02:37 PM March, 08 2016 سودانيز اون لاين
رندا عطية-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
هل العنف ضد (المرأة) صادر في كل الاوقات من الرجل؟ أم هناك أنواع أخرى من العنف الاجتماعي يقع عليها من النساء والرجال على حد سواء؟ وهل لابد من أن تتعرض المرأة لاذى جسدي لينطبق عليها مفهوم العنف ضد النساء؟
جالت كل هذه الأسئلة بخاطري أثناء مشاهدتي لفيلم أمريكي يستعرض حياة نماذج متعددة من النساء فيهن المطلقة والأرملة والآنسة والمتزوجة. مستعرضا طبيعة المشاكل المعقدة التي تتعرض لها كل منهن ولكنهن بالرغم من ذلك يقمن بمتابعة حياتهن بمساندتهن و مؤازرتهن لبعضهن.. البعض.
لنجد أن الوضع مختلف في مجتمعنا الشرقي هذا المجتمع الذي يحكم على المرأة المطلقة حكماً سلبياً يجعل كل خطواتها محسوبة عليها بل وكل تصرفاتها ضدها وذلك عبر إدانتها وتحميلها لمسئولية فشل زواجها مع أن مسئولية الفشل قد تكون مشتركة، أو قد تكون من جانب الرجل، ولكن المجتمع يقوم بتجاهل كل هذه الاحتمالات بل ويقوم بمحاصرتها تقليلا لفرص استقرارها العائلي مرة أخرى كيف لا وكل أم لا تريد لابنها ألا يتزوج إلا بفتاة لم يسبق لها الزواج وفي نفس الوقت لا ترى غضاضة في أن يتزوج ابنها (المطلق) من فتاة بكر، علما أن هذه الأم هي امرأة أولا وأخيرا!
وتلك الأرملة التي كتب عليها أن (تتقمص) دور الكآبة لباقي عمرها مع أن الرجل (الأرمل) الذي في نفس موضعها يسعى كل من حوله ـ وقريباته من النساء على رأس هؤلاء الساعين ـ لتزويجه.. وفي أقرب فرصة ممكنة!!
اما تلك الآنسة التي أصبحت ذات نجاح مهني فالويل لها إن تأخرت على الزواج وقطاره إذن لأصبح هذا التأخير هو الخنجر المسموم الذي يستعمله أعداء النجاح لطعنها به بقصد الانتقاص والتقليل من شأن نجاحها هذا.
لتصل بنا المفارقة مداها لنجد أن هناك دستور (مبطن) غير مكتوب تلتزم به بعض الشركات والمؤسسات والذي يتمثل في تفضيلهم لعنصر الرجال على النساء عند الاختيار للعمل تجنبا لإجازات الوضوع والأمومة ومن ثم.. ساعات الرضاعة!!
ليتضح لنا أن العنف ضد المرأة ليس بالضرورة ان يكون مادياً تسيل فيه الدماء بل يمكن أن يكون معنوياً تذبح فيه الروح بخنجر المجتمع الباردة!!!
لتعيش المرأة داخل هذه الحلقة الجهنمية مصطلية بنيران مثل هذا العنف الصامت متزوجة كانت ام آنسة.. ربة بيت أو عاملة، ولو تمعنتم شيء ما في النماذج الأنثوية التي تحيط بكم واستحضرتم طبيعة المشاكل التي تواجههن لتجسدت لكم حقيقة وجود عنف معنوي يمارس ضدهن ضمن طقوس المجتمع المسكوت عنها سواء كان في حياتهن المهنية أو الاجتماعية، ولاكتشفتم ـ ويا للدهشة ـ أن النساء ايضا يقمن بممارسة أنواع من العنف بعضهن ضد.. البعض.
ونواصل مع دفن الأبناء لأمهاتهن الأرامل والمطلقات أحياء!!
[email protected]
أحدث المقالات
ظاهرة درمة ..!! بقلم الطاهر ساتيغياب غير مبرر..! بقلم عبد الباقى الظافرثم ماذا؟؟ بقلم أسحاق احمد فضل اللهوبقيت النبوءة !! بقلم صلاح الدين عووضةحق اللجوء واللاجئين . قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباحثيوم في حياة إمـرأة بقلم احمد حسن كـرار لا خير في أمة تموت بموت رجل بقلم كمال الهِديفي ذكرى يوم المرأة العالمي (8 مارس 2016) المرأة كاملة عقل... ما بين عالم الغيب والشهاده الترابى يحكم السودان ! بقلم ياسر قطيهالصورة والحقيقة بقلم حسن عباس النورفي اليوم العالمي للمرأة ... ايها الرجال أحبوا المرأة أمكم بقلم ايليا أرومي كوكوالهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية بقلم د. مصطفى يوسف اللداويألا ساء ما فعلوه: عينوه رئيساً للجامعة وهم يعلمون أنه مزور!!! بقلم الدكتور أيوب عثمانوطن من الذكريات بقلم حيدر محمد الوائلي