لو علم القائمون على الأمر أن وسائط التواصل الاجتماعي، غير المتحكم في مادتها ومقروئيتها، باتت اليوم أخطر ألف مرة مما تتناوله وتتداوله الصحف الورقية المحدودة التوزيع والانتشار لربما راجعوا أنفسهم وخففوا من وطأتهم ورقابتهم على الصحافة ومضوا باندفاع أكبر في سداد فاتورة الإصلاح السياسي خاصة فيما يتعلق بالحريات الصحافية التي كانت ولا تزال من أهم مطلوبات تهيئة المناخ التي ينبغي التصدي لها ومعالجتها بجرأة إذا أريد للحوار الوطني أن ينجح ويحقق ما ابتدر من أجله. قلناها شفاهة لكثيرين منهم ولكن لا طاعة لقصيرٍ أمر، فهل تقوم وزيرة الاتصالات د. تهاني عبد الله بتقديم دراسة حقيقية لمجلس الوزراء مثلاً حول ما ينشر في تلك الوسائط من مواد تتناول الوضع السياسي والاقتصادي بما يتضمنه ذلك من نقد جارح بل وتجنٍّ صارخ وشائعات لا تمت إلى الحقيقة بصلة ثم ربط ذلك بحجم وكثافة التناول مقروناً بعدد أجهزة الهواتف الذكية وعقد مقارنة بين تأثير وحجم الإعلام الإلكتروني مقارناً بالصحافة الورقية؟ أقول هذا بين يدي التناول الكثيف والساخر لكل ما يصدر من الحكومة من قرارات بل ما تختلقه بعض الوسائط المعارضة من شائعات ولأضرب لذلك مثلاً بالرسم المالي الذي يقال إن وزارة المالية قد فرضته على الخراف، وقبل ذلك التصريح الذي أدلت به محلية أم درمان عن نجاحهم في خفض الذباب إلى خمس ذبابات في الغرفة وكذلك خفض البعوض إلى ثلاث.. فقد تبارت الوسائط من واتساب وخلافه في التهكم والسخرية من الخبرين المثيرين!. على كلٍّ فإن الحكومة تخوض معركة خاسرة مع الإعلام الإلكتروني ويشبه تعاملها القاسي مع الإعلام الورقي سلوك من يغطي رأسه ويترك، جراء عجزه، ما هو أولى بالستر والحجب، عارياً تماماً يراه الغاشي والماشي. أخي أبو حراز.. تقبل تحياتي الأخ المهندس عمر أبو حراز غضب مني لأني علقت على مقال طلب فيه من رئيس الجمهورية العمل على إرجاع الوحدة مع الجنوب ثم طالب كذلك باتخاذ خطوات جريئة لحل مشكلة الحرب في المنطقتين حتى لو اقتضى ذلك أن يتولى مالك عقار وعبد العزيز الحلو منصبي الوالي على ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. أبديت دهشتي وكتبت مستغرباً أن يصدر المقترحان من المهندس أبو حراز المعروف لديّ برجاحة العقل وربما عبرت عن رأيي بصورة رآها تشي بشيء من التهكم فقد تساءلت ببراءة مازحت بها أبوحراز معوِّلاً على علاقة قديمة ظننت أنها ستشفع لي وتجعله يتفهم مخاشنتي ومداعبتي له حين سألته إن كان قد كتب مقاله وهو (في كامل قواه العقلية) وتلك كانت هي العبارة التي أثارته وجعلته يعقب مغاضباً. على كُلٍّ يلزمني أن أعتذر له وأشرح موقفي أكثر فقد دهشت لما طرحه من مطالب أعلم يقيناً ويعلم أنها لن تجد أذناً صاغية لدى الرئيس سيما وأن الحركة الشعبية نفسها لم تطمع في أن تمنح ما طلبه لها أبو حراز . الأخ أبو حراز للأسف الشديد ذهب في إساءته الظن بي إلى درجة تأويل عبارتي أنه (زول شاطر) بأنني كنت أتهكم منه حين أوردت تلك العبارة ولم أكن أعني ما أقول! لا والله يا أخي أبو حراز.. لم أكن أتهكم وأعلم حتى اليوم وحتى الغد أنك تتحلى بقدر كبير من الشطارة والحكمة وقد تزاملنا في أول لجنة تنفيذية لأول اتحاد لخريجي جامعة الخرطوم.. كل ما قلته أخي أبو حراز عن التراجع الذي شهدته البلاد في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أؤمن عليه وأبصم بالعشرة ولن أرد على كل ما أوردت في مقالك في هذه المساحة التي لم أرد بها إلا تطييب خاطرك. مشكلة الجنوب ومعالجتنا لها أزعم ان الأيام أثبتت صحة ما ظللنا ندندن حوله سيما وقد ثبت أن الجنوب أعجز من أن يتصالح مع نفسه ناهيك عن التصالح معنا، وتجربة الحرب الأهلية التي تعصف به الآن ثم تجربة الحرب التي لم تتوقف بين الشمال والجنوب إلا بعد أن فارقنا بإرادة شعبه تعضد رؤيتنا. أما أن تعود الوحدة مع الجنوب مجدداً فهذا ما لا يملك أحد، كائناً من كان، أن يقرره لأنها إرادة شعب السودان الذي يجب أن يستفتى قبل أن يوافق على قتل نفسه وإيذائها بالانتحار مرة أخرى عن طريق إعادة وحدة ملعونة لم يجْنِ منها غير الدماء والدموع والتخلف. أما عن الولايتين فقرار من يحكمهما يملكه شعبهما سيما ونحن مقبلون إن شاء الله على مصالحة وطنية تتيح للشعب أن يقرر من يختاره حاكماً عليه.. وأرجو أن يتقبل الأخ عمر أبو حراز تحياتي وتقديري واعتذاري عما يمكن أن يكون قد أصابه من رشاشٍ لم أقصد به إلا المداعبة البريئة. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة