|
تجربة السيسى وكمبالا لن تتكرر فى جبال النوبة بقلم حسن على شريف
|
07:12 PM April, 07 2016 سودانيز اون لاين حسن على شريف- مكتبتى رابط مختصر كيتشنر / كندا
* توقيع الوساطة الافريقية مع المؤتمر الوطنى لا معنى له , و الوساطة ليست محكمة دولية لأجبار قوى نداء السودان على تبنى رؤية المؤتمر الوطنى فى التفاوض !!!
* محاولة المؤتمر الوطنى لتكرار تجربة سلطة دارفور فى جبال النوبة لن تفضى الى شىء!!!
* وكمبالا لن يحدث مرة أخرى , و المؤمن لن يلدغ من الجحر مرتين !!!
فى بادىء الأمر نعتذر لقرائنا الكرام عن التوقف لفترة غير قصيرة عن الكتابة فى وسائط الأعلام الألكترونية . فهى ليست أستراحة محارب بل قرار منى فى الغوص فيما يجرى فى جبال النوبة / جنوب كردفان وفى السودان عموماً . وسط معاناة شعب نبيل محب للحياة والسلام والأمن .
حرب الكتمة الحرب الثانية على جبال النوبة مضت عليه خمس سنوات وسط تسع من المفاوضات الفاشلة وكم هائل من اللقاءات الغير مباشرة بين حكومة المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية شمال, و النتيجة دوماً صفر كبيرعلى الشمال وخيبة أمل للموطنين الذين يرزحون تحت نيران المدافع الثقيلة وطائرات الأنتنوف والشبح والبراميل العويرة.!!!
الحركة الشعبية شمال جرت جرى الوحوش فى كل بقاع العالم
مستصحبة حلفائها لأقناع العالم بضرورة حلحلة قضايا السودان الشائكة واحلال السلام العادل و تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة تراعى قيم الديموقراطية و التنمية المتوازنة والعدالة الأجتماعية و كيفية أدارة التنوع الأثنى و الثقافى فى السودان مقترحة بذلك مؤتمراً دستورياً لا يستثنى أحد , دستور يتراضى علية جميع السودانيين ليبدأ من بعده مشروع نهضة السودان البلد القارة رغم ذهاب ثلثه الى دولة جنوب السودان . وهذا الجرى محصلته ليست كما كنا نتوقع رغم أعتراف الغرب بمشكل المنطقتين وحتى بقية المشاكل التى طرأت من بعد فى أقصى الشمال و الشرق و دارفور!!!!
المؤتمر الوطنى سادرفى غيّه ويتعامل مع باقى القوى السياسية والمعارضة والحركات المسلّحة بنوع من العنجهيّة والصلف كأنّه يملك صكاً من الله بحكم السودان و فرض رؤيته على الآخرين غصباً عنهم !!!.
لعبة المصالح الدولية أصبحت تطل برأسها المدمر على أعناق الدول التى تتخذ خط الأسلام السنى والعروبة, فها هو أوباما يظهر على حقيقته فى خطابه الأخير بمناسبة مرور ثمانية سنوات على رئاسته لأمريكا لنسمع منه العجب العجاب وكنا نحسب أنه نصير المظلومين ,فأذا به يعترف بأنه نصير الصهيونية والشيعة ونصير الحكومات الدكتاتورية فى الوطن العربى والأسلامى !ّ!! وبذا عرفنا السبب لماذا البشير باق فى حكمه رغم انه اكبر متهم للمحكمة الجنائية الدولية, اتى بما لم يأت به اى دكتاتور فى العالم , اوباما يقول أن سياسته الخارجية هى الحفاظ على الحكومات الدكتاتورية بمشاكلها وحروبها لتبقى ضعيفة على الدوام , وبذلك تكون هذه الدول عرضة للنزاعات المستمرة كما فى سوريا ومصر والسودان وليبيا واليمن واستنزاف أموال ممالك ودول البترول العربية بحجةأنها مستهدفة من بقية الدول العربية والأسلاميّة على رأسها أيران . وذلك من
أجل المصالح و الأمن القومى لأمريكا و أسرائيل !!!؟؟؟. فهل يستحق السودان بتركيبتة الأفريقية الغالبة بشراً و موقعا على الكرة الأرضيّة, مع عرب أصلاً مختلطون بدم الأفارقة لأن تكون ضمن جامعة الدول العربية ؟ وما ذنب الأفارقة السودانيون ليعانوا وهم لا عرب لمجرد وجود السودان ضمن جامعة الدول العربية؟؟؟.
المعارضة فى ثوبها الجديد المتجدد وبمجاهدات الحركة الشعبية شمال فى تطوير تحالفاتها من نداء كاودا الى الفجر الجديد و مرورا بالجبهة الثورية الى نداء السودان و لقاء باريس , قد كسبت المعارضة السودانية الجولة الأخيرة من مشاورات أديس أبابا برفضها التوقيع , وقد يرى الكثير من الشعب السودانى والسياسيون السودانيون أن الحكومة قد كسبت الجولة بالتوقيع مع أمبيكى لمفاوضات تقود الى سلام فى السودان بيد أن الصورة الحقيقية تقول عكس ذلك تماماً للأسباب الآتية :-
أولاً :- الحركة الشعبية شمال قد كسبت الجولة بأنحيازها الى كل المعارضة السودانية المسلحة و الحزبية بقيادة حزب الأمة و ومنظمات المجتمع المدنى مما يعطى أملاً كبيراً فى توحيد قوى المعارضة حول برنامج الحد الأدنى و الذى سيفتح كوّة واسعةً ومباشرة الى تفعيل الحراك السياسى الشامل فى السودان ستؤدى حتماً الى أنتفاضة وعصيان مدنى مخطط فى القريب العاجل محروسة بسلاح الحركات المسلّحة , خاصة أن الظرف الأقتصادى و قوة الجنيه السودانى فى أضعف حالاته مع عجزالمؤتمر الوطنى التام فى أيجاد معالجات لهذه الظواهر المستعصية ,مما يعطى الشعب السودانى الأحساس بضرورة التغيير العاجل من أجل غد مشرق و الخروج من عنق الزجاجة وحالة اليأس الذى يعتريه الآن.
ثانياً :- المؤتمر الوطنى دخل بتوقيعه الغير مدروس فى ورطة حقيقية بالتوقيع منفرداً مع أمبيكى فى ظاهرة غريبة جداً فى عالم السياسة و المفاوضات , بل أن هذا التوقيع لا قيمة ولا عواقب لها البتة ما دام الطرف الآخر لم يوقع عليها . بل أن الظاهرة هذه مجرد مزايدة ومحاولة لجر المعارضة الى حوار قاعة الصداقة العقيم لأضفاء المزيد من الشرعية الزائفة لحكومة المؤتمر الوطنى .
ثالثاً :- أستعجلت حكومة المؤتمر الوطنى بالتوقيع مع أمبيكى فى كشف عمالة أمبيكى , وعدم مقدرة الأتحاد الأفريقى على حل قضايا القارة الأفريقية , بل برهنت أن الأتحاد الأفريقى مهمته الأساسية الحفاظ على حكومات الأمر الواقع فى أفريقيا و السودان مثالاً, بدليل أن الأتحاد الأفريقى و المؤسسات المنبثقة منها مثل مجلس السلم و الأمن الأفريقي والوساطة الأفريقية وموظفيها ما هم الّا بقايا رؤساء من الدول الأفريقية لهم ما لهم من مصالح بينية يحرصون على أستمراريتها , وبالتالى لانتوقع على الأطلاق أن يتخذ الأتحاد الأفريقى أى قرار يمكن أن يؤدّى الى الشفافية فى الحكم أوتمكين الشعوب الأفريقية من حكم نفسها بنفسها.
رابعاً :- لكل الأسباب أعلاه يكون الطريق قد أصبح ممهداً لتفعيل كل قرارات مجلس الأمن الدولى تحت البند السابع ضد دولة السودان !!! خاصةً قرار المجلس رقم 2265 الصادر بالأجماع تحت الفصل السابع فى فبراير 2016م. و الذى يتيح التدخل العسكرى المباشر فى السودان , لا سيّما أن وجود القوات الدولية على قفا من يشيل فى السودان , ومجلس الأمن لا يحتاج لكبير عناء فى نقل قوات أضافية الى السودان و ربما الموجود فى السودان يكفى لأداء المهمّة بأرتياح,وهذا ما يفسر عويل المؤتمر الوطنى فى وقت سابق بضرورة سحب القوات الدولية من البلاد وهذا لا أن يحدث الآن خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2265 الصادر بأجماع المجلس مما ينذر بحدوث امر ما فى القريب العاجل فى شأن الأوضاع المتردية خاصة بعد تسرب الأنباء بدخول أعداد كبيرة من الدواعش الى السودان , علاوة على ثبوت أستخدام المؤتمر الوطنى القنابل العنقودية المحرمة دولياً . و يمكن أن نقول بأرتياح أن الحركات المسلحة و حلفائها من أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدنى من أمامكم يا مؤتمر وطنى و الفصل السابع بوجود القوات الدولية من خلفكم فأين المفر ؟؟؟.
أن محاولات المؤتمر الوطنى أقحام بعض القيادات السابقة لجبال النوبة فى المفاوضات الجارية بين الحركة الشعبية و حكومة المؤتمر الوطنى لأمر ساذج , لا هم قيادات لحراك أبناء النوبة فى الخارج ومن يملك دليلاً لذلك فليثبته لنا حتى نعترف بهم ؟؟؟ وأيضاً لا هم قيادات لأحزاب منطلقة من جبال النوبة مثل الحزب القومى السودانى ويكفى ما قرأناه عبر الوسائط الأعلامية من بيانات تتبرأ منهم !!!, مثلهم كمثل السيسى الدارفورى صنيعة المؤتمر الوطنى لقطع الطريق على الحركات المسلحة الدارفورية و أيهام المجتمع الدولى بأن السلطة و الحقوق فى دارفور قد عادت الى أصحابها ظاهرياً ولكن تحت الكواليس ما هم الآّ كمبارس يؤدون ما يريده المؤتمر الوطنى مقابل دراهم معدودات وثمن بخس يبيعون به أشواق الشعوب نحو الحرية و الديموقراطية والعدالة الأجتماعية و التنمية المتوازنة و حق أن تمارس تلك الشعوب هويتها و ثقافاتها دون أجحاف للهويات والثقافات الوافدة وهذا ما نعنى به أدارة التنوع الأثنى و الثقافى بتوازن غير مخل بسلم و أمن البلاد.
وكان حرّى بالمؤتمر الوطنى أن توفد وفداً من أبناء النوبة من عضوية المؤتمر الوطنى المعروفين لدينا وهم يمثلون وجهة نظر حزب المؤتمر الوطنى ورؤيتها فى حل قضايا جبال النوبة وهم فى النهاية أبناء لجبال النوبة وللسودان قد نختلف معهم فى الرؤى ولكن لا أختلاف على الأطلاق بأننا جميعاً ننتمى الى منطقة واحدة ويمكن أن نلتقى مع الحوار الجاد فى فى الحد الأدنى الذى يجلب السلام و الأمن و الأستقرار و التنمية المتوازنة والأعتراف بالتنوّع الأثنى و الثقافى لكل أعراق المجتمع . ).Multiculturalism(
تجربة كمبالا ومؤتمره الشئوم لن تتكرر فى جبال النوبة , هذه التجربة التى أفرغت مضمون قضيّة جبال النوبة فى مفاوضات نيفاشا و أختزلتها فى المشورة الشعبية المدغمسة والمبطّنة بسوء النيّة و التسويف مما أدّى الى الحرب الثانية فى مطلع يونيو2011 م .
الحركة الشعبية موجودة فى السودان و جذورها راسخة فى أرض وشعب النوبة وتمضى بخطى ثابتة وراسخة فى أنحاء السودان المختلفة طالما أنها تتبنى مشروعاً لسودان جديد ودستور جديد لا يثتثنى أحداً من أحزاب ومنظمات مجتمع مدنى . ويكفى أنتصاراتها القوية فى جبال النوبة والنيل الأزرق فى هذه الأيام بأنها موجودة بقوة قادتها و رجالها و نسائها القابضون على جمر القضيّة , يبذلون أرواحهم رخيصةً من أجل غد أفضل لكل السودان .
وثورة حتّى النصر
وما ضاع حق وراءه مطالب
كيتشنر أونتاريو 7أبريل 2016م
أحدث المقالات
- آخر نكتة (اكبر مقلب في شمال السودان)!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
- تمثال للأم الشجاعة بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
- دروس في الذكرى الحادية والثلاثين لثورة رجب/ أبريل 1985م بقلم الإمام الصادق المهدي
- العراق والوصول الى خط النهاية بقلم عدنان الصالحي/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية
- عرجاء عرمان إن ضلت هل ترجعها الصور إلى مراحها؟ بقلم أمين زكريا- قوقادى
- شياطين الانس يلعبون في محاور الدين! بقلم عثمان محمد حسن
- قوى المستقبل: تمكين الإنتهازية السياسية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- متى كنت رئيسآ حقيقيآ؟؟ بقلم بدوى تاجو
- 6 أبريل وفاطمة شعر نعيم حافظ
- لِمصلحة من وئدت مستشفي الخرطوم؟؟؟ بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
|
|
|
|
|
|