02:32 AM March, 15 2016 سودانيز اون لاين
الحافظ قمبال - قمباري-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
15/3/2016م
قد يُصدِقُ البعض ويُكذِبُ البعض الآخر عبارة فحواها بأن هناك قوة خفية تسلطت فيما بعد على البشر؛ تُحرِك هي بذاتِها القوة البشرية الظاهرة في العالم لتعمل وفقًا لتوجهاتِها ومصالحها المعنوية والمادية بما فيها الحضارية إن لن نبالغ في ذلك سواء إن كُنا من المصدقيّن اوالمكذبيّن ومتشككيّن اويقينيّن ؛ منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارِها في مختلف أرجاء كوكبنا الأرضي هذا ؛ من عقدٍ لآخر ؛ مستخدمةً في ذلك القوة الوطنية في ذات البلد الغني بحضارتِها ودون ريب تلك القوة الوطنية المستخدَمةَ تجدهم أقلية حديثة تفتقِرٌ لحضارة ضاربة في الجذر ؛ وبالطبع ذلك على حِساب الأغلبية الساحقة المحقة ؛ ففي وطننا السوداني الذي كُوِنت من عِدت دويلاتُ وممالك/ سلطنات قديمة ومتفاوته في توارِيخها وحضاراتِها أي سودان اليوم - ظلت الأقلية المستحوزة على السلطة والثروة بالبلاد تعمل وفقًا لتحالفات مرئية وغير مرئية مع قوة عربية إقليمية - تُحرَك هي بدورها - لتضمن لها بقاءِها في السلطة وبشكل تكتيكي غير مرحلي ؛ في شكل تحالفات نفعية تآمرية خبيثة لتصنعها بذلك على حساب الأغلبية ، وبالطبع هنالك مواقف متعددة لمفهوم المؤامرة هذه كمسألة حساسة وخطيرة في نفس الوقت لأنها تمس الحقوق والمصالح المباشرة لشعوب العالم أجمع ودارفور كنموزج هي من دون شك من ضمن أقدم الشعوب التي عمتَها المؤامرة نظرًا لتارِيخُها وحضارتِها التي لن تُفك طلاسِمُها بعد ؛ علاوة على موقِعها الجغرافي الإستراتيجي ومواردها المكتشفة والتي في الباطن ؛ ظلت ذلك خصوصًا في البلدان الضعيفة قوةً ومتوترة الأوضاع ومتعددة الإثنيات ومن أجل مواقِعها الجغرافية وتطلعات شعوبِها ودورها وأهميتِها في الماضي والحاضر؛ هناك من يؤمن تمامًا بجدوى مثل هذه المؤامرات لدرجة المبالغة لتبدو مثل القدر الإلهي وهذا للذّين يؤمنون به كإله ؛ والذي لأ يمكن مواجهتِها والتخلص من حتميتِها ، وما على الكل إلاّ الخضوع والخنوع والتحسر على المصير المظلم المحتوم وفي هذا يعاني البعض من الهلوسة التي تشبه الخبل ؛ إذ يتصورون إن العالم محكوم بمجموعة من الشياطين الجبابرة المتلبسة بأشكال البشر وهي ما أشرنا إليها في مستهَل مقالنُا هذا بالقوة الخفية التي تقود القوة الظاهرة - في الحقيقة ؛ نعم هناك مؤامرة إقليمية عربية ضد دارفور كدولة ضمت مؤخرًا بالقوة لسودان اليوم وكما هي واضِحة إفريقية من حيث الشعب والتاريخ والحضارة علاوة على الجغرافيا ، بل هذه القوة الإقليمية العربية التي ظلت تستخدِم الأقلية الحديثة في سودان اليوم المستحوزة على السلطة والإقتصاد هي بدورها تستخدَم من تلك القوة المشار إليها وبالقطع هم في ثلاثتِهم غير المتكافئة لأ يتكونون من شياطِين وكائِنات خارقة بل هم بشر مِثلنا تُفرِقُنا الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة مِنهم ، حيث تُجمع ثلاثتِهم جملة مصالح متفاوته مِنها ما هي عرقية وما هي لزعزعة العالم وعدم إستقرارها أي تدميِرُها وبكل حقد و إستبداد ؛ تجمع القوة الإقليمية العربية مع تلك القوة التي تستخدمها مصلحة زعزعة العالم وإعادة ترتيبُها وفقًا لِما تقتضيها مصلحة المحرك مع ضمان بقاء الذات العربي في جهلهِ ، إما مع الأقلية في السودان فتجمعهم مصلحة العرق (الأسلمة والتعريب) لأن من ضمن توجهات العرب هي طمس هويات الشعوب الأفريقية الأصيلة القديمة ؛ يكفي في هذا إستمرار سياسات الإستيطان للعنصر العربي الأجنبي والأرض المحروقة والإغتصاب الجماعي التي ظلت تستخدمها الخرطوم وحلفائها كأسلحه ضد شعب دارفور وما هجماتِها لجبل مرة الآن إلاّ المضي قدما لتنفيذ خطط المؤامرة ويكفي كذلك في ذلك مشاهدة التلفاز الخرطومي وصُحِفها الصفراء في بث سموم العنصرية البغيضة ولغتِها الرسمية التي لقنوها لنا إياها في المدارس والتي لأ تعبّر عن الواقع السوداني كوطن في ظل وجود لغات متعددة تمت إحتقارِها .
إن المؤامرة العلنية والسرية هذا ضد الشعوب السودانية الأصيلة بدأت قُبيل مغادرة حليفِهم الأنجليزي وأعلنت صراحة بشأن الشعب الجنوبي العظيم في نهائيات القرن العشرين في عهد السفاح عبود كرئيس لهم أنزاك ؛ لذا كانت وما زالت من أولويات هؤلاء الصفوة / الأقلية هي أسلمة وتعريب أقدم الشعوب البشرية التي عِرفتُها العالم منذ آدم وعيسى - بعد طرح ذلك الشعب العظيم (جنوب السودان) من الوطن أُرجعت ورُكِزت خطط المؤامرة ضد شعب دارفور ؛ حيثما بدأت قطر العربية مع صفوة الخرطوم كطرف (ثالث) اي وأصي لإبرام ما أسمُوها بإتفاقية الدوحه التي إتشأمُ مِن مضامين نُصوصِها لحديٍ كبير متسببُ ؛ بدأت قطر علنيًا من زاوية وضعيته في الإتفاقية بدعم تدمير ما بدأتها الخرطوم للقرى الدارفورية وقتل شعبِها وتهجير بعضِهم وسرقة آثارها الحضارية التاريخية ومن ثم إدعاء إعادة بناءها وتسميتِها بالقرى النموزجية زوراً ؛ وهي كقطر أصبحت الراعية المناوبه لبرنامج الإستيطان العربي في دارفور؛ وبالطبع بتغيّر أسماء تلك القرى التي يطلقون عليها بالنموزجية من إفريقية إلى عربية وتدخل في هذا تغيّر أسماء القرى والأماكن والجبال والطرق والوديان وعموم المعالم البارزة حتى أسماء الأشخاص غير العربية ؛ كالقاتل الذي يقتل ثم ياتي بكفن من عنده ليكفن بها القتيل وبالطبع لن يكن الكفن الذي أعتاد عليها المجتمع ؛ كل هذا وذاك بإيعاز من أنصار المساومات وأعداء التغّير السياسي الجذري بالبلاد ويتضح هذا كذلك عمقًا من خلال خطاب الصادق المهدي كزعيم للصفوة / الأقلية في الوطن السوداني حينما يكرر قوله إن البلاد ليست في حوجة لإسقاط النظام وإنما في حوجة لِمُعانقتِه ! في الوقت الذي يعاني فيها جُل الشعب بآلام تشبه آلم المُخاض كنتائج لسياسات هذه الأنظمة .
يدخل من ضمن أبرز المُدّبِرين على هذه الخطط التآمرية كذلك آل السعود (السعودية) الذّين يعتبرون من أحقد السلطات العربية لشعب دارفور حيث ياتّون علاوة على مصلحتِهم في التعريب وطمس هوية شعب دارفور بالقدر الذي يضمن لهم إستمرارية هضم الحقوق التاريخية والمادية لهذا الشعب العظيم ولأ سيما هنا الآبار التي حفرها آخر رؤساء دارفور واطلق عليها إسم آبار علي دينار رغم تحريفُها وكسوتِهم السنوية للكعبة التي إمتدت للستة قرون متتالية والعقودات التجارية التي فُسخت من طرفِهم وحقوق عدة ما زالت مهضومة ؛ ظن آل السعود في تدبيرهم لهذه المؤامرة ضد شعب دارفور وإستخدامهم لهؤلاء الصفوة / الأقلية الخرطومية حتى في حروبهم العربية ضد الشعوب الأصيلة هناك وما هذه المناورات العسكرية التي تجرى في هذه الأيام في مدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن شمال شرق السعودية والتي بدأت في منتصف شباط / فبراير المنصرم وبمشاركة عدة فروع عسكرية ؛ أي مناورات ما اطلقوا عليها برعد الشمال والتي ضمت العشرون سُلطة عربية بالرغم من يقيني في عدم عروبة البعض منها وطبعًا برعاية تلك القوة الظاهرة التي تقودها القوة الخفية وإلاّ كيف لعشرينيتهم هذا ان يناوِروا بآليات حربية عسكرية برية وجوية حديثة بذلك الحجم حيث شملت أحدث الأسلحة من التايفوت والأباتشي والأواكس والمدرعات الغربية البريطانية الإمريكية الحديثة وهم لن يمتلكوا ذرة مصنع او عقلا لتصنيعها او حتى متجر حربي لها ! وجاء في إعلانهم او بيانهم بقول : إن المقصد من هذه المناورة العسكرية هي لتأمين الأمن القومي العربي وضِمنها محاربة الإرهاب بالمنطقة اي إخراج جيد لتلك التمثيليات التي يعدها تلك القوة الظاهرة التي تقودها القوة الخفية وبالطبع هي تقوم بإعدادِها فنِيا ولوجستيًا كما هي واضحة من خلال آلة المناورة ، بالإضافة لمدِهم ببعض الجنود الماهرون في تنفيذ المهام ببراعة تمثيلية مالوفة وهم حينُها في جاهزية تامة لإكمال الباقي وذاك قد تبرر لهم لدى شعوبهم المضي قدمًا في تنفيذ خطط المؤامرة عبر ما تلعبه إعلام مستخدِميهم (العرب) من دور فاعِل في الترويج لتلك المسرحيات ؛ مقصد تأمين الأمن القومي العربي هي الظاهرة في هذه المناورة وما إستُبطِنت هي للإخراج الجيد لمسرحيات الإرهاب في الأماكن التي يحددها المستفيد اي تلك القوة الظاهرة التي تُقاد بواسطة القوة الخفية ولتعريب المنطقة غير المعربة وهذا لمصلحة المستخدم(العرب) ؛ لتكن هدف المرحلة هذه هي دارفور السوداني ؛ هنا قد تكاملت حلقات المؤامرة ؛ ظن آل السعود بأنهم بمثل هكذا خطط وبعد إبادة معظم شعب دارفور وتهجير بعضهم يمكنهم بهذا تعريب وأسلمة غير المتأسلمين و الإستمرار في هضم وإخفاء أسميّ حقوق أدبية ومادية تاريخية لهذا الشعب الدارفوري ! لكن هيهات - ليست هكذا الخضوع والخنوع للتعريب ، ليست هكذا تضيع حقوق الشعوب طالما هناك نفرُ من أبناءِها أصالة يعي بتمفصلات مكامِنها .
تلك القوة التي لمحنا لها في إشارة اُذهِلت الكل المتابع في بيان لها عقب الهجمات المتتالية التى شنتَها الخرطوم ومليشياتِها على منطقة جبل مرة والتي هجرت مِنها ما يقارب المليون مدني من جملة مليون ونصف نسمه يقطنون فيها علاوة على القتل والإغتصاب وآسِعتا النطاق ؛ وبالطبع جبل مرة تتوسط إقليم دارفور وتسيطر على معظمِها حركة / جيش تحرير السودان قيادة الأستاذ/ عبدالواحد النور التي تصدت على تلك الهجمات ببسالة فائقه ونادرة ؛ جاء ذلك البيان عبر الخارجية الإمريكية (المُحرِك و المُستخدِم لكِلاهُما العربي والسوداني) حيث جاءت في مضمون البيان في (منتصف فبراير المنصرم) بتصريح مفادها إن الثوار هم الذين شنو الهجمات على الحكومة ولا عيبُ في ذلك إن كانت صحيحة لكن العار لعدم صحتِها وهي بالحرف الواحد تتطابق مع تصريحات الخرطوم بعد هزيمتِها وفي تخبط واضح ، هذا وذاك تؤكدان خطط المؤامرة في ثلاثتِهُما ( إمريكا والعرب والخرطوم) والقوة الخفية التي تقود إمريكا ؛ ضد شعب دارفور وتُفسِرُها وتدعمها رعاية أمريكا لتلك المناورة اليائسه (رعد الشمال ) والصمت الدولي والإقليمي الصارختان إزاء ما جرت وما زالت تُجرى من إنتهاكات جسيمة وممنهجة ضد شعب دارفور وجبل مرة خصوصًا لأغراض الإبادة الجماعية و التهجير القسري بُغية تغيّر الديموغرافية السكانية بحواكير ومديريات الإقليم (دارفور) ؛ وما بين مدبرٍ ومنفذ أطلقت قطر على تلك المليشيات المحلية والدولية الموعودة بالإستيطان والتي أستوطنت بجيل تنفيذ الخطط أي خطط المؤامرة وما يمكن الرهان إليهما مستقبلاً ولا شماتة في هذه التسمية البيغضة ديمقراطيًا ؛ تبقى يقيني في وجود تلك القوة الخافية التي تقود امريكا ولكن قوة الثوار في عزيمتِهم وإرادة الشعب التي لن تقهر وتنكسر مهما كان جبروت ثلاثتِهم والرهان على إصطفاف عموم الشعب في صف الثورة هي الضمان لتفكيك خطط المؤامرة العربية وحلفائِها من امريكا والتي تقودها في الخفاء ضد دارفور هي الضمان لمزبلة الطغمة وإستعادة المجد ؛ وليست هناك قدر مظلم محتوم لأ يمكن الفكاك مِنها مُطلقا ونتأمل في هذا وذاك من أن يعيهأ جيل الإستنارة هذا بُغية التحرير مِنها ولِتحالف الشعب العريض أملاً في التغيّر ؛
حنواصل .
[email protected]
أحدث المقالات
ردا علي مقال الطيب مصطفي عن الترابي بقلم مروان البدري قصر النظر او قصة عضوية السودان في دول الكمونولث البريطاني بقلم حاتم المدنيمفهوم الحرية بقلم موفق السباعيلو كان الفقر رجلا لقتلته بقلم سميح خلفحسن الترابي والرحلة من البأس إلى البؤس بقلم محمد محمود أبـرد .. أبريل كذبة امم للتغير ؟ بقلم أ . أنـس كـوكـومصر وحماس؛ تواصل بعد قطيعة بقلم د. فايز أبو شمالةوليد الحسين حر طليق .. غير حر !! بقلم خضرعطا المنانلم تكن هناك رؤية ..!! بقلم الطاهر ساتيأمريكا ... الفارسية بقلم طه أحمد ابوالقاسملقد حان موسم تساقط (الإخوان) كثمرةِ (الخُرِّيمْ) من ضلوع الحَرَازْ بقلم أحمد يوسف حمد النيلالمنسق الإعلامي.. فاقد الشيء لا يعطيه بقلم كمال الهِديحقائق الملالي بعد سقوط الاقنعه بقلم صافي الياسريالسفيرة قرناص والأمن الغذائي العالمي بقلم عواطف عبداللطيفالراقصة والسياسي..! بقلم عبد الباقى الظافرمعايشة !! بقلم صلاح الدين عووضةالرقص على الذئاب.. والذئاب تخسر بقلم أسحاق احمد فضل اللهنحن شعب وانتو شعب! بقلم الطيب مصطفىوالي الخرطوم يعمل على رفع الغضب الصحفي!! بقلم حيدر احمد خيراللهالمكان في الجنقو مسامير الارض وفضاءها الروائي.. بقلم خليل جمعه جابررُسل الإنسانية والقتل العمد (1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قناتسدودُ السودان والمعاييرُ الدُوليّة لإعادةِ التوطينِ القسْرِيّة بقلم د. سلمان محمد أحمد سلمانمن فقه الحياة والموت: هذه هي اخطاء السودان.. وهذه هي المخارج:- بقلم الإمام الصادق المهديرسالة إلي عرمان ومن معه ....... بقلم هاشم محمد علي احمد حان وقت القرارات الحاسمة لقيادة مجموعة بن لادن السعودية بقلم م. أمين محمد الشعيبي*