل مع قضاياهم تم هضم مشروع حق تقرير المصير لمصلحة الجنوبيين والشماليين ي تسوية عملية السلام الشامل واعطية النوبة المشورة الشعبية التي تفضلت بها اتفاقية نيفاشا 2005م والتي لم ترقي إلى مستوى حقوق ابناء جبال النوبة التي حمل من اجلها السلاح وانخرطوا كمقاتلين في الجيش الشعبي لتحرير السودان عام 1983م بقيادة الشهيد يوسف كوه مكي وفعلى اللصيقين بملف نضال شعب جبال النوبة وهم يعلمون الكثير من الحقائق في احقية شعب جبال النوبة المطالبة بحقوقهم كمواطنين يجب اظهارالحقائق للعالم حتى تخرص تلك الافواه المتشدقة بالعنصرية والتي تبث سمومها في عقول الناس بوصم النوبة كعنصريين وتشويه صورتهم . النوبة حاولوا من خلاله تجمعاتهم المختلفة المطالبة بحقوقهم المشروعة لإنسان الإقليم ولكن لم تجد اصواتهم أذان صاغية عند ابناء النخب الصفوية النافذين في الشمال غير النكران وعدم الاعتراف بل وكعملية دفاعية منهم ولاسكات النوبة ومنعهم التحدث عن حقوقهم درجوا يصموا النوبة بالعنصرية بالنعوت المشينة زعما في مخيلتهم هذا الشعب يجب الا يطالب بحق وليس له حق وهنا تصبح حجة الجلابة تعتمد على الكذب والنفاق لأنها الباطل وحجة النوبة تعتمد على الصدق والأمانة لأنها الحق. على مر العقود السابقة يقوم بعض الشماليين وباستخدام السلطة وتطبيق اسوا الانتهاكات في حق الانسان النوباوي لدرجة ان وصلت إلى حرب ابادة ضده علنا بصوفهم شعب غير مرغوب فيهم على ارض السودان ولقد شهد العالم كله بذلك ومع ذلك كله لا يريد ممن يقود تصفية النوبة اي صوت بنادي برفع الظلم والمعاناة التي فرضتها عليهم انظمة الحكم الدكتانورية في المركزوعلى رأهم نظام المؤتمر الوطني . يفكر الجلابة بأنه يجب ان يظل النوبة في جهنم التي اوقدها الشماليين ضده بعنجهيتهم وتكبرهم على الخالق في عدم الاعتراف بأثنية بشرية بزعم أنها لا تشبههم ويصمون النوبة بالعنصرية ويل الجلابة هم الذين صنعوا العنصرية وينفذونها نهجا في السودان طمعا في السيطرة والهيمنة على الوطن وموارده لوحدهم والاتجار به وثرواته لمصالحهم الخاصة إضافة على تحوير هويته السودان قسرا ودفعها دفعا إلى العروبية التي شتتت دولهم شذر مذر وهاجر جل شعبهم خارجه في حين أن الدول العربية نفسها لا تعترف بعروبة السودان ويزيدون في السخرية على السودان ولقد مست السخرية حتى لون البشرة السوداء لشعب السودان وهذا ما يعني أن السودان يعاني من عنصرية مركبة عنصرية يعاني منها الشعب باكمله من قبل العرب في الخليج العربي ودول عربية اخرى لكونه شعب اسود اللون ويدعي العروبة وغير متصالح مع نفسه وعنصرية من هولاء المستعربين على الاصول الافريقية المتواجدين على ارض السودان قبل دخول العرب وعملية التهجين التي انتجت المستعربين السودانيين الذين لا يريدون الاعتراف بأفريقيتهم وهم يوجودون على ارض افريقية ودولة موصوفة تاريخيا وسياسيا وجغرافيا أنها دولة افريقية وغير عربية. لا شك فأن انضمام السودان لجامعة الدول العربية كانت هي السبب الرئيس في تعزيز مشاكل السودان لأنها الزمت الانظمة الحكمية المركزية في السودان إلى تعريب وأسلمة شعوب السودان قسرا وذلك ما اصتدم بالواقع وزاد من نزاعاتها العرقية والثقافية ونعتقد أن مشروع السودان الجديد كان سلاحا ذو حدين تكتيكي للوصول إلى الهدف الاستراتيجي وقد كان وهو الانفصال واستراتيجي كرؤية مستمرة لمعالجة مشكلة السودان التاريخية هو اصبح الركيزة التي توقف مشروع الاسلمة والتعريب القسري والبرامج الممنهجة التي تنفذها انظمة المركز ضد النوبة وغيرهم من الافارقة لصالح أجندة السياسية الاقليمية والنهج العنصري العروبي الذي يتبعه الجلابة في السودان حتى الأن وتلك هي المشكلة . السودان كله كأرض ودولة يقول التاريخ فيها انها ملك للنوبة ولكنها احتلت من قبل انتهازيين وعنصريين مستعربين الذين عاثوا فيها فسادا لن ينتهي بعد فحقنا للدماء البشرية يتخذ النوبة سلوكا حضاريا بعيدا عن العنف والعنف المبادل ويجنح للسلم تفاديا لمزيد من دمار الوطن وتقسيمه وحسب المواثيق الدولية يوجد لحق تقرير المصير نماذج كثيرة وصالحة للتطبيق على وضعية النوبة في السودان ويستحق النوبة حق تقرير المصير لأعتبارات كثيرة اهمها ما يتمتع به شعب النوبة من كونهم من الشعوب الاصلية ولهم خصوصية تاريخية وثقافية وبجانب ما يعاينه من ظلم ممنهج تقوم به انظمة الحكم والتي يقودها الجلابة ضده فمن حقه يطالب بالحرية ليمارس حياته كبشر دون الوصاية من احد وبدون ان يتعرض إلى عمليات الاذلال وطمس هويته إجبارا واخضاعه إلى ثقافة هامشية كالعروبية وهي ليست لها اصل على ارضه فان حق تقرير المصير ليس إجبار لأحد من ابناء النوبة أو غيرهم فمن لا يرغب في العيش مع النوبة على ارضهم في الاقليم عليه البقاء في الخرطوم فهو لس مجبر وعليه أن يدرك أن تقرير المصير خيار حقيقي مفروض اجبر عليه شعب النوبة للمحافظة علي كيانهم والعيش الكريم في حرية وسلام . الذين يصفون النوبة بالعنصرية والانفاصالية وما إلى ذلك عليهم أن يضعوا انفسهم في مكان النوبة كيف يكون شعورهم وإذا كانوا هم الاصل في الوطن وسرق منهم بواسطة الجلابة والدخلاء هل يثوروا للطالبة بحقوقهم أم يخضوعوا إلى جبروت الغاصب ويعيشوا في الذل والهوان؟؟ كما علي أولئك المناكفين قبل ان يطلقوا ابواق الشيطان والنفخ في الكير لإحداث مزيد من اشتعال نيران الحروب عليهم زيارة اقليم جبال النوبة لمعرفة احوال شعبه الذين يشكلون سودان مصغر في تجانسيه على الرابط القومي في كمية من الاجناس والاثنيات المتعايشة على ارض إقليم جبال النوبة ولو كان النوبة عنصريون ما كانت مدنهم مملوئة بجميع اجناس السودان يعيش فيها بسلام ، كذلك على المتشدقين بتوصيم النوبة بالعنصرية معرفة نوعية الحياة التي يعيشها النوبة من بؤس وشقاء ومعاناة لا نظير لها وهم على ارضهم وكل ذلك ناتج من سياسات العنصرية من المركز الذي عمل على مدى اكثر من ستين عاما بسياسة إقصاء النوبة عن المكون السوداني وابعاد ابنائه خارج إطار المواطنة والمشاركة في القرار السيادي للدولة. والشاهد لقد عمل نظام المؤتمر الوطني على إبعاد النوبة حتى عن إدارة شئونهم وظل يوظف الموالين لحزبه كمسئوليين عن الولايات والتي هي في الاساس غالبية سكانها من النوبة وهولاء المعينين من قبل النظام يعملون بتوجيهات عنصرية لتنفيذ مخططات النظام في ابعاد النوبة عن ارضهم ومصادرة حقوقهم حتى في المواطنة ومن خلال ما قام به النظام بعمل تشريعات دستورية تمكنه من وضع يده على ارض النوبة التي ورثوها عن اجدادهم ويعيشون منها كمزارعين وبتلك التشريعات الظالمة جعل النظام أراضي النوبة تملك كمشاريع في ايدي اتباعه من الجلابة من الخرطوم والجزيرة وغيرها اليس هذه هي العنصرية الممنهجة التي تستهدف إزالة شعب جبال النوبة ؟؟. الوضعية العنصرية المفروضة على النوبة من ابناء المركز جعل النوبة يشعرون بانهم ليس جزء من هذا الوطن الكبير فهو موجود دما يجري في عروقهم وتاريخيا في وجدانهم ومتوسم في سحنتهم الزنجية وفي انفهم افريقي وفي شفتيهم الغليظة وصوتهم الجهور وفي كل صفاتهم الاصيلة والتسامي والكبرياء والشموخ والوداعة كل الخصال الطيبة والصفات الحميدة التي اكتسبها الانسان السوداني من اصالة النوبة ويكتسب بها السمعة الطيبة لم تاتي تلك الخصال من دين اسلامي او مسيحي لأنها فطرة يخلقها الله مع البشر فالمكاسب العلمية مهما علت لا تطغى على الفطرة ومن نقدم دعوة للنوبة جميعا لا تسمعوا لهولاء المفلسين في القول بانكم حين تطالبون بحق تقرير المصير انكم عنصريويين وانفصاليين فهم يريدون ان يخرصوا افواهكم عن المطالبة بحقوقكم أن تظلوا في خدمتهم كحراس وعبيد ونقول لهم نحن لن نطالب ولكننا سوف ننتزع حقوقنا اتنزاعا كما تنزع الروح من الميت وعلينا أن نؤكد لهم بانهم هم العنصريون الذين اضاعوا الوطن وبينه . عاش نضال شعب جبال لنوبة المستمر حتى النصر محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة