|
بقادي الحاج أحمد يكتب من الغربة " اهتزاز النظرات"
|
من الغربة المتاخمة للبحر، رسائل إلى الوطن
صالح حامدين يكتب الي صديقه الهادي آدم عن اهتزاز النظرات.
هوما لو ما عندو فرامل كنا في السبعينيات من القرن العشرين نمارس التسكع في طرقات وأسواق وملاهي المدينة. ذات يوم نحن مجموعة من أولاد الحلة وقوفاً في ظل شجرة النيم، جاءت تمشي على مهل وهي تعبر الطريق من الناحية المقابله متجه نحونا، لم تكن مراهقة مثلنا، كانت أكبر سناً واكثر جراءة في مشيتها وتثنيها. أحدنا قال لها: ياشابه أقطعي الشارع سريع العربية جايه. نظرت إلينا وابتسمت، هو ما لو ماعندو فرامل قالتها... مواصلة سيرها بنفس الإيقاع والرزم...
عندما حكيت ما حدث في البيت، أصابت الوالد دهشة أكثر من التي أصابتني ورهط شجرة النيم، ظل يضحك ضحكته العذبه، التي كنا نسمعها منه عندما يكون مع اصدقائه، أو في لحظات الأنس والصفاء معنا في البيت، ما اكثرها في تلك الأيام!
يردد قالت هو مالو ماعندو فرامل مضيفاً من عنده التنغيم ودلع البنات في الكلام.. يضحك ونضحك نحن معه.. يردد ونضحك معاً. شببنا عن الطوق وقوى عودنا في الدنيا ووتفقهنا في شأن النساء بدى لنا أن سائق العربة لم يكن معني ب هو مالو ما عندو فرامل ، ولا قاطني شجرة النيم، تشعبت أمامنا الطرق لم ندرى أي طريق سلك ذلك الماعندو فرامل، الذى ودعناه بتلك النظرات المهتزة. أخوك: صالح حامدين مدينة الخُبرمارس 2014م
|
|
|
|
|
|