كلما الناس تطلب حقها يكون الرد من قبل الحكومة ان الاقتصاد السوداني يمر بظروف صعبة بسبب العقوبات الامريكية . العلاج المجاني غير متوفر والتعليم المجاني غير متوفر ، الكهرباء والمياه غير متوفرة بالصورة المطلوبة. كل هذه الخدمات الضرورية غير متوفرة بحجة العقوبات الامريكية ، هذه العقوبات شماعة الحكومة في التنصل من واجباتها ، والشعب جائع وعينه طالعة ، ويشكو لطوب الارض منذ 28 عاما ، ولا حياة لمن تنادي . الجماعة راكبين السيارات الالمانية الفاخرة ، ويسكنوا القصور الفخيمة ويأكلون ما لذ وطاب وغيرهم يأكل من مكبات النفايات .
المواطن لم يحصل على أي شيء ويعاني الامرين من شظف الحياة ، ولايدرى ماذا سيحدث له غدا مع الارتفاع المستمر للدولار ، واسعار السلع التي عانقت السماء. ولايستطيع حتى ان يذهب إلى المستشفى الحكومي الذي لم يصبح حكوميا ، إنها عبارة عن مأساة حقيقة و آخرها ما حدث لتلك السيدة التي وضعت مولودها في الشارع ، ويأتي الدكتور عمر خالد وضيوفه في برنامج صحة وعافية يدافعون عن المستشفى ، وهؤلاء كيف يدافعون عن هذا الموقف الذي يخلو من الشهامة والرجولة والقيم والاخلاق السودانية والاسلامية. وفي كيف يوم تسمع الكثير من المواقف التي تصم لها الأذن ، وكليات الطب تخرج الالاف سنويا على حساب هذا المواطن المسكين ، وعندما يذهل للعلاج يجب كافة الطرق موصدة . ولايجد العلاج ولايجد الاحترام. ويأتينا الحاج ساطور داعيا إلى الغاء التعليم المجاني ، حتى نقوم بتوفير المرتبات له ولغيره مما يعرف بالدستوريين الذين كما قال الطبيب المصري إن الطبيب الذي يبتز المرضى يعتبر النشال الذي يسرق الناس في وسائل المواصلات اشرف منه ، ونحن نقول للحاج أن الذي يقوم بالنشل في وسائل المواصلات اشرف منكم.
والكهرباء والمياه والطرق والمواصلات فحدث ولا حرج ، بعد بما يسمى بالجمرة الخبيثة ، اصبح المواطن السوداني لايعرف يحلها من أين وكلها فتحت يعجز عن اغلاقها ، حتى الخدمة تأتي ساعة وتغيب ساعات ، في عز الامتحان وعز الصيف ، واثناء اجراء العمليات الجراحية. نحن نوفر الاطباء للجميع ونوفر المعلم للجميع ومن نوفر المهندس للجميع ، كيف لانجد من يخدمنا ، ويطيب خاطرنا ويأخذ بيدنا بسبب اخطاء السياسيين الذي يهمهم المنصب والراتب الكبير الذي يعاد راتب الف عامل مسكين . واتذكر عندما قالت مشاعر الدولب وزيرة التنمية الاجتماعية للمعاشيين انها سترفع راتبهم من 250 جنية إلى 350 جنية وراتبها يقارب 50 الف جنيه. ولو جلسنا نحسب مآسينا لجف القلم قبل أن نكملها.
مثل غيري من المشاهدين تابعنا فعاليات جائزة الطيب صالح التي اقيمت منذ يومين ، حيث منحت ملايين الدولارات تكريما للمبدعين ، وصفق الحضور ، واعتصر الادباء الذين استلموا دولاراتنا قواميس اللغة العربية وغيرها من اللغات الحية حتى يجدون ما يناسب هذه الدولارات التي منحت لهم من عرق هذا المواطن المسكين الذي لم يسمع حتى بالطيب صالح نفسه. وكيف تقوم الدولة بدفع الملايين من العملة الصعبة لتكريم هؤلاء والمواطن المسكين يشكو من التكريم ومن عدم توفر العلاج والتعليم والكهرباء والمياه. وبالتأكيد إن هذه الاموال سواء جاءت من قروض او مساعدات خارجية كان الاولى بها المواطن الكادح الذي يبحث عن العلاج والأكل والشرب وتعليم الابناء وايجاد الوظائف له. رأفة بنا يجب الغاء هذه الجائزة في الوقت الحاضر حتى لو مؤقتا بعد ان ينصلح حالنا ، ونحن لسنا ضد الادب والابداع والتطور في شتى مناحي الحياة لكن يجب أن يكون العقل أمامنا في كل خطوة نخطوها إلى الامام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة