05:55 PM March, 08 2016 سودانيز اون لاين
حامـد ديدان محمـد-
مكتبتى
رابط مختصر
بهدوء !
أغداً ألقاك ؟ ياهولَ نفسى من غدِ ! يا إلهي ، لايكاد الشاعر يستجمع قواه ،لايكاد يصدق أن محبوبته بكامل جمالها ، إنوثتها وحيائها ستقابله ... أى هندام يتخذ، أى شكل يكون هو وأى لغة يختار لمثل هذا اللقاء والذى يعد جهدِِ جاهد وصبر طويل تنازل معه القدر من كبريائه وأنبلج الصبح وسيقابل (ست !) عشه الجميل بعيداً عن القيل والقال وبعيداً عن نظرات العوازل الحارقة ...إنه شاعر السوادن المغفور له إنشاءالله الهادي آدم ، وتلك هي كوكب الشرق أم كلثوم والتي تغنت بتلك الأغنية الخالدة والتي مطلعها : أغداً ألقاك، فإن معطيات الزمن للقاء المحبوبة في ذلك الوقت ،كانت قاسية ونادرة ... فالمرأة كانت حبيسة (الحوش) لا تقادره الإ بإذن ولى أمرها وحتي التعليم كان محدوداً للإنثي في مؤسسات يمنع فيها إختلاط الجنسين وبالتالي ، فإن وظائف النساء كانت محدودة فلا يجوز أن يختلي رجل بأمرأة تحل علية والإ ،فإن القيامة ستقوم ويوصف الرجل بأنه (مطلوق) ولا مروءة ولاخلق له وتوصف المرأة بإنها خارجة عن دائرة الأدب والحشمة ويوصف ولي أمرها بأنه شيطان أخرس!
شيئاً فشيئأ ، تبدلت الاحوال والمعطيلت فصارت البنت تتساوى مع الولد في الدراسة والتحصيل وقد (تخمش) منه الوظيفة عقب التخرج فقد تساوت الكتوف والمرأة الآن،معلمة ،طبيبة،مهندسة،قاضي ، شرطية ،عاملة ومديرة مؤسسة وبالطبع ،فإن اللقاء بها أصبح سهل كشرب الماء: في أي مكان وزمان ... خرجت المرأة من الحوش (ومسكت) سكة العمل ، تجد وتكدح لتعليم وإطعام وتربية عيالها فالباب مفتوحُُ علي مصراعيه لها ومثال ذلك (ست الشاي!) والتي تعد وتبيع الشاي والتي ملأت الشوارع والطرقات والأسواق ورغم ، أن الأمر ملفت للنظر ، الإ أن السواد الأعظم منهن ، يعاني بسبب لقمة العيش فهي قد تكون أرملة من إنتاج (الحركات المسلحة!) أو أن زوجها قد داهمته المنية وإنقطع أثره أو أنه مريض أو كبير في السن ولا يستطيع أن يؤدى عملاً ، لذلك فإن ست الشاي لها ظروفها الخاصة بها وظروف تخص المجتمع الذى أصبح جاف، وجفت معه الحياة لتصبح ست الشاي سؤال صعب وبلا إجابة حاسمة وتظل بائعة الشاي السودانية (دمغة!) كبيرة علي فشل المجتمع السوداني من إيجاد عمل لائق لكل الشعب نساء ورجال .... ست الشاي تسهر الليل ... تحرقها حرارة النهار ... تحرقها الكلمات النابية وستظل حديث المجتمعات غير السودانية ولكن مع ذلك كله ، فمن واجب الدولة حل الإشكال بحكمة ، صبر وحلم لأن الموضوع وكما يقول العوام (سيك سيك معلق فيك!) والمقولة الدارجة والتي تقول (كن الله بلاك ببلاء ، أمسكه بقلاء!) فالأمر بلية أصابت في مقتل .... السودان كله في حالة حرب منذ أكثر من عقدين والحديث عن الموت أصبح كالحديث في ساعة سمر، والمأسي كالمعيشة الصعبة تلف الكل .... رغم وجود المواد الغذائية في الأسواق ، فإن الجوع موجود ، فكيف لفقير أن يتحصل علي (نصف الربع !) من كيلو اللحم وكيف يطبخه ؟ .... قارئي العزيز ، نحن جوعي في سودان اليوم والمرض هو صديق حميم للجوع فالمرضي يرثي لحالهم وهم يتوافدون إلي العاصمة القومية ، الخرطوم جماعات ِِ ووحدانا ، ذلك خلاف الذين يسافرون للخارج بغرض العلاج ... حالة الحرب ، أنتجت أجيال (خنع قنع ) لا خير فيهم إذاً ، هناك ست شاي تبيع الشاي وهناك ست ليل تبيع الهوي!
أرى أن مفتاح الحل لقضية ست الشاي عند ولاة أمور السودان . فلماذا نعالج النتائج بدلاً من الأسباب؟ ست الشاي ، حالة ناتجة عن قهر وظلم المجتمع والحكام فلماذا لا نعترف بإرتكاب الجريمة والسعي لأيقافها ؟ لماذا لا تقنن مهنة ست الشاي ؟ لماذا لا نمنحها (برندة) تمارس منها مهنتها؟ بدلاً عن الكشات المخيفة وتدمير عدة الشاي، البنابر والكراسي ... لماذا هذه القلظة من المجتمع علي بعض أفراده؟ لماذا لا نوفر لها الحماية بدلاً من دمار (قهوتها ) هل هي (نبت !)شيطاني؟ لماذا لا نجد بديلاً مقبولاً للمرأة بائعة الشاي وسعينا لتوفير الأمن والأمان لها ؟ إنها حالة غير متعارف عليها في مجتمعنا السوداني .... حالة أفرزتها حالة الحرب في مجتمعنا وحالة الظلم وعدم العدالة في توزيع فرص العمل .
صحيح ، أن هناك جماعة مارقة عن العادات السمحة تتواجد مع ست الشاي وهم الصعاليك ومدمني المخدرات ومع ذلك ، فإن ذلك لا يمنع من أن نخلق لست الشاي مناخاً ملائماً وأن نمنحها عنايتنا.... يجب أن نعترف بأن المجتمع هو الذى (لفظ) بها إلى قارعة الطريق وعليه يجب عن تحيا وتعيش .صحيح، أن الحالة شاذة والأصح أن زماننا في سودان الجدود هو الأخر قاسي وشاذ!يجب أن نفكر جيداً ونتوقف عن الكشات الت تستهدف ست الشاي .
قارئي العزيز ،إن ست الشاي هي أمك ، عمتك ،زوجتك، خالتك وإختك فيجب أن تجد منا كامل الإحترام ... نقول ، يجب علي ولاة الأمور معالجة الأسباب قبل النتائج وأن تتوقف الكشات بأمر والي ولاية الخرطوم فوراً والإ ، فإن الأمر سيخرج عن السيطرة فالمسألة بنسبة لست الشاي ، هي حياة أوموت!. فهل تحسسنا قلوبنا جيداً قبل (إهراق ) شاي تلك المرأة العاملة ، الكادحة والمجتهدة في تربية أبنائها وتعليمهم ؟ يجب أن نسمح لست الشاي عن تعيش بيننا بسلام !.
وأن آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وألا عدوان إلاعلى الظالمين.
إلى اللقاء
أحدث المقالات
الترابي مات.. أم قتل..؟ بقلم الطيب الزين ورحل والدي في صمت !! بقلم خضرعطا المنانتفسيرات أخرى للعنف ضد.. المرأة (1) بقلم رندا عطيةالى وزير الصحة السودانى ادوية تباع من خلال شاشة التلفزيون بقلم محمد القاضيمستقبل الحشد الشعبي بعد انتهاء داعش بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجيةحسن الترابي: هل أصاب الناس الإعياء منه؟ بقلم عبد الله علي إبراهيمظاهرة درمة ..!! بقلم الطاهر ساتيغياب غير مبرر..! بقلم عبد الباقى الظافرثم ماذا؟؟ بقلم أسحاق احمد فضل اللهوبقيت النبوءة !! بقلم صلاح الدين عووضةحق اللجوء واللاجئين . قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباحثيوم في حياة إمـرأة بقلم احمد حسن كـرار لا خير في أمة تموت بموت رجل بقلم كمال الهِديفي ذكرى يوم المرأة العالمي (8 مارس 2016) المرأة كاملة عقل... ما بين عالم الغيب والشهاده الترابى يحكم السودان ! بقلم ياسر قطيهالصورة والحقيقة بقلم حسن عباس النورفي اليوم العالمي للمرأة ... ايها الرجال أحبوا المرأة أمكم بقلم ايليا أرومي كوكوالهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية بقلم د. مصطفى يوسف اللداويألا ساء ما فعلوه: عينوه رئيساً للجامعة وهم يعلمون أنه مزور!!! بقلم الدكتور أيوب عثمانوطن من الذكريات بقلم حيدر محمد الوائلي