|
Re: العلاقات السودانية البريطانية… ما خفي كا (Re: خالد الأعيسر)
|
الاخ خالد الاعيسر بالطبع لا غرابة في ان تدبس على عجل هكذا مقال سوقي مدفوع الاجر او تراهن به بالعودة الى مقرك في الخرطوم مع جلاوزة النظام الفاشي ليس الا. اما هول التناقض وغياب المعرفة السياسية بما يدور في السودان تاريخيا، كدأب متصيحفي السودان تاريخيا الذين هم في الاصل مجرد بابشبوزق للانظمة الفاشية الفاسدة في الخرطوم، حيث هيمنة الاقلية من الافندية والطائفية وعسكرهم الذين اودوا بالسودان الوطن وشعبه الكريم الى الهلاك الذي فيه الان بفعل نظم الحكم المتعاقبة منذ الاستقلال. وهو ما نسميه بنظم السودان القديم الهالك المتهالك؟ واراك تتحدث عن حقوق الانسان والحريات والديمقراطية؟ بانها مجرد شعارات تقليدية للغرب يستخدمها كمبررات لاستغلال الدول الضعيفة؟ اذن ماذا تعني بهذه المصطلحات وماذا تعني بالنسبة لك بالضبط؟ وكيف اصبح السودان دولة ضعيفة كما ذكرت؟ فمن الذي جعل السودان دولة ضعيفة في الاساس، هل الغرب ام حكام الخرطوم المتعاقبون تاريخيا؟ ومن الذي انتهك هذه المصطلحات وحرم شعب السودان جميعا من الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان؟ وماذا فعلت انت بالتحديد طول عمرك خاصة عندما كنت تصول وتجول في تلفزيونات الخرطوم حتى بالامس القريب، فهل طالبت احدا بالديمقراطية والحريات وحقوق الانسان التي تم سلبهم عسكريا منذ العام 1989 كما تعلم جيدا اذن لماذا سكت عنهم عندما كنت في الخرطوم قبل عامين فقط؟ فيما يتعلق بالحظر الاقتصادي وفرض العقوبات على النظام الفاشي في الخرطوم، فيبدو انك تجهل طريقة هذه العقوبات كما تجهل تماما اين شعب السودان من هذا النظام الفاشي الذي ظل ينهب كل مقدراته لصالحه الخاص وحرمان الشعوب المغلوبة كما تدعي من ابسط شئ يتعلق بالمال في السودان مما تلقائيا يجعل هذه العقوبات تنزل على رساميل رجال السلطة التي نهبوها من شعب السودان الذي ظل ليس له ادنى صلة باي نظام مالي حتى يتضرر بالعقوبات التي تدرس بدقة وعناية وتفرض على اوضاع مالية محددة تتعلق في المقام الاول بالنظام المالي للسلطة االفاشية في قتل شعبها، وممتلكات رجالها السارقون الذين اصبحوا اثرياء بفحش في الخرطوم؟ وليس من المعقول ان يكون المجتمع الدولي بهذا الجهل والتناقض الفظيع في المطالبة بارسال المعونات الانسانية الى العامة من شعب السودان وضحايا حروب السلطة في المعسكرات النزوح واللجوء، وفي نفس الوقت بالقصد تفرض عليهم العقوبات المالية لكي يتضرروا منها؟ فعن اي مجتمع دولي انت تتحدث يا هذا؟ فهذه تصوراتك انت الجاهلية او المتعمدة لادارة صفقة خاصة بك مع النظام الفاشي في الخرطوم بعدم فرض العقوبات عليه حتى تجد لك لهفة معهم كما تعودنا مع صحفي هذا الزمن الردئ؟ فانت هنا ترفض رفض قاطع منع النظام من المساعدات المالية للنظام الفاشي زعما كاذبا بانها تضر بالمواطن البسيط؟ فمن هو هذا المواطن البسيط في السودان الذي له صلة بهذا النظام الفاشي المجرم؟ فانت تقول منع الدعم المالي للنظام الحاكم وفي نفس الوقت تزعم كذبا صريحا بانها تضر بالمواطن البسيط؟ فهذا تناقض وكذب صريح ايضا؟ فهل هناك شخص واحد من العامة يجد الخدمات من هذا النظام المجرم؟ بل ان النظام يستخدم هذه الاموال في قتل شعبه بالرصاص في قلب الخرطوم، وبالقصف الجوي في اقاليم حروبها العدوانية في اقاليم بعينها، دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ام ان هؤلاء ليسوا بشرا في نظرك؟ فهل تريد منا ان نسمح بدعم النظام ماليا لقتل شعبنا الذي يتعرض للعدوان اليومي لابادتهم في داخل ارضهم ام ماذا بالضبط؟ فما هذا الجنون؟ ثم ان النظام الفاشي هو الذي انتهك حقوق شعبه في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان فماذا تريد من المجتمع الدولي ان يفعل معه بالضبط؟ يتركونه وهو يقتل شعبه لابادتهم وينتهك حقوق الانسان ويسلب حريتهم، وينهب اموالهم ام ماذا بالضبط يا سعادتك؟ كما التناقض الغريب في الزعم بان الاخرين خاصة الدول الغربية منهم بريطانيا يستهدفون السودان ووحدته وهذا زعم فوق تناقضه فانه كاذب ايضا ولا يستند على وقائع وشواهد فالسودان الحالي في الاساس قد وحدها البريطانيون سياسيا هذا اولا. كما ظل يزعم الاقلية المتعاقبة على الحكم في الخرطوم الذين ورثوا الاستعمار عبر السودنة بان لهم دولة اسمها السودان ضمن الدول، عضو في منظومة الامم المتحدة وموقعة على كل المواثيق الدولية ويعيش في عصر العولمة وليس العصر الحجري! وبالتالي تلقائيا مرتبط ارتباطا جينيا مع المجتمع الدولي وليست قرية في كوكب معزول. ومصالحها ايضا مرتبطة مع الدول التي لها مصالح ايضا، وهي مصالح متبادلة بالتاكيد في اطار الاسرة الدولية. اما فشل السودان في ادارة مصالحها بشكل ايجابي مع الدول في العلاقات الدولية والمجتمع الدولي فهذه مسئولية نظم الحكم في السودان اولا واخيرا ولا يتحملها اي احد اخر غير حكام الخرطوم الذين ظلوا خاضعون لدويلة قطر الصغيرة والمنظمات الارهابية. فالسودان تاريخيا ظل ماوى للمنظمات والحركات الارهابيةىمثل تنظيمات القومية العربية والمتاسلمون الارهابيون...الخ وفي عهد الانقاذ الفاشي قد اصبح السودان اكبر معقل للتنظيمات الارهابية في العالم ويصرف عليهم اموال شعب السودان بشكل مهول دون رقيب او حسيب فاين انت كصحفي من كل هذا؟ بل الان انت لجأت من السودان الى بريطانيا هاربا من سلطة وطنك الى بريطانيا فعن اي دعاوي غريبة تتحدث يا خالد؟ فهل تستطيع اثبات الاجندة الغربية التي تتحدث عنها كما ظل يتشدق بها انظمة الخرطوم المتعاقبة تاريخيا بان الغرب ضدنا ويريد استعمارنا...الخ وهم في نفس الوقت لهم استثماراتهم الخاصة في الغرب؟ فما هي اجندتك انت السرية في هذا التناقض بالمزاعم الكاذبة المضللة؟ اما حديثك عن دور الحركة الشعبية واجندتها السرية لتمزيق وحدة السودان المزعوم فهذه مكنة ودعاية قديمة لاكها حكام الخرطوم السفاحون قاتلي شعبهم ولم تجدى نفعا فذهبت مع الريح؟ ويوضح جهلك بمسار الازمة السياسية التاريخية المفتعلة في السودان من قبل حكام الخرطوم المتعاقبون. فوق انك تتاجر بقضايا حقيقية لا تدري عنها واذا كان للحركة الشعبية اجندة سرية حسب زعمك فماهي هذه الاجندة بالذكر بالتفصيل وليس بالكوار والمزاعم الفجة الكاذبة كما تعودنا تاريخيا؟ فهذا الزعم الفج الكاذب كان يردده السفاح الطائفي الصادق المهدي عندما كان في السلطة لتبرير حربه العدواني بالوراثة من ابن عمه نميري في الجنوب بدلا عن تحقيق السلام. وقبله قد ردده ابن عمه السفاح نميري ثم ابن عمه الاخر الجزولي دفع الله والجميع قد ذهبوا الى مذبلة التاريخ دون ان يسجلوا نقطة انجاز لشعب الخرطوم فقط ناهيك عن باقي اقاليم السودان المهمشة التي ظلت تعاني من ويلات حروبهم العدوانية في داخل هذه الاقاليم تاريخيا، ثم تعود انت لتلقف من ركام الاضاليل والمزاعم الفجة الكاذبة لتطالب هذه الشعوب التي ظلت تناضل من الحرية والانعتاق من فجور ويلات هيمنة حكام الخرطوم القتلة، بوحدة السودان؟ فعن اي وحدة تتحدث يا خالد؟ وهل انت شخصيا وحدويا بالفعل؟ ما هو برنامجك للوحدة وماذا فعلت فيها من اجل ان يتحقق الوحدة السياسية الحقيقية العادلة وليست الوحدة القديمة التي صنعتها المستعمر الثنائي لخدمة مصالحه الاستعمارية وتركها لاقلية الطائفية والافندية من الشمال السوداني في شكل هيمنة مطلقة على مقاليد السودان، وليست الوحدة السياسية الحقيقية العادلة بين مكونات السودان؟ وشتان ما بين الاثنين؟ وهل حروب السلطة بكل قدراتها العسكرية ضد شعبها عدوانا في داخل ارضهم ما يوحد السودان سياسيا ام انها لفرض المزيد من الهيمنة والخضوع، التي هي في اساس تقسيم السودان بين مهيمن، ومهيمن عليه بالضرورة، ام ماذا بالضبط؟ فما هي الاجندة السرية لحكام الخرطوم المتعاقبون في اعلان الحروب العدوانية ضد شعوبهم داخل اقاليمهم الكبيرة بحجم دول مثل الجنوب السوداني سابقا وجبال النوبة والانقسنا ودارفور الان؟ فهذه مساحات بحجم دول اذن ما هي الاجندة السرية لحكام الخرطوم المتعاقبون تاريخيا في اعلان الحروب العدوانية في داخل هذه الاقاليم؟ فهذا هو تقسيم السودان بحروب السلطة العدوانية المتعاقبة في الخرطوم ضد شعبها في داخل اقاليمهم هو الذي قسم السودان ومزق وحدته بالفعل؟ اما ان كنت تظن ان حروب السلطات في الخرطوم ضد شعوبهم في اقاليمهم من اجل الوحدة او للحفاظ على الوحدة فانت غلطان، وتجهل تماما امر الوحدة السياسية بين مكونات الدولة الاقليمية التي ابدا لا تتوحد بفرض الحروب العدوانية عليهم، بل هذا ما يدفعهم بالابتعاد من دولة الحرب واختيار الانفصال وحقهم الكامل في الاستقلال لكي يعيشوا احرارا كحق طبيعي مشروع عالميا؟ ام في نظرك ان شعوب هذه الاقاليم ليسوا سودانيون وليسوا بشرا؟ فهل حرب السلطة ضد شعبها توحد الدولة ام ماذا بالضبط؟ وهل السودان تاريخيا كان موحدا سياسيا؟ هل تذكر لنا ما هي نوع الوحدة التي ظلت سائدة منذ الاستقلال حتى الان؟ فالحركة الشعبية هي التنظيم السوداني الوحيد الذي طرح برنامج سياسيا للوحدة السياسية الحقيقية الطوعية العادلة. وقد رفضها كل حكام الخرطوم منذ عهد السفاح نميري مرورا بالفترة الانتقالية ثم حكومات الاحزاب الشمالية الطائفية الذين بسبب رفضهم وقف الحرب وتحقيق السلام وبناء الوحدة السياسية وفق مشروع سياسي سلما وليس بالحرب. وعوضا عن هذا قاموا بتسليم سلطة شعب السودان الى الاخوان المسلمون الارهابي لاخضاع الجنوب السوداني عسكريا بفرض الجهاد في الجنوب وجبال النوبة لاخضاعهم تحت الهيمنة وحسم الازمة عسكريا. وبالتالي كان بديهي حق هذه الشعوب في المقاومة العسكرية ايضا؟ بل ان طرح الجنوبيون للوحدة السياسية الحقيقية منذ ماقبل الاستقلال حيث طالبوا بالفيدرالية كمشروع للوحدة السياسية العادلة بين كافة مكونات اقاليم السودان وقد رفضها حكام الخرطوم الشماليون منذ الازهري؟ كما لم يطرحوا بديلا سياسيا للوحدة السياسية حتى اللحظة؟ وانما ظل هدفهم الاول هو فرض الهيمنة والاستحواذ فوق الاخرين من باقي اقاليم السودان واخضاعهم بالقوة العسكرية. بل فرض الاسلمة والتعريب بالقوة العسكرية ختاما بالجهاد حتى في نيفاشا كان خيارهم الحر هو منح حق تقرير المصير للجنوب السوداني حتى ولو يؤدي ذلك الى الاستقلال التام؟ ورفضوا رفضا قاطعا طرح الحركة الوحدوي باقامة الدولة العلمانية الديمقراطية المتعددة الموحدة فيدراليا؟ وكان لابد من ايجاد وسيلة لوقف حربهم الجهادي العدواني في الجنوب. وبالتالي ما حدث كان خيار الخرطوم الحر للتخلص من الجنوب السوداني ولم يقف احد من المعارضة الشمالية ورجالات المجتمع في الخرطوم بما فيهم انت ضد خيار السلطة في الخرطوم في فصل الجنوب السوداني؟ فماذا تريد من الحركة الشعبية وشعب جنوب السودان الذي ظل تحت الحرب العدواني في داخل اقليمهم لنصف قرن ان تفعل بالضبط للوحدة المزعومة التي ظل يرفضها حكام الخرطوم المتعاقبون منذ الاستقلال حتى الان؟ فاين كنت انت يا هذا؟ وماذا تريد منا ومن شعوبنا في اقاليم حروب السلطة الان ان نظل نقبع تحت الهيمنة والاستحواذ والقهر لنخب الخرطوم الشماليون في سبيل الوحدة وهم قد ظلوا تاريخيا رافضون لها؟ لماذا بالضبط؟ ختاما اذا لديك صفقة مع نظام الخرطوم فارجو ادارتها بعيدا عن قضايا شعبنا من ضحايا حروب نظم الخرطوم الفاشية المتعاقبة؟ واذا اردت وحدة السودان بالفعل فلابد لك ان تنهض من اوهامك هذا، وتطرح برنامجا سياسيا محكما للوحدة السياسية الحقيقية الندية بين اقاليم مكونات ما تبقى من السودان. الوحدة السياسية التي تزيل الهيمنة لاية مجموعة اي كانت، وتناضل من اجل تحقيقها في الواقع. فلابد ان تدفع الثمن لذلك وليس من اجل اخذ الثمن الشخصي البخس على حساب قضايا شعبنا العادلة؟
عربي يعقوب لندن
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|