يحتفل الشباب برأس السنة.. في 1/1 من كل عام بالعطلة، عيد الاستقلال ليسفي الأذهان.. فالاستقلال ضاع منذ زمن.. و انتهى به المسار إلى كرشالانقاذ.. تلك الكرش التي تزدرد كل ما تصادفه في الهواء الطلق و قطارالزمن يعبر المحطات محطة.. محطة دون اكتراث بمن يفوتهم من المهمشين علىالأرصفة فاغرين أفواههم في اندهاش و عدم تصديق لمشهد الدنس و العفن والدخان الذي يخلفه وراءه على الملأ بعد تخَطِّيه إياهم..و لا يزال الصراع محتمداً بين الباطل و الحق.. المستبدون يستميتون فيمحاولة صرف الانظار عن مسروقاتهم من قصور و أبراج و منتجعات مترفة.. وأراضي مميزة و حُلِي.. و يبثون أحاديث مرسلة عن مناضلين يتنقلون بينفنادق أوروبا الفخيمة.. و يلتقط اعلام الاستبداد القفاز في محاولة لتوجيهضربات قاضية على المناضلين بزعم أن حروباتهم تتم من الفنادق.. و أن أبناءالمناضلين يتمتعون في أوروبا بينما أبناء النازحين محرومون من التعليم،وإذا وجد أبناء النازحين للتعليم سبيلاً، ففي مدارس مبنية بالحطب ومعروشة بالخيش.. و قد يكون الإجلاس تحت شجرة من أشجار السنط أو التبلدي..مستبدوا الانقاذ يجيدون لَّي الحقائق.. و يصفقون بحرارة حين يلوونها، ولا يدرون أنهم يصفقون على خداعهم أنفسهم..سمعت ذاك المتنفذ يرمي بدائه على المناضلين و ينسل.. و ديدن مستبديالانقاذ ألاّ يروا عيوبهم.. و أن يخوضوا في ما لا يعلمون.. و ربمايعلمون لكنهم يحاولون تجهيل المواطن.. و الحيلولة دون فكره و فهم الأشياءعلى حقيقتها..ألم يأتكم نبأ الوزير معتز موسى وزير الكهرباء و هو ينتقد الصحافة والصحافيين بسبب تناولهم قطوعات التيار الكهربائي المبرمجة؟ فقد امتن علىالصحف:- " الوزارة بتدفع قروش للإعلان بالصحف عن برمجة القطوعات بغرضالصيانة، و الصحفيين ينتقدوا القطوعات في الصفحة الثانية و قد سبقتهاصفحة مدفوعة القيمة!". و حين قال له أحد الصحفيين " نحن بنمثل الشعب" ردالسيد الوزير:- " هو الشعب انتخبكم عشان تتكلموا باسمو؟؟!"إنها مفاهيم استبدادية إنقاذية ( إسلاموية) للصحافة و الشعب والانتخابات.. و هي نفس مفهومهم المغلوط للدين حين تسلطوا على العالمينباسم التمكين.. دون مراعاة لمقاصد الآية الكريمة " الذين إن مكناهم فيالأرض....." فتمكنوا و لم يقوموا بالواجب نحو الأمر بالمعروف.. و النهيعن المنكر.. و تركوا الفساد و المفسدين يسرحون في كل مكان، بل صاروا همأرباب الفساد، و دروع المفسدين للحيلولة دونهم و الوقوف أمام العدالة..قتحسس جيبك كلما سمعت أو قرأت جملة مضافةً إلى كلمة ( اسلامي).. صارتالكلمة غطاءً لجريمة تُرتكب، بكل الوسائل، في هذا البلد ضد البلد وإنسانه المهمش.. و قد أضحت كلمة ( إسلامي) دليل فكر فاسد مجَّ سماعهالناس في المذياع و التلفاز.. و العياذ بالله من شياطين الإنقاذ و من لفحول تعاويذهم الزرادشتية الأصول..و العام قد أطل برأسه كما الأفعى من بين ثنايا ابتساماتهم الصفراء التييرافقها الفشل في خداع المواطنين.. و قد تحدث كبيرهم عن بشريات برفاهٍقادم في العام الجديد، و انطلقت الأصداء( بشريات.. بشريات.. بشريات).. وصار كل وزير و كل والٍ و كل متنفذ يطل على الجماهير يردد الكلمة..فحذارِ من بشرياتهم، أيها الشعب السوداني الصبور.. بشرياتهم تستوجب أنننعي لكم ما تبقى لنا من رمق..! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة