*العنوان أعلاه تجري به ألسنة الناس هذه الأيام.. *ولكن ليس ألسنة الذين لا تقطع عندهم الكهرباء بالطبع.. *ولا تضطرهم الظروف إلى التجوال تحت الشمس.. *ولا يعرفون إن كانت درجة الحرارة فوق الأربعين أو دون العشرين.. *هؤلاء هم ناس (أحبك موت) دون حاجة لشرح أوجه ما يحبون.. *وفي عز الحر هذا التهبت أذناي بكلمات أغنية مطلعها (بحبك موت).. *ونسميها أغنية مجازاً هنا بما أنها غير محددة المعالم ، لحناً وشعراً وإيقاعاً.. *هي محض فوضى موسيقية تزيد من حرارة الجو.. *ثم المقطع التالي نصه (بحبك صورة وصوت).. *وبدافع من الفضول الحارق حرصت على معرفة مؤدي هذه (المسخرة).. *أو بالأصح ، صاحب هذه المحرقة.. *فهي تحرق الأعصاب والإحساس والمزاج .. *وعندما صمت الضجيج أخيراً عرفت أن مغنيها واحد لقبه (القيصر).. *ولم تتفضل علينا المذيعة (المحترقة) بذكر اسمه.. *فقد بدا من نبرات صوتها أنها محترقة بشيء غير الذي يحرقنا.. *واكتفت باللقب- مالئة به فمها- مع كلمات إشادة بالقيصر هذا.. *وتذكرت كلمات ترباس الساخرة في حق من سمى نفسه (المايسترو).. *قال عنه (لو ده مايسترو الله يسترو).. *فالألقاب تتساقط علينا هذه الأيام تساقط أشعة الشمس فوق رؤوسنا.. *وحمدت الله أنني كنت (تحصنت) ببعض جميل الطرب الأصيل صباحاً.. *استمعت لجانب من (ده ما سلامك) لمجذوب أونسة.. *وجانب من (الأماني العذبة) لخليل إسماعيل.. *وجانب من (غصن الرياض المايد) لرمضان زائد.. *وسبب التشوهات التي لحقت بجسد الأغنية السودانية الآن هو حب التقليد.. *فمنا من (يحب موت) تقليد الغربيين في أسلوب غنائهم.. *والغربيون لا يدهشهم ما فيه محاكاة لهم.. *بل يدهشهم كل ما هو موغل في المحلية من إبداع.. *ولذلك إحتفوا بـ(حرافيش) نجيب محفوظ و(موسم) الطيب صالح و(زول) عمر إحساس.. *وكذلك تطربهم جداً أغاني عبد القادر سالم الكردفانية.. *ولكن أمثال أغاني (القيصر) لا تدهشهم أبداً.. *ثم هي لا تعجب السودانيين أيضاً.. *اللهم إلا عشاق (التلوث السمعي) من شباب هذا الزمان.. *الشباب الذين تاهت (بوصلتهم) في كل شيء وليس الغناء فقط.. *فهي محض (مسخ) لا طعم لها ولا لون ولا رائحة.. *ولذلك تموت سريعاً ويطويها النسيان.. *وستموت أغنية (أحبك موت) بأسرع من موت وعود ناس الكهرباء.. *وقبل أن تموت عبارة (حر موت!!!). http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=11498http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=11498
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة