لقد سألت الراحل يوسف كوة مكى فى لندن يوم الاحد الموافق 13. 07. 2000 فقد كان السؤال كالاتى. الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تهزم ولم تسقط النظام الحاكم فى الخرطوم مهما طال امد الحرب. فهل للحركة الشعبية خيارات اخرى؟ فرد بسرعة شديدة قائلاً هذا سؤال جميل جداً. هذا السؤال ضمن خيارات الحركة الشعبية الثلاثة. الاول ألحق هزيمة ساحقة بالنظام عسكرياً او اسقاطه من خلال انتفاضة شعبية عارمة كالتى اسقطت نظام الفريق ابراهيم عبود اكتوبر عام 1964 وكذلك نظام جعفر محمد النميرى ابريل عام 1985 الخيار الثانى اتفاقية سلام شاملة لحل الازمة السودانية من جذورها لأجل قيام دولة القانون والمواطنة فى السودان. فاما الخيار الثالث والاخير هو ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ستوقف الحرب من جانب واحد من اجل اتاحة الفرصة للجنوبيين بان يقرروا مصيرهم كما يشاءون ام البقاء ضمن اطار السودان السودان الواحد. واما الانفصال وقيام دولتهم الخاصة بهم. فها انا اطرح نفس السؤال الى المعارضة بشقيها العسكرى والمدنى. لم تهزم ولم تسقط النظام الحاكم فى الخرطوم. فهل للمعارضة خيارات اخرى؟ الاجابة ببساطة لا خيارات لدى المعارضة بشقيها العسكرى والمدنى. ولكننى اقول للمعارضة لايبنى المجتمع فقط على القيم السياسية ولكن يبنى على القيم الانساينة. الحرب الدائرة الان فى شمال السودان حرب استعباطية وعبثية فرضت على انسان دارفور والنيل الازراق و بلاخص انسان جبال النوبة منذ الحرب الاولى بقيادة الراحل جون قرنق مروراً بالحرب الثانية التى فرضت ضد ارادته وكرامته وانسانيته. فان الاغلبية الصامتة من جبال النوبة لاتؤمن بالحرب لانها حرب بلا اهداف ومبادى وقيم, انما حرب عبثية تسلطية لخدمة اهداف ومصالح الاخرين دون المنارة للتحذير من خطرها الداهم ضد شعب جبال النوبة الذى يباد اطفاله يوميا دون وازع. اجيال شعب جبال النوبة تحمل ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومعهم قادة الخذلان بدولة جنوب السودان مسوؤلية الحرب الاستعباطية والافتراضية والعبثية التى ألحقت اقصى درجة من الخراب والدمار والموت بمجتمع شعب جبال النوبة الابى. أذن ما هو المخرج من هذه الحروب الاستعباطية و العبثية التى فرضت ضد شعب جبال النوبة قسراً. الاجابة ببساطة الحوار الوطنى, كما ذهبت اليه فى مقالى السابق الذى قلت فيه ان الحوار حرب بلا عنف لان الحوار ضرباً من التراضى ذات بوابة مفتوحة على مصرعيها وعلى اجنبها الموضوعية والشفافية. الحوار من اقوى اليات الممارسة التى عرفها الانسان منذ الازل. لانه اى الحوار نور يمشون به الفرقاء لبلوغ الغاية المنشودة, لترسيخ معانى الالفة والمصاحبة فى الوجود وترسيخ قيم الديمقراطية وتعميق مفهوم التكافل والتعاذر بين ابناء الوطن الواحد للوصول الى التوافق العقلى والذهنى بين الاطراف الفرقاء. الحوار مظلة يستظل تحتها الاعداء والفرقاء من وطأة حر العداء والعداوة . يعتبر الحوار صوت الاذان الذى يؤذن فى الناس للصلاة حيث تستجيب له الناس فى زمن الاستقتال والازمات. الحوار هو نقطة انطلاق فى رحاب التوافق لايجاد الحل مهما استعصى حله, لانه اى الحوار نمط يبلور الاراء والافكار المتبانية بين الفرقاء وصولا الى المغزى والغاية والهدف الذى لابد منه. الحوار خيار استراتيجى ونمط من انماط التراضى وقبول الاخر والاعتراف به من اجل افاق جديدة تحت سماء السودان . الحوار هو السراط المستقيم الذى يمشون عليه الحادبين على مصلحة الوطن شعبه. فلذا يجب تفعيل هذا الحوار الوطنى من اجل انجاحه حتى تشارك فيه كل الاعراق السودانية والاحزاب السودانية السياسية التقليدية والمعارضة بشقيها العسكرى والمدنى وكل الفعاليت السياسية. الاستقوى بالسلاح يعنى حرب لاطائل وجدوى من وراءها. فلذلك لا خيار اخر امام المعارضة الا الحوار الوطنى شاءت ام أبت. فاما عن منسوبى الحركة الشعبية من ابناء النوبة من قادة وضباط وصف ضباط والجنود المقاتلين البواسل داخل الميدان. وحتى منسوبيها من ابناء النوبة خارج الميدان فى امريكا وبريطانيا وهولندا ومصر. السؤال الذى يطرح نفسه كيف تمكن ياسر عرمان من ألحق الهزيمة النفسية بهم فاصبحوا جبناء غير عظماء الرجال الذين يدافعون عن كرامة وعزة اهلهم المهانة كل يوم فى جبال النوبة, والاطفال الذين يبادون كل يوم والنساء المشردات داخل الكهوف كالحيوانات باسم تحرير السودان وبنائه. ولكن بالاحرى يخرجون فى تظاهرات من اجل ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو من اجل استمرارية الحرب وابقاء الذل والاهانة ضد شعب جبال النوبة العظيم. اصحوا اصحوا اصحوا كفاكم نوم, لابد من اعادة جبال النوبة الى اهلها. حتى لقاء اخر أختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 24/06/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة