اليُّم عميقٌ و عاصِفُ.. سفينتكم تتأرجح بعنف ذات اليمين و ذات اليسار..و السيد و زير المالية راجعَ دفاتره و لم يجد مفراً من أن يرمي بنا- نحنالشعب- في البحر العاصف.. فنحن السبب في خراب الاقتصاد و نحن من أثارالعاصفة على الاقتصاد لأننا لا ننتج.. كل الشعب السوداني يسبَح لبلوغ (القيف).. و لتبدأ صورة الجياع!خائفون نحن عليكم يا أيها الوزير..! و لسنا بخائفين منكم! الغُبن..الغُبن شديدٌ و عميقٌ في السويداء.. اليأس من زوالكم سِلماً يكاد يبلغمنتهاه.. و التفكير في إزالتكم بنهج أخر قد تمَطَى ليبدأ المشوار العاصفنحو زوالكم.. و عليكم أن تتأهبوا للهروب إلى بلدانكم ( الاحتياطية) فيأوروبا و الدنيا الجديدة..الغُبن في البيوت.. الغُبن يركب الحافلات.. و يملأ الطرقات.. و يوماً بعديوم يزداد.. نخاف على مدننا من اجتياح الغُبن المتوجِّه نحو ضياعكم وقصوركم حاملاً الفؤوس لتكسير كل الأصنام و تمزيق عبَدَتِها إرَباً..إرَباً....الوزير لا يعرف مسئوليات وظيفته و لا وظيفة حكومته ، فحَمَّلنا المسئوليةتماماً فشل نظام الانقاذ. و في حسبانه أن على الشعب أن يلجم التضخمالجامح بوضع سياسات مالية و نقدية تتواءم و الظروف المحيطة بالعرض والطلب- في سعر صرف النقد الأجنبي محلياً و عالمياً.. و على الشعب التدقيقلترتيب موازنات سنوية تتلاءم مع الدخل و المنصرف للوزارات و المؤسسات..مع وضع اعتبارات للطوارئ.. و على الشعب أن يتحلى بإرادة سياسية قويةللتأكد من عدم تسرب 75% من الدخل القومي المحلي إلى الجنجويد الذينيملكون نواصي الحواكير في دارفور.. و على الشعب أن يسد الخلل- متى حدث-لضمان توجيه الموارد لسد الاحتياجات الفعلية للوزارات و المؤسساتالحكومية.. و على الشعب أن يتأكد من ألا مظان لفائض يتم تجنيبه لأغراضخارج بنود الموازنة.. أغراض ربما تشكِّل هدايا غير ملزِمة.. أو نثرياتتُنثر هنا و هناك لدعم أهل التمكين و الحظوة.. و على الشعب أن يمنع أيحوافز يتم دفعها لأناس كل عملهم ينحصر في متابعة مباريات الدوريالأوروبي... و قراءة الصحف الرياضية تحت أشجار النيم و اللبخ في حضرةستات الشاي..إنه شعبٌ وحيدُ عصرِه يحكمه نظامٌ فريد عصره!ما كان على الشعب أن يطيح بالسكة حديد و يبيع قضبانها لأهل ( التمكين)..و لا كان له أن يتجاهل مشروع الجزيرة و الخير ( المنبهل) منه على كلالسودان.. و قد أخطأ الشعب حين باع الخطوط الجوية السودانية الجميلةالأنيقة التي كانت تقف عزيزة في كل المطارات التي تهبط عليها، و لهابيتان ( مِلِك) في هيثرو و الخرطوم، باع بيت هيثرو لشخص مجهول بثمن بخس..و حطم الخدمة المدنية المسكينة بسكاكين (التمكين) اللعين.. و ما كان علىالشعب أن يصادق على بناء غابات أسمنت و شوارع أسفلت ( مهكعة) في المدن والقرى.. و كان عليه أن يصب جل اهتمامه بالبنى التحتية فيبني طرقا تربطبين مناطق الانتاج في الأرياف و بين الأسواق في مناطق الاستهلاك فيالسودان و في كل الدنيا.. و كان حرياً به أن يستغل الثراء البتروليالفجائي لطرد غائلة العطالة من بلادنا.. و إفساح كل دروب الانتاج للشبابكي يرفع من أسهم البلاد بين الدول الناجحة..لكن الشعب فشل فشلاً ذريعاً و صار يستهلك أكثر مما ينتج.. و الفساد انطلقبسرعة الضوء طوال 25 سنة ( الانقاذ).. و كل المصائب لم تأت إلا عبر هذاالشعب.. كل المصائب..!سيدي الوزير، العالم يضحك عليك.. سعر برميل الخام الأغلى في تصنيفاتالبترول- خام ( برنت)- يحوم حول 30 و 40 دولاراً. و هذا رقمُ يرفع الستارعن ادعاءات دعم الحكومة للبترول.. بل و يظهر حقيقة أننا نحن من ندعمالحكومة في السلعة .. كما ندعمها في القمح الذي تدنت أسعاره عالمياُ بشكلأربك ميزانيات عدد من الدول المنتجة له.. لكن حكومتنا تُزايد علينابالإصرار على السعر القديم و هو الأغلى للقمح في السوق العالمي.. وتتلاعب بنا في ميدان الكهرباء.. إذ نتحمل نحن تكاليف الكهرباء بالدفعالمقدم.. و تقطع عنا التيار كل مرة، و فلوسنا - المدفوعة مقدماً- فيجيبها أو في جيوب الجنجويد.. و نفرح.. كما الأطفال عند عودة التيارالكهربائي بعد قطع طويلٍ ثقيلٍ طولَ و ثقلَ سنوات نظام الانقاذ.. " إنالكلابَ طويلةُ الأعمارِ"!لقد عودنا النظام ألا نفرح.. و إذا فرحنا، أن يكون فرحنا فرحاً تسبقهسلسلة من عذاب و تعذيب.. و تلي الفرحة سلاسل أخرى من عذاب.. ففرحة التحررمن التعذيب الطويل قد تُنَسيك العذاب ذاته.. لكننا لم نُجْبَل على نسيانمن عذبنا وأهاننا!يا أيها الوزير، تطالِبونا بدعم ميزان صرفكم البذخي على الجنجويد والدستوريين المترفين بدعوى أنكم ترفعون الدعم عن المحروقات و عن القمح..و قد ظللتم تطالبونا بدفع ( رسوم النفايات) و تتكدس النفايات أمام بيوتناأشهر عديدة في انتظار الشاحنات لنقلها، و لا تأتي الشاحنات، فنضطر لنقلهابأنفسنا إلى المكّبات الرئيسية في الخلاء.. و تطالبونا- يومياً- بالمزيدمن أموالنا التي تتناقص بمتواليات هندسية لتصب في حساباتكم و حساباتأهليكم في الداخل و الخارج.. و نحن نعرف ألاَّ مال دفعتموه- في أي وقتٍ-دعماً لأي سلعة تدّعون.. و نعلم أن جماعاتكم تحسب حساب كل صفقة ( حكومية)حساب الشحيح لمعرفة غير ذات صلة بالحكومة.. و جماعتكم يحسبون نفس الحسابفي أي مأمورية - رسمية- إلى الخارج.. الكل يريد لنفسه و ليس للسودان وشعبه..أنتم لستم منا.. أو كما قال الرسول الأعظم:- " من غشنا فليس منا!"..أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة